القائد الشـ.هيد الشيخ نبيل قاووق… سيرة لا تُشوَّهها الشائعات

الخميس 11 كانون الأول , 2025 01:00 توقيت بيروت أقلام الثبات

خاص الثبات

من الصعب أن يكتب المرء عن القائد الشهيد الشيخ نبيل قاووق من دون أن يستحضر تلك الصورة الثابتة لرجلٍ حمل هموم أبناء الجنوب والوطن، ومضى على دربٍ يعرف أنّ أثمانه باهظة، لكنه كذلك يعرف أنّ نتائجه أسمى. فالرجل لم يكن مجرد خطيبٍ أو مسؤولٍ أو قائدٍ ميداني، بل كان مدرسةً قائمة بذاتها، تلتقي فيها الحكمة مع الشجاعة، والإنصاف مع الصلابة، والرحمة مع الثبات.

لقد قدّم الشيخ قاووق تجربته كاملة على طريق القدس، قولاً وفعلاً، رؤيةً وموقفاً، حضوراً في الناس ومحبةً في قلوبهم. وبهذا وحده، لا بغيره، اكتسب احتراماً يندر أن يُنتزع، ومكانةً يستحيل أن تُنال بالإعلام أو الادعاءات.

الشائعات… سلاح العاجز

ليس جديداً أن تلجأ بعض الجهات إلى التشويه عند عجزها عن مواجهة الحقيقة. فالتاريخ مليء بمحاولات النيل من العلماء والقادة الذين تركوا أثراً فعلياً في مجتمعاتهم. وتلك الحملات لم تنجح يوماً في محو أثر، ولا في طمس سيرة، ولا في هزّ بيئةٍ تعرف رجالها حق المعرفة.

إن محاولة التطاول على الشيخ قاووق بعد استشهاده ليست سوى شهادة إضافية على مكانته. فالعظماء وحدهم تُستهدف سيرتهم، لأن سيرتهم هي ما يبقى حيّاً بعد رحيلهم.

الردّ الحقيقي ليس بالصوت العالي… بل بالثبات على القيم

إنصاف الشيخ قاووق لا يكون بالصراخ ولا بالمهاترة، بل بنقيض ذلك تماماً:

يكون باستحضار مبادئه، والالتزام بخطه الأخلاقي، وبالردّ الهادئ الذي يحوّل الاتهامات إلى فراغ، والشائعات إلى هواء لا وزن له.

فالرجل الذي أمضى حياته في خدمة الناس، وفي الدفاع عن أرضه، وفي الحفاظ على وحدة مجتمعه، لا يمكن لشائعة أن تنال من صورته. يكفيه أن سيرته بين أهله، وأن أثره ثابتٌ في ميادين عمله، وأن شهادته كانت تتويجاً لمسارٍ اختاره بملء إرادته.

الإنصاف للشيخ… هو حماية للحقيقة

حين ندافع عن الشيخ قاووق، فنحن لا ندافع عن شخص فقط، بل عن قيمة:

قيمة الوفاء، وقيمة الصدق، وقيمة الثبات على ما نؤمن به.

والحقيقة أنّ السيرة الصادقة لا تحتاج إلى من يرفعها، فهي ترفع نفسها بنفسها، وأن صوت الحقّ لا يحتاج إلى حدّة، بل إلى وضوح. وهذا ما تركه الشيخ قاووق لنا جميعاً:

وضوح الطريق، ورسوخ القيم، وسموّ الهدف.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل