لبنانيون يشنّون حرب الإسناد "لإسرائيل" ــ د. نسيب حطيط

الثلاثاء 18 تشرين الثاني , 2025 11:05 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
 ردًا على حرب الإسناد التي شنتها المقاومة اللبنانية "الشيعية" لدعم المقاومة "السنّية" في غزة، وتأكيد الوحدة الإسلامية في مواجهة العدو، شنّ لبنانيون ما أسموها "حرب الإسناد لإسرائيل"، فاحتشدوا من مختلف الطوائف والأحزاب، تشاركهم شخصيات سياسية ودينية وإعلامية لإعلان هذه "الحرب" ضد المقاومة في لبنان، ولأول مرة تشكلت جبهة غير طائفية ضمّت أطرافًا سياسية متناقضة تاريخيًا؛ من الحركة الوطنية اللبنانية واليمين المسيحي، بالتعاون مع الحكومة اللبنانية والقوات الدولية ودول غربية، تحت رعاية أمريكية، وبمشاركة بعض دول الخليج. 
تتولى "جبهة الإسناد لإسرائيل" مهمة الحرب السياسية والاقتصادية والمذهبية والإعلامية ضد المقاومة، بهدف تغطية وتبرير أعمال "إسرائيل"؛ من قتل واغتيال وقصف واحتلال، وتسريع وتشريع التطبيع و"السلام" مع "إسرائيل"، والتخلص من المقاومة وطائفتها، متذرّعين بحجج، مثل حب الحياة والسلام والسياحة والحج إلى القدس.
استطاعت "جبهة الإسناد لإسرائيل" تحقيق بعض الأهداف والإنجازات، وقد حددت أهدافها المرحلية والاستراتيجية بما يلي: 
- نزع سلاح المقاومة وحصره بيد الدولة، وقد أصدرت الحكومة اللبنانية قرارًا بهذا الشأن، بالشراكة مع ممثلي "جبهة إسناد إسرائيل" من الأحزاب اللبنانية. 
- التنازل عن مزارع شبعا لسوريا، لسلب ورقة قوة من أوراق المقاومة ومساعدة "إسرائيل"، لضمها مع الجولان السوري. 
- منع إعادة إعمار القرى الحدودية، لمساعدة "إسرائيل" في ترسيخ الشريط الأمني العازل الخالي من المسلحين والسكان والحياة والشجر، وحتى المقابر. 
- إغلاق "القرض الحسن"، لمنع مساعدة الفقراء والمحتاجين، ولإجبار الناس على العودة إلى المصارف التي سرقت ودائعهم لتسرقهم ثانيةً.
 - إغلاق المؤسسات التربوية للمقاومة، كمرحلة أولى، بحجة أنها تعمم ثقافة العداء "لإسرائيل"، مما يعرقل "السلام" معها. 
- شن حرب إعلامية على عقيدة المقاومة ومنظومتها الدينية، وصلت الى اتهام "الطائفة المقاومة" بالتخلف والغزو والقتل. 
- إلغاء التمثيل النيابي لقوى المقاومة أو حصارها، ومنع انتخاب ممثلها لرئاسة المجلس النيابي مرة أخرى.
 - شيطنة الطائفة المقاوِمة، وتحميلها مسؤولية انهيار الاقتصاد والأمن اللبناني لتبرئة الفاسدين واللصوص، وتبرئة اليمين المسيحي الذي أشعل الحرب الأهلية اللبنانية، والتي تعد السبب لما يعيشه لبنان منذ 50 عامًا.
إن تحالف بعض اللبنانيين مع "إسرائيل" لا يزال قائمًا، وتُعدّ "جبهة الإسناد لإسرائيل" التي شكّلوها، أول جبهة "إسناد علنية للعدو الإسرائيلي"، تُمارس خطيئتها بوقاحة وجرأة ضد المقاومة ومشروعها، وقد تجاوزت هذه الجبهة كل أشكال الإسناد العربي والتركي "لإسرائيل"، والتي بقيت سرية ومُغطّاة بتصريحات إعلامية خادعة ضد "إسرائيل"، أما في لبنان فقد بلغت الجرأة والعمالة حد التصريح العلني بأن العدو هو المقاومة وطائفتها، وأنه لا عداء أو حرب مع "إسرائيل" أو مع الجماعات "التفكيرية"!
تعيش المقاومة وطائفتها ظروفًا استثنائية صعبة وقاسية؛ محاصرة بين "مطرقة" القصف والاغتيال "الإسرائيليَّين"، و"سندان" جبهة الإسناد اللبنانية "لإسرائيل"، ورغم ذلك تلتزم المقاومة الصمت والصبر، للهروب من الفتنة الداخلية، وفي المقابل تلاحقها أطراف جبهة الإسناد "الإسرائيلية" لإرغامها على الرد؛ تنفيذًا لأوامر "إسرائيلية" - أمريكية، ويطرح أهل المقاومة وأنصارها عدة تساؤلات:
هل ستبقى المقاومة في دائرة الصمت والصبر، وتسمح لـ"الجبهة اللبنانية لإسناد إسرائيل" بأن تحاصرها وتنهشها مع أهلها، بالتوازي مع القصف والاغتيال "الإسرائيليَّين"؟
هل يحق للمقاومة التعامل مع "جبهة إسناد إسرائيل" كما تعاملت مع جيش لحد وسعد حداد أيام الاحتلال "الإسرائيلي"؟
هل يحق للمقاومة الرد على "جبهة إسناد إسرائيل" تحت عنوان الدفاع عن النفس... والنفس هنا لا تعني المقاومة وطائفتها فحسب، بل تعني الوطن.
إن بقاء المقاومة وأهلها في دائرة الصمت والصبر بعد عام كامل من الحرب عليها وتطورها، هو قرار خاطئ وغير صائب، لأنه يشجع هؤلاء العملاء الأغبياء على الاستمرار في حربهم على المقاومة وأهلها، لذا لا بد من اتخاذ مواقف وشن ضربات تأديبية موضعية، لإيقاظهم وتنبيههم، وإجبارهم على التراجع لمنع الفتنة.
إن التأخر في الرد، بحجة منع الفتنة، سيصبح عاملاً مساعدًا لإشعالها، بعد أن تكون المقاومة وأهلها قد خسروا أوراق القوة التي يمتلكونها، مما يسهل إطباق الخناق والحصار وربما القضاء عليها، بالتعاون بين العدو "الإسرائيلي" وجبهة الإسناد لإسرائيل في الداخل...
أنذروهم... وأعدّوا أنفسكم للمواجهة التي يبدو أنه لا مفر منها.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل