تحذيرات من عمليّة عسكرية "اسرائيلية" وشيكة.. "حزب الله جديد بانتظاركم"! _ ماجدة الحاج

الخميس 20 تشرين الثاني , 2025 08:27 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
 
بشكل مركّز، لا تزال صحف ومواقع ووسائل اعلام عبريّة تصوّب على حرب وشيكة ضدّ لبنان، آخرها اليوم الخميس في صحيفة "يسرائيل هيوم"، والتي نقلت عن مسؤول "اسرائيلي" قوله "إنّ الجيش يستعدّ لتنفيذ هجوم مكثّف على لبنان قد يستمرّ عدّة ايام"، تزامنا مع ما اشارت اليه هيئة البثّ "الاسرائيلية" وفيه "انّ المنظومة الامنيّة اوصت بشنّ حرب ضدّ لبنان تمتدّ لأيام طويلة لكن دون ان يقرّها "الكابنيت" حتى الآن.. هذا بعد ان نقلت صحيفة "معاريف" يوم الاثنين الماضي عن مصدر عسكري "اسرائيلي" تاكيده على "انّ جولة قتال جديدة ضدّ حزب الله"هي مسألة وقت ليس الا.
 
فهل على لبنان اخذ هذه التهديدات على محمل الجدّ وعدم حصرها في اطار التهويل على البلد لمواكبة الضغوط القصوى التي تمارسها تل ابيب وواشنطن على الدولة اللبنانية، لجرّها بالقوّة وبالضغط الناري صوب التطبيع مع "اسرائيل"؟ ام انّ كلّ هذه التهديدات هي توطئة لتنفيذ "عمل عسكري" جدّي ضدّ لبنان ؟
 
الاخطر، وسط هذا المشهد المعقّد، يكمن في الحراك العسكري الاميركي المريب في قاعدة حامات الجوّية-المفترض انها قاعدة عسكرية للجيش اللبناني.. مرّة اخرى القاعدة هذه الى الواجهة، ماذا يفعل فيها الضباط والجنود الاميركيون؟ وماذا عن عمليات نقل الصناديق الضخمة عبر طائرات عسكرية اميركية؟ ثمّة تقارير غربية تُجمع على انّ عمليات الاغتيال التي طالت قيادات في المقاومة انطلقت من هذه القاعدة-عبر إنزال جنود بزيّ مدني يتمّ توزيعهم في العادة في مناطق تُعتبر بيئة حاضنة لحزب الله، وخصوصا انّ هذا الحراك يتزامن مع عمليات تدريب وتسلّح لحزب يميني لبناني تحت اشراف ضباط اميركيين!- وفق ما كشف خبراء وشخصيات امنيّة في بيروت.
 
يخشى كثيرون من الخبراء والمحللين العسكريين من تزامن إلغاء زيارة قائد الجيش الى واشنطن وما حملته من رسائل اميركية ساخنة الى الاخير ومن خلفه رئيس الجمهورية، مع حملة التصعيد الناري"الاسرائيلي" جنوبا وبقاعا، خصوصا لجهة التلميح الاميركي الى انّ الوقت الممنوح للدولة اللبنانية لنزع سلاح الحزب بات ضيّقا جدا، وعليه فإنّ "اسرائيل" ستتكفّل بفعل ما عجزت عنه الدولة والجيش اللبناني..
 
بدا لافتا ما ذكرته صحيفة " يديعوت احرونوت" العبرية يوم السبت الماضي حيث تحدثت عن "تحرّك عسكري اسرائيلي قريب "يتضمّن  غارات جويّة على منشآت لحزب الله تحت الارض في بيروت والبقاع"..قد يندرج التهديد باستهداف "بيروت في اطار الضغوط القصوى على الدولة اللبنانية لفرض "اتفاقية امنية معها تصبّ بالكامل لصالح "اسرائيل" وتزيد من استباحة السيادة اللبنانية قبيل اجبارها الذهاب نحو التطبيع.. اما التصويب على البقاع، فهذا على الارجح له
علاقة بالإحتلال "الاسرائيلي" لجبل الشيخ بعد إسقاط النظام السوري السابق، وبسلطة سوريا الجديدة وإيكال ميليشياتها خصوصا الاجنبية المتطرّفة، بالحرب الاسرائيلية" المزمعة ضدّ الحزب، سيّما انّ هذا التهديد تزامن مع زيارة احمد الشرع الى واشنطن، والتي ذُيّلت بقرار ادخال سوريا ب"التحالف الدولي لمكافحة الارهاب"، حيث تكفّل المبعوث الاميركي توماس برّاك بالكشف عن مهمة الشرع في هذا التحالف، وهو فصائل المقاومة في المنطقة -المصنّفة ارهابية لدى الادارة الاميركية.. وعلى رأسها حزب الله.
 
وإذا كان هذا المخطّط جديا، فإنّ الحزب سيكون هذه المرّة في مواجهة جبهتَين خطيرتَين في آن واحد، خصوصا وانّ تقارير عبريّة كانت كشفت عن "عمليات إنزال" قد تنفذها قوّات اسرائيلية خاصّة بقاعا، في اطار عملية عسكرية "محدودة" تلي جمع اكبر قدر من المعلومات الاستخبارية حيال الاهداف المنوي الإطباق عليها.
 
لكنّ الاروقة الامنية والاستخبارية "الاسرائيلية" تدرك تماما خطورة ان تطأ اقدام ضباطها وجنودها الارض سواء في الجنوب او البقاع، حيث خبرت جيدا قدرات رجال الحزب في الميدان عندما غامرت "اسرائيل" بشنّ عملية برّية في الجنوب في اوائل شهر تشرين الاول من العام الماضي سريعا بعد الحرب الطاحنة التي شنتها على لبنان، وسدّدت في خلالها وقبلها ضربات قاسية في مرمى الحزب قتلت كبار قادته وصولا الى امينه العام السيّد الشهيد حسن نصرالله، مسبوقة بتنفيذ عملية "البيجر" الشهيرة التي تسببت باستشهاد المئات من رجال الحزب واصابة اعداد كبيرة اخرين في صفوفهم.. فقرّرت في هذا التوقيت "القاتل" المبادرة الى استغلال ضعف الحزب و"انهياره" للتوغّل داخل الاراضي اللبنانية، لتصطدم بمواجهة عنيفة من مقاتلي الحزب تكبدّت فيها خسائر فادحة تحيطها الرقابة العسكرية بطوق مطبق حتى الآن..
 
فكيف سيكون عليه الحال بعد شهور من اعادة تنظيم الصفوف وتعويض نقص الاسلحة والصواريخ، وبناء هيكل قيادي جديد لا تعرف عنه شيئا-بإقرار عدد من خبرائها ومحلّليها العسكريين حيث يذهب بعضهم الى تأكيد انّ ضرب الأهداف التابعة للحزب منذ توقيع اتفاق وقف اطلاق النار، يتمّ بناء على "داتا" قديمة.
 
وفي حين ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير لها بنهاية شهر اكتوبر الماضي، " انّ حزب الله باشر بإعادة بناء ترسانته العسكرية وتنظيم صفوفه، موضحة "انّ تقييم الاستخبارات يشير الى انّ الحزب يخزّن الصواريخ والانظمة المضادة للدبابات والمدفعيّة الثقيلة"، لتصل في نهاية تقريرها الى انه في خلال اقل من عام على اتفاق وقف اطلاق النار، نجح في اعادة تسلّح كبيرة..تحدّثت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية في الشهر نفسه، عن" انّ حزب الله يعمل حاليا بشكل شبه كامل تحت الارض، وأعاد بناء هيكله القيادي وقوّته العسكرية بشكل سرّي"، فيما تقاطعت معلومات تقارير فرنسية وبريطانية حيال سعي"اسرائيلي" حثيث للإستعلام عن "حزب الله الجديد" الذي يتمّ بناؤه، ولفتت الى انّ" الحزب الجديد" هذا مختلف عن السابق، وأنّ اسرائيل لا تزال تتعامل مع بنك الأهداف غير المُحدّث".
 
رغم الغموض الذي يكتنف منظومة حزب الله منذ توقيع اتفاقية وقف اطلاق النار، والسؤال المكرّر دائما "اين اختفى عشرات الآلاف من مقاتليه"؟ الا انّ اجهزة الاستخبارات "الاسرائيلية" والغربيّة الحليفة لها، تقرّ بأن الحزب مَرِن ولم يقف مكتوف الايدي منذ حينه بل تعمل قيادته العسكرية الجديدة كخليّة نحل لا تهدأ، خصوصا انّ بيئته الواسعة تتعرّض لخطر وجودي تُثبت جدّيته الضغوط القصوى عليها من الداخل والخارج.. اما وانّ المعركة المرتقبة هي قضيّة حياة او موت بالنسبة لحزب الله، فإنّ مواجهتها ستكون "كربلائيّة"- وفق ما تؤكد شخصيّة صحافية لبنانية مخضرمة، ألمحت بُعَيد زيارتها الى طهران، الى "مفاجآت صادمة" بانتظار "اسرائيل" فيما لو غامرت بشنّ حرب جديدة على لبنان، او بتنفيذ عملية برّية داخل الاراضي اللبنانية.. جنوبا أو بقاعا.


يرجّح مصدر صحافي بريطاني، جهوزيّة "فِرَق استشهاديّة" في الحزب على نسق العمليّات التي اعتمدها في بداياته ضدّ الجيش "الاسرائيلي"-كما ضدّ مقرّ "المارينز" والسفارة الاميركية  في بيروت عام 1983.. وهي الحقبة الاخطر التي اوجع فيها الحزب "اسرائيل" والولايات المتحدة بعديد مقاتلين لم يتجاوز العشرات حينها وبقدرات تسليحية متواضعة جدا.." "فكيف الان وهو يحمل لائحة انتقام  لقادته..خصوصا الثأر لزعيمه ومُلهمه السيّد حسن نصرالله، والذي قد يكون اقترب أكثر من ايّ وقت مضى"!


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل