الثبات-إسلاميات
جاء في الحديث النبوي الشريف بيانٌ جامعٌ يُلخّص أصول الهلاك المعنوي للإنسان، فقال ﷺ: ((ثلاثٌ مُهلِكات: شُحٌّ مُطاع، وهوىً مُتَّبع، وإعجابُ المرء بنفسه)).
وهذه الثلاث ليست مجرد صفات عابرة، بل أمراض قلبية إذا استوطنت النفس أهلكتها، وحرمتها نور الهداية وسكينة الطاعة.
أما الشُّحّ المُطاع فهو بخلٌ يُسيطر على القلب، فلا يترك لصاحبه مجالًا للخير، ولا يدفعه إلى البذل أو الرحمة، وقد قال الله تعالى: ﴿وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ المُفلِحون﴾.
فالشح إذا أُطيع أقسى القلب وقطع علائق الإحسان بين العباد.
وأما الهوى المُتَّبَع فهو أن يجعل الإنسان ميوله ورغباته مقياسَ الحق والباطل، فيُقدّم هواه على أمر الله ونهيه، وقد حذّر القرآن من ذلك بقوله تعالى: ﴿أَفَرَأَيتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلٰهَهُ هَواهُ﴾.
وما ضلّ كثير من الناس إلا حينّم قادهم الهوى بعيدًا عن نور الوحي.
وأما إعجابُ المرء بنفسه فهو أخطرها، لأنّه يُطفئ شعور العبد بالافتقار إلى الله، ويُسدل حجابًا كثيفًا بينه وبين التوبة، فإذا أعجب المرء بعمله أو علمه أو صلاحه، استصغَر الذنب واستعظم النفس، وغفل عن قول الله تعالى: ﴿فَلَا تُزَكّوا أَنفُسَكُم هُوَ أَعلَمُ بِمَنِ اتَّقى﴾.
فهذه الثلاث إذا اجتمعت أوردت العبد موارد الهلاك، ونجاةُ القلب تكون بضدّها: سخاءٍ يُطاع، وهوًى يُخالَف، ونفسٍ تُتَّهَم لا تُمدَح، حتى يبقى العبد بين الخوف والرجاء، سائلاً الله السلامة والعافية.
الذوق عند الصوفية… معرفةٌ تُنال بالقلب حين يصفو
في رحاب سورة الكهف...﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾
نفسك التي بين جنبيك ... هذبها بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم