أقلام الثبات
يعاني الأمريكيون وحلفاؤهم من "جبهة إسناد إسرائيل" من انفصال عن الواقع، ويعيشون في وهم تحقيق رغباتهم، بالتوازي مع تضليل الرأي العام، فهم يتصرفون وكأن المقاومة قد انهزمت وعجزت تمامًا، مما يستلزم توقيعها على استسلامها وقبول شروط أمريكا و"إسرائيل"، ويزعمون أن الوقت ينفد، وإلا فالمصير هو الحرب للقضاء عليها ونزع سلاحها!
إذا كانت المقاومة قد انتهت بالفعل، وتمكنت "إسرائيل" من تدمير مخزونها الصاروخي ومنشآتها العسكرية وقتل قيادتها - ولا تزال تفعل ذلك - فلماذا التهديد بشن حرب على كيان غير موجود؟ ولماذا يُطالَب المقتول بتسليم سلاحه؟ ولماذا تُرسل الوفود ورُسُل الترهيب والتخويف والإنذارات من العرب والأوروبيين والأمريكيين؟
وإذا كانت المقاومة قد انتهت وتم تصفية قيادتها وإمكانياتها العسكرية، فمن تغتال "إسرائيل" إذن؟
هل تقتل المدنيين دون مبرر؟
هل تقوم بمناورات جوية تقصف الأراضي اللبنانية كتدريب، أم أنها تحاول تدمير ما تبقى من قواعد المقاومة؟
مادامت المقاومة قد انتهت وعجزت عن المواجهة أو تهديد الأمن "الإسرائيلي" أو الأمريكي في لبنان، فمن الذي تفرضون عليه الحصار؟
أنتم تدركون أن المقاومة لم تمت، ولا تزال قادرة على المواجهة، وإن تأخرت في الرد، فذلك لضرورات إعداد القدرات لربح المعركة القادمة، ووفق خطة "القنفذ الشوكي" للدفاع.
أنتم تعلمون أن التهديد بالحرب والإنذارات والمهل الزمنية لترهيب المقاومة وأهلها ودفعهم لتسليم سلاحهم دون أن تدفعوا ثمنًا أو ضمانة أو تعهدًا بعدم الاعتداء، لن يُخيف المقاومة وأهلها.
أنتم تعرفون أن المقاومة لا تزال قادرة على تهجير مستوطنات الشمال "الإسرائيلي"، ولا تحتاج إلى صواريخ دقيقة أو ترسانة من آلاف الصواريخ، بل يكفيها صواريخ معدودة من طراز الكاتيوشا القديمة، ولن يبقى أهلنا مهجّرون وحدهم.
حتى لو قمتم بإبادة الطائفة الشيعية بأكملها ولم يتبق من هذه الطائفة المقاومة سوى الآلاف، فأنتم تعلمون أنهم قادرون على الأخذ بالثأر وزعزعة الحكم الأمريكي والاحتلال "الإسرائيلي" والعملاء...
أنتم تدركون أن المقاومة لا تحتاج سوى لعشرات الاستشهاديين "لنزع" يد أمريكا عن لبنان، وهي تمتلك الآلاف منهم، وتعلمون أن المقاومة قادرة على كبح وإسكات أصوات العملاء اللبنانيين الذين يساندون "إسرائيل"، دون الحاجة إلى عشرات الآلاف من المقاتلين، رغم امتلاكها لهذا العدد.
كيف يمكن للمقاومة وأهلها أن يقبلوا بتسليم سلاحهم دون أي مقابل؟
لقد جرّبت السلطة والحكومة اللبنانية إطاعة أمريكا، وأصدرت قرار نزع السلاح، فهل أعطتهم "إسرائيل" شيئاً؟
أعلن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة استعداد لبنان للتفاوض مع "إسرائيل"، فلم تكترث "إسرائيل" "لاستسلامهم"، ولم تُتعب نفسها بالرد سلبًا أو إيجابًا!
أنتم تصدرون القرارات ضد المقاومة وأهلها، وتمنعون أموال إعادة الإعمار، فماذا أعطتكم "إسرائيل"؟ وماذا أعطتكم أمريكا التي وصفتكم بالدولة الفاشلة وبجيش "الديليفري"، وأهانت قائد الجيش لمواقفه الوطنية، ومع ذلك تصرّون على البقاء في ذل الاستسلام والعبودية لأمريكا و"إسرائيل"؟
يثرثر المندوبون باللغات العربية والأجنبية لترهيب المقاومة وأهلها، وبربح "العرض الذهبي" ، بتسليم السلاح، لتتمكن "إسرائيل" من ذبحهم، دون أن تخسر جنديًا أو رصاصة، والمطلوب من المقاومة تسليم سلاحها ليُستخدم بعضه ضدها أو لإعدام المقاومين برصاصهم الذي سلّموه!
تحت وطأة الترهيب بالقصف والتهديد والمندوبين تضعنا أمريكا أمام خيارين: إما الموت الكريم بالتمسك بالسلاح والكرامة، أو الموت الذليل الأعزل من السلاح والكرامة.
خيار المقاومة وأهلها وجميع الوطنيين المقاومين من مختلف الطوائف هو عدم الاستسلام حتى الاستشهاد، لئلا يُطبّق علينا قرار الكنيست "الإسرائيلي" الذي يشرعن إعدام الأسرى.
لا تزال المقاومة قوية وستعمل بمقولة الإمام الصدر: "لن نقبل أن يبتسم لبنان وجنوبه متألماً..."، ولن نقبل أن يعمّر لبنان ويبقى جنوبه مدمراً... أو كما قال "السيد الشهيد" للرئيس عمر كرامي لثنيه عن الاستقالة: "لن نقبل بهدر إنجازاتنا وانتصاراتنا، وإذا فُرِضَت علينا الفتنة التي ننأى عنها، فلن يبقى القتال في مناطقنا، بل سنقاتل في كل منطقة وشارع وحي في لبنان".. ونقول لمن ينتظر جواب المقاومة وأهلها: "لن نستسلم، ولن نُقتل وحدنا".
رسالتنا لمن يسعون لبناء مجدهم وحماية مصالحهم في لبنان على حساب أرواحنا ودمائنا: لن تستثمروا عمالتكم أو خيانتكم لنا... فالدفاع عن المقاومة والمشروع المقاوم هو واجب فردي لا يتطلب قراراً مركزياً أو تنظيماً، بل هو دفاع عن النفس... فليبادر كل قادر.
إذا انتهت المقاومة... فلماذا كل هذا القصف والتهديد والمبعوثين؟ ــ د. نسيب حطيط
الخميس 27 تشرين الثاني , 2025 09:01 توقيت بيروت
أقلام الثبات
أحمد الشرع باع سوريا بزجاجة عطر! _ أمين أبوراشد
العلويّون... ومخاض الولادة الجديدة في سوريا ــ د. نسيب حطيط
العدوان الصهيوني ورفض المفاوضات.. و"خيبر ترامب" ــ يونس عودة