خاص الثبات

في بلدٍ يفيض بالغرائب، ويستورد المفاجآت مثل ما غيره يستورد رز وسكّر، يطفو على السطح تصريح جديد لعضو القوات غياث يزبك.

تصريح؟ لأ… تحفة فكرية من طراز نادر.

الرئيس قال “بخّاخي السم في الولايات المتحدة”.

الدنيا كلّها فهمت مين القصد…

الدنيا كلّها، ما عدا غياث.

فجأة طلع علينا يزبك وقرّر، بكل ثقة لا يهزّها إعصار، أنّ رئيس الجمهورية “ما كان يقصدهم”…

لأ هو كان يقصد الشيخ نعيم!

يا سلام!

يخي يا ريت كل السياسيين عندن هالقدرة على تحويل الاتهامات بالريموت كونترول.

واحد بيقول غرب… غياث بيقولك: “لأ، قصدو شرق”.

واحد بيقول سمّ… غياث بيقول: فيتامين C

واحد بيقول واشنطن… غياث بيقول: “يمكن قصدو الضاحية بس غلط بالاسم!”

والأطرف؟

كأنّه بدو يقنعنا انّ الشيخ نعيم والحزب عاملين أوفرستاي بواشنطن…

معقول؟

يا حبيبي… هيدا المستوى مش تفسير… هيدا خيال غبي.

خيال لدرجة ممكن نتوقّع بكرا يزبك يطلع يقول:

“الرئيس لما قال في ناس عم يتدخلوا بشؤون البلد، ما قصد جهات خارجية… قصد عمّو أبو فادي لأنو بيدقّلو كتير!”

والنتيجة؟

الشعب يضحك… بس ضحكة ممزوجة بالسؤال الأبدي:

هيدا جدّي؟ ولا نحنا اللي عايشين بحلقة كرتون وما معنا خبر؟

أكتر شي بيثير الضحك إنّو كل ما يحاول يبعد التهمة، بيقربها.

كل ما يشرّح الكلام… منزيد قناعة إنّو ما فاهم الساس من الراس.

يا زلمة، إذا بدك تعمل هروب للأمام، على الأقل اعملو بفنّ… مش بهالطريقة يللي بتخلّي المواطن يفكّر إنّك قاري الخطاب بالعكس.

وبينما العقلاء عم يحاولوا يفهموا المنطق، بيجي صوت الحكمة الشعبية:

“مجنون يحكي… وعاقل يسمع.”

بس مع هالتصريحات… العاقل صار يحطّ قطن بإذنو ويحاول يفكّر:

إذا هيدا تفسير سياسي… كيف بيكون التفسير الفكاهي؟