أقلام الثبات
تربط جهات دبلوماسية عربية واوروبية مآلات واتجاه الصراع بين الكيان الصهيوني ولبنان فيما يتعلق بتنفيذ الاتفاق المعروف الذي رعته الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا بنتائج الاجتماع الذي سيكون بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب ورئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو مطلع العام المقبل , ولكن بعض الدبلوماسيين لا يرون بارقة حقيقية يعول عليها بان تلتزم "اسرائيل" بموجبات الاتفاق، واقصى ما يمكن ان يتمظهر نتنياهو امام ترامب بانه سيؤدي خطوة ما , وبأنه جدي عبر الاعلان عن انسحاب من نقطة واحدة من المواقع التي اعيد احتلالها خلال الفترة المحددة لوقف الاعتداءات العلنية, مقابل خطوات سياسية سيدفع لبنان اليها , اي تحقيق تنازل جديدة يشبه خطوة تعيين السفير سيمون كرم في رفد لجنة "الميكانيزم"، بموازاة من الدفع الاسرائيلي باتجاه توسيع الشقاق اللبناني وصولا الى حرب اهلية تتجاوز الحرب الاعلامية والسياسية القائمة.
بالطبع فان المحاولات الاسرائيلية في القضم السياسي , كما في القضم الجغرافي الحاصل على الحدود اللبنانية بشهادة الامم المتحدة رسميا , تجد لها مؤيدين في لبنان من جهات تسيرها احقادها , بعيدا عن اي انتماء وطني , وهي التي تتبنى كل السرديات الاسرائيلية الكاذبة علنا , وتسوقها لتضليل عشاق "الازدهار " الموعود الذي لن يأت ابداً، وبقرار اميركي واضح عبر الضغط الاقتصادي والحصار المالي , والتلاعب الاداري السقيم
وما يقاد اليه لبنان , وبات واضحا لا لبس فيه , يسري على الشعب الفلسطيني سواء في مخيمات لبنان , او في غزة , او في الضفة الغربية , فحكومة السفاح نتنياهو لم تلتزم بالاتفاق الذي اقيمت احتفالية شرم الشيخ يعد التوصل اليه , فبقيت الاغتيالات وعمليات الهدم والنسف والقتل سواء داخل غزة المحررة , او في خيام المعاناة غير المسبوقة وايضا سياسة تجويع الغزيين عبر الحصار التمويني والطبي , والمتوجة اسرائيلياً حتى الان باغتيال القيادي في حركة حماس، رائد سعد،
يعتقد محللون إسرائيليون انه باغتيال القيادي رائد سعد الاحتلال خاطر مقابل إدارة ترامب، بعد أن طالبها الاخير مؤخرا، بلجم عملياتها العسكرية في قطاع غزة، لصالح تقدم خطته لإنهاء الحرب على غزة إلى المرحلة الثانية، واعتبر المحلل العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم"، يوآف ليمور، أنه "إذا لم يغضب ترامب الآن، سيكون بإمكان إسرائيل أن ترى بذلك تلميحا لضوء أخضر لمواصلة اغتيال مسؤولين في غزة، مثل السياسة التي تمارسها في لبنان".
يرى محلل الشؤون الاستخباراتية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رونين بيرغمان، لفت إلى أنه في بيان نتنياهو وكاتس "يوجد خليط من الحقيقة والكذب. وسعد كان من مهندسي 7 أكتوبر بكل تأكيد، وعمل في ترميم حماس وبنائها من جديد، لكن الباقي أقل دقة. كلا الجانبين تعهدا بوقف إطلاق النار، لكن في خطة ترامب لم يتم قول شيء حول تعزيز حماس عسكريا، ونزع سلاح أو أي أمر آخر".
وأضاف بيرغمان أن "حماس لم تلتزم بخطة ترامب، وعمليا كررت أنها لا تعتزم نزع سلاحها أو نزع سلاح قطاع غزة. ونتنياهو وكاتس يحاولان أن يسوّقان للجمهور في إسرائيل كأن حماس ملتزمة باتفاق يشمل هذه الشروط، لكن هذا لم يحدث أبدا".
ان ذرائع حكومة نتنياهو لاستمرار حروبها من وجهة نظر اسرائيلية ايضا , هي نزع سلاح حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة وحزب الله في لبنان. وأن إسرائيل تعلم أن هذه القوى ترفض بالمطلق إلقاء سلاحها، وبالتالي تؤيد تحقيق إنجاز سياسي لم تحصل عليه في الميدان , وهي في هذا السياق ترفع مستوى الضغط في الميدان , وتحمل الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني الذي قام بأعمال جبارة , مسؤولية العمل على ما تصفه " نزع" سلاح حزب الله، وتهدد الحكومة اللبنانية بأنه "لن ننتظر إلى الأبد"، لكن إسرائيل تريد الحصول على موافقة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على استئناف الحرب ضد لبنان، التي سيبحثها نتنياهو خلال لقائه مع ترامب في نهاية الشهر الجاري، حسبما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت".
إذاً، في اقصى الحالات فإن الوضع سيراوح على الاداء الحالي , حتى تتخذ الادارة الاميركية قرارا ملزما لحكومة نتنياهو التي تواجه مصاعب داخلية ولا سيما نتنياهو نفسه , الذي يريد الحصول على العفو , وابطال جرائمه في الفساد ,ولعل المسألة التي يمكن ان يساوم عليها مع ترامب تتعلق بسوريا حيث توسع الاحتلال في جنوبها والاصرار على رفض الانسحاب بشكل قاطع من أعلى قمة لجبل الشيخ في سورية، وتشكيل منطقة منزوعة السلاح حتى حدود دمشق العاصمة.
هنا , وفق دبلوماسي يتابع عن كثب الملف اللبناني , "يظهر بوضوح اين هو قرار الحرب" ومداها, وليس قرار السلم والحرب, ومن السخرية بمكان ان يقول رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام ان الدولة استعادت قرار الحرب والسلم , ويبدو انه يتعامل مع الشعار بنوايا السلم إذا لم يكن استسلام , لأنه لا يملك قرار الحرب ولا ادواتها , وهذان الشرطان يتوفران في عدو لبنان الذي لم يوقف الحرب . والاجدى في هذه الحال ان يصمت عن مثل هذا الكلام , لان ما من عاقل سيصدق , بينما الدول تعرف قدرات لبنان الرسمي , وتعرف ماذا تريد السلطة الحالية .
"الحانوكا" .. تحت غطاء الأساطير: الوجه الحقيقي لكيان وُلد على فوهة بندقية!
السلطة الرسمية في لبنان تَترك الجنوب للاحتلال.. وتُبعد المقاومين _ د. نسيب حطيط
من تستهدفهم “إسـرائيل” لا يحتاجون بيانات… بل فضحاً كاملاً للجريمة