خاص الثبات
لا يمكن لأي نقاش سياسي أو تفاوضي أن يجد لنفسه مكاناً في هذا الوقت، ما دام أهل غزة ما زالوا يبحثون عن سقف يحميهم. قبل أن نتحدث عن أي بند، أي مرحلة، أو أي خطوة لاحقة، هناك سؤال واحد يجب أن يعلو فوق كل شيء: أين سيعيش الناجون؟
هناك حقيقة موجعة لا يمكن إخفاؤها: البيوت التي كانت تجمع العائلات لم تعد موجودة، والشوارع التي كانت تنبض بالحياة تحولت إلى ركام. وبين هذا الركام يقف الناس بلا مأوى، بلا طمأنينة، بلا المكان الذي يُفترض أن يكون أبسط حقوق الإنسان.
الإيواء ليس تفصيلاً صغيراً نضعه بين قائمة طويلة من الأولويات. الإيواء هو الحياة نفسها. هو الدفء الذي يحمي الطفل من برد الليل، والسكينة التي تعيد للأم قدرتها على التنفس، والمساحة التي تمنح الأسرة فرصة لتنهض من جديد.
قبل الحديث عن الملفات العسكرية، قبل الدخول في تفاصيل الاتفاقات، وقبل رسم خرائط الطرق، هناك خطوة لا يمكن القفز فوقها: بناء مأوى آمن لكل من فقد بيته.
الإيواء قبل كل شيء.
قبل المفاوضات، قبل الخسائر، قبل الحسابات، وقبل أن نطلب من الناس أن يقفوا على أقدامهم مرة أخرى.
إن لم نتفق على أولوية حماية الإنسان، فلا معنى لأي اتفاق آخر.
وإن لم نجد مكاناً آمناً للناجين، فسنظل ندور في حلقات من الكلام الذي لا يطعم جائعاً ولا يواسي منكوباً ولا يرمم قلباً منكسرًا.
فلنبدأ من البداية الحقيقية… من الإنسان.
ومن حقه الأول: أن يكون له مكان يعيش فيه بكرامة وأمان.
الشرع يعود من واشنطن لإدارة الفوضى من دمشق _ أمين أبوراشد
لبنان بعد التطويع... "إبراهامية" وتطبيع؟ - عدنان الساحلي
لقاء ترامب والجولاني يكشف مشروعًا إرهابيًا واحدًا _ د. نسيب حطيط