أقلام الثبات
تم الإعلان عن بعض بنود خطة سلام الرئيس دونالد ترامب بخصوص أوكرانيا، والتي تهدف إلى إنهاء سريع للصراع في أوكرانيا، وقد أثارت الخطة رد فعل أوروبي، تمثّل في صياغة أطر بديلة بدون الاصطدام أو الايحاء برفض خطة ترامب بشكل تام، لما يترتب على ذلك من تداعيات.
"خطة ترامب" للسلام
تقوم الخطة، التي شارك في صياغتها مسؤولون أميركيون وروس، على تنازلات إقليمية قسرية من جانب أوكرانيا، مقابل وقف إطلاق النار. وأبرز ما تتضمنه المسودة المسربة (ذات الـ28 نقطة) هو:
1. الاعتراف بـ"الوقائع على الأرض": مطالبة أوكرانيا بالتنازل عن الأراضي التي تحتلها روسيا فعلياً، بما في ذلك القرم ومناطق واسعة في الدونباس، والاعتراف بها كأراضٍ "روسية بحكم الأمر الواقع".
2. إجبار أوكرانيا على إدخال تعديل دستوري يكرّس الحياد وعدم الانحياز، مما يمنعها بشكل دائم من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
3. فرض سقف محدد على حجم القوات المسلحة الأوكرانية (600,000 جندي).
4. استخدام جزء من الأموال الروسية لإعادة الاعمار، والجزء الباقي لاستثمارات أميركية – روسية تحصل الولايات المتحدة على عائد 50% منها.
5. توقيع معاهدة عدم اعتداء بين روسيا وأوكرانيا وأوروبا، وتعهد الناتو بعدم التوسع شرقاً.
ثانياً: التعديلات والأطر البديلة الأوروبية
في المقابل، سارعت الدول الأوروبية الكبرى إلى وضع أطر بديلة، وتشدد على ما يلي:
1. رفض التنازل الإقليمي: يشدد الموقف الأوروبي على أن الحدود لا يمكن أن تتغير بالقوة. وبينما تقبل بعض المقترحات بضرورة إجراء مفاوضات حول مصير الأراضي في مرحلة ما، فإنها تؤكد أن هذه المفاوضات يجب أن تبدأ بعد وقف إطلاق النار وتستند إلى خطوط التماس الحالية، مع رفض الاعتراف بشرعية الضم الروسي.
2. تعارض الأطر الأوروبية بشدة القيود المفروضة على الحجم المستقبلي للجيش الأوكراني، وتفضل حداً أعلى أكثر مرونة (800,000 جندي مقترح)، وتصر على حق أوكرانيا في اختيار مستقبلها، بما في ذلك هدفها الاستراتيجي في عضوية الناتو.
3. الضمانات الأمنية: تسعى أوروبا إلى تقديم ضمانات أمنية أكثر قوة وذات مصداقية لأوكرانيا، لضمان عدم تجدد الصراع.
يمثل هذا الانقسام بين الحليفين الرئيسيين (الولايات المتحدة وأوروبا) حول أوكرانيا، أكبر تباعد استراتيجي عبر الأطلسي منذ عقود. من وجهة نظر أوروبية، خطورة الخطة الأميركية، يكمن فيما يلي:
1. تقوّض الالتزام الأميركي تجاه حلفائها، وبالتالي ستدفع الدول الأوروبية إلى التفكير بشكل أكثر استقلالية في دفاعها وأمنها.
2. إجبار أوكرانيا على الحياد يرسل رسالة سلبية قوية إلى الدول الحدودية الأخرى، مشككاً في مبدأ "الباب المفتوح" لحلف الناتو ويزعزع استقرار الجناح الشرقي للحلف.
3. يُنظر إلى الخطة الأميركية على أنها محاولة لتطبيق نهج "الواقعية المتطرفة" الذي يعطي الأولوية لإنهاء الصراع الفوري على حساب المبادئ. يرى الاتحاد الأوروبي أن التنازل أمام الروس في أوكرانيا هو هزيمة أعمق بكثير من الهزيمة العسكرية.
لقد آن أوان فضح المتواطئين… فهم لم يعودوا “خصومًا سياسيين” بل باتوا مشكلة وطنية
أولوية واجبات المقاومة حفظُ وجودها ــ د. نسيب حطيط
أحمد الشرع... تعدد الولاءات الخارجية يجعل منه والياً بلا ولاية _ أمين أبوراشد