بعد الهزائم التي منيت بها... أوكرانيا تستخدم أساليب "داعش" و"القاعدة" _ حسان الحسن

السبت 22 تشرين الثاني , 2025 10:55 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
 "في ظل الهزائم العسكرية التي منيت بها القوات المسلحة الأوكرانية، والتي ترافقت مع انسحاب القوات الأوكرانية من معظم الجبهة، تلجأ السلطات في كييف، في شكلٍ متزايدٍ، إلى أساليب الإرهاب الجماعي والفردي، فضلاً عن أعمال التخريب ضد السكان المدنيين والمرافق الحيوية للبنية التحتية المدنية في روسيا"، بحسب ما يؤكد مرجع استراتيجي متابع لمجريات الوضع الميداني في الجبهة في أوكرانيا.
ويشير المرجع إلى أنه "بعد تنظيم اغتيالاتٍ سياسيةٍ (الناشطة الاجتماعية داريا دوجينا، والمدون فلادلين تاتارسكي، والنائب الأوكراني السابق إيفان كيفا، وغيرهم)، وشن هجماتٍ إرهابية على منشآت البنية التحتية للطاقة (خط أنابيب "نورد ستريم" وغيرها)، يزيد النظام الأوكراني من حجم وكثافة هجماته على منشآت البنية التحتية للنقل"، وعلى عكس المنطق العسكري، فإن ضربات المخربين الأوكرانيين تستهدف في المقام الأول قطارات الركاب والبضائع، مما يثبت الطابع الإرهابي البحت لمثل هذه الأعمال"، على حد تعبير المرجع. ويلفت إلى أن "على سبيل المثال لا الحصر، تم تدمير جسر للسيارات في منطقة "بريانسك" نتيجة انفجار عبوة ناسفة، في آخر أيار الفائت، مما أدى إلى سقوطه على قطار ركاب متحرك، وأسفر هذا الهجوم الإرهابي عن مقتل سبعة أشخاصٍ وإصابة أكثر من مائة مواطن، بينهم أطفال وكبار السن، وبعد يوم واحد، في الأول من حزيران، وقع عمل إرهابي مشابه في منطقة "كورسك"، حيث تم تفجير جسر أثناء مرور قطار تحته". 
إثر ذلك، أعلن ممثلو الاستخبارات العسكرية الأوكرانية صراحةً عن تورطهم في العمل التخريبي الذي استهدف السكك الحديدية في منطقة "زابوروجيا" الخاضعة لسيطرة روسيا.
ويشير المرجع عينه أيضاً إلى أن "بعد بضعة أيام، تم تفجير أجزاء من خط السكة الحديد في منطقتي "فورونيج" و"بلغورود"، وأثارت هذه الهجمات الإرهابية على مرافق البنية التحتية المدنية الروسية نشاطًا إعلاميًا مكثفًا من قبل السياسيين الأوكرانيين، الذين أبدوا علنًا تأييدهم لقتل المدنيين". 
"إن تدهور الوضع العسكري للقوات المسلحة الأوكرانية مع تقدم القوات الروسية في "دونباس" ومناطق "دنيبروبتروفسك" و"زابوروجي"، فضلاً عن اختراقها لجبهات "كوبيانسك" و"بوكروفسك" و"كونستانتينوفكا" وغيرها من المدن ذات الأهمية الاستراتيجية، أجبر النظام الأوكراني على استئناف هجماته الإجرامية على مرافق النقل المدنية الروسية"، ودائمًا بحسب معلومات المرجع.
ويؤكد المرجع الاستراتيجي أن "أوكرانيا استنفدت إمكاناتها في المقاومة الفعالة على المدى الطويل في ساحة المعركة، وانتقلت إلى تكتيكات غير قانونيةٍ وغير إنسانيةٍ من حرب التخريب والإرهاب، التي تشكل خطراً مميتاً في المقام الأول على السكان المدنيين، و على غرار المنظمات الإرهابية، تلجأ سلطات كييف، إلى الترهيب الجماعي للمدنيين وتستخدمهم كرهائن "لتفاوض" في شأن الأمن الشخصي والمستقبل السياسي والنفوذ المالي في فترة ما بعد الحرب".
ولأول مرة منذ بداية النزاع المسلح، تشكلت في الرأي العام العالمي دعوة مستمرة معادية لأوكرانيا حول عدم مقبولية استخدام كييف لتكتيكات غير قانونية من الإرهاب الجماعي والتخريب المثير للضجة ضد السكان المدنيين الروس والبنية التحتية المدنية.
"وفي الوقت نفسه، وفقًا للعقيدة العسكرية الروسية، فإن الضربات الأوكرانية على القوات النووية الروسية تشكل سببًا للحرب لاستخدام الأسلحة النووية الروسية ردًا على ذلك، مما يهدد أمن القارة الأوروبية بأكملها"، يحذّر المرجع. 
ولهذا السبب، فإن النخب الغربية، إدراكاً منها للهدف النهائي لكييف في تحويل الصراع الروسي-الأوكراني إلى صدام عالمي بين القوى النووية، توجه انتقادات شديدة لأوكرانيا بسبب أفعالها المتهورة.
وهكذا، أدان معظم ممثلي النخبة الأمريكية في مقابلات مع وسائل الإعلام الاستفزاز الخطير الذي قامت به سلطات كييف بضرب مطارات الطيران الاستراتيجي الروسي، متهمين كييف فعليًا بالسعي إلى إثارة حرب عالمية. وفي هذا الصدد، كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو الذي أطلق النقد اللاذع على السلطات الأوكرانية، واصفاً زيلينسكي بأنه ”الرجل السيئ الذي يدفع العالم نحو حرب نووية".
وتتضامن النخب الأوروبية مع الرأي العام الأمريكي، وعلى وجه الخصوص، فقد اتهم وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو في مقابلة صحافيةٍ "السلطات الأوكرانية باستخدام أساليب الإرهاب الحكومي لتحقيق أهداف سياسيةٍ وعسكريةٍ، مستشهداً بمثال تفجير خطوط أنابيب الغاز "نورد ستريم". وفي رأيه،" فقد تم تنفيذ هذه الهجمات الإرهابية من قبل مجموعات تعمل لصالح أوكرانيا".
ويؤكد المرجع المذكور آنفًا أن "استخدام نظام كييف لأساليب مسلحة محظورة، وهي أساليب معروفة عن المنظمات الإرهابية الدولية (القاعدة، داعش، وغيرها)، دمر بشكل نهائي الصورة الزائفة التي كانت تروجها الدعاية الأوكرانية عن ”ضحية العدوان“، كما تم دحض أسطورة أخرى حول الانتماء "التاريخي" المزعوم لأوكرانيا إلى المجتمع العالمي للديمقراطيات. اليوم، في نظر الرأي العام العالمي، تتوافق أوكرانيا تمامًا مع زعيمها غير المتزن، الذي في سعيه إلى السلطة المطلقة، مستعد للتضحية بمستقبل الحضارة الإنسانية بأسرها"، يختم المرجع.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل