خزانة الإرهاب الأميركي في لبنان.. وخيارات الضرورة - يونس عودة

الأربعاء 12 تشرين الثاني , 2025 12:18 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

تواصل الآلات الإعلامية الاميركية وتلك المرتبطة بها عضوياً في لبنان نشر الاضاليل في سياق الحرب النفسية التصاعدية من جهة ,وتغطية الارهاب الاميركي على كل المستويات، لجر لبنان الى مفاوضات بلا ضمانة او افق، او تشديد الحصار المالي ومنع اعادة اعمار ما دمرته الالة العسكرية "الاسرائيلية" – الاميركية الصنع، وبالذخائر الاميركية.

لن يكون ما تفوه به رموز الوفد الاميركي – باسم الخزانة الاميركية - الذي لم يطبق فمه الا في سياق السياسة الاميركية الترهيبية، والتدخل الوقح في الشؤون الداخلية اللبنانية، خصوصا لجهة أنّ "الولايات المتحدة ستعمل على منع وصول الاموال الى لبنان" , وطبعا, الاموال المشار اليها اميركيا هي التي ستساهم في اعادة اعمار ما دمرته "اسرائيل"؛ باعتقاد اميركي واهم ان ذلك سيؤدي الى القاء السلاح المقاوم، والانتظام في المشروع الاميركي الاستعبادي وتأمين الامن الاسرائيلي.

في السياق، أعلن وكيل وزارة الخزانة الأمريكية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية؛ جون هيرلي، أن واشنطن رصدت تدفقاً مالياً يبلغ مليار دولار أمريكي من إيران إلى حزب الله، منذ مطلع العام.

مجرد ان تفوه هيرلي بتلك الكلمات انطلقت الأبواق الاعلامية بلا هوادة، دون ان يتبادر الى أذهانهم سؤال طبيعي استفساري: ما دامت الولايات المتحدة وكل اجهزتها الامنية والارهابية رصدت مليار دولار عدا ونقدا, لماذا لم تعترضها وتصادرها، وهي التي احصت حجمها بما لها من السطوة الكبيرة على المنطقة بسلطاتها كافة , والسؤال الملاصق ,من اي طريق وصلت؟ فاذا كانت عن طريق البنوك فان في الامر معجزة لان كل التحويلات تمر عبر اميركا من المصدر الى المصب , وإذا كان الطريق البري هو مسار الاموال لان الطائرات الايرانية ممنوعة من الهبوط في بيروت , فان ادوات واشنطن وعسكرها واجهزتها في سوريا هي الممسكة ومن المؤكد انها ستسطو على حفنة دولارات فكيف بمليار ان سلك تلك الطرق وما ينتشر عليها من ارهابيين لا حاجة لمعرفة مدى الكراهية في نفوسهم .

لكن هيرلي وصحبه من خزانة الارهاب العالمي أكمل تشخيص الهدف الرئيسي لجولته في المنطقة، من دون ان يشخص العدوان "الاسرائيلي" او يقاربه باي كلمة تعكس الحقائق والاسباب ومفاسد الاحتلال, ليؤكد انه فريق عدواني كما اسرائيل من خلال قوله ان "الولايات المتحدة تسعى إلى الاستفادة من فرصة سانحة في لبنان تستطيع فيها قطع التمويل الإيراني عن (حزب الله) والضغط عليه لإلقاء سلاحه." وذلك في سياق الاستراتيجية الأمريكية للإطباق على لبنان من ضمن الاطباق على المنطقة باعتقاد واهم ايضا بإمكان تقويض نفوذ الحزب وقدرته على العمل، بالتوازي مع التكثيف للضغوط العسكرية والسياسية الإقليمية.

في هذا السياق يتم طرح مسألة "جمعية القرض الحسن" التي اطلعت السلطات اللبنانية، بما فيها القانونية، ولم تجد ثغرة للنفاذ منها بما يحقق الاهداف الاميركية, باعتبارها سلاحا في الصراع زهو ما يمكن ان تكون فعلا بأهمية التمسك في السلاح , لان الاموال الموجودة هي حق الناس الذين يعمل الاميركي على تشديد الحصار عليهم في عملية تقاسم الضغوط ووظيفتها مع الاحتلال في سياق خطته لمنع اعادة الاعمار وبالتالي الاستقرار الاجتماعي والوطني. 

الغريب ان الوفد الأمريكي اعرب  عن" استعداد الولايات المتحدة لمساعدة لبنان على تحقيق الأمن والاستقرار في الجنوب، ومساندة الجيش اللبناني في فرض سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، وإنهاء الأنشطة المسلحة، وتمكين القوى الأمنية الشرعية من ممارسة سلطتها بالكامل"، في الوقت الذي كانت الاشارة الاميركية واضحة للكيان الصهيوني بضرورة مواكبة الوفد الاميركي ككل زيارة اميركية بسلسلة من الغارات لم تقتصر على الجنوب , وانما وصلت الى اقاصي البقاع , بالتزامن مع تحليق مكثف للمسيرات فوق كل لبنان، لاسيما فوق جبل لبنان والضاحية بشكل لافت , وكأن الاميركيين الموجودين في كل تفاصيل لبنان يقولون ان التعاون الزامي والا ذاك ما ستسمعون .
لقد اجاد رئيس الجمهورية جوزاف عون في ابلاغ الوفد الأميركي «أنّ لبنان يطبّق بصرامة الإجراءات المعتمدة لمنع تبييض الأموال أو تهريبها أو استعمالها في مجال تمويل الإرهاب، ويعاقب بشدة الجرائم المالية على اختلاف أنواعها». وأشار إلى «أنّ هذه الإجراءات تندرج في إطار القوانين التي أقرّها مجلس النواب، ولا سيما منها تعديل قانون السرّية المصرفية وإعادة هيكلة المصارف، إضافة إلى التعاميم التي يصدرها مصرف لبنان بهذا الخصوص». وأكّد أنّ الحكومة تعمل على إنجاز مشروع قانون «الفجوة المالية»، الذي من شأنه المساهمة في انتظام الوضع المالي في البلاد»، لافتاً إلى أنّ الجيش والأجهزة الأمنية يواصلون ملاحقة الخلايا الإرهابية وإحالة أفرادها إلى القضاء المختص، ما ساهم في إحباط محاولات عدة لزعزعة الأمن والاستقرار في مختلف المناطق اللبنانية». 

بلا شك، الضغوط كبيرة وواسعة على لبنان, والمشاركون فيها لا يقتصرون على واشنطن وتل ابيب كإرهاب مباشر , وانما ايضا بعض الاوروبيين واولئك الذين يعتبرون من ذوي القربى , ما يحتم على  لبنان ,كحاجة ماسة, في ضوء التمادي  الاميركي وفتح خزانة الارهاب المتعددة الاهوال ,  تنويع  الخيارات , او التلويح بها على الاقل , والخروج من حال الخوف الرسمي كي لبنان لا يبقى  حبيس السجن الاميركي , وهذا لا يعتبر انتحار, لان الكرامة الوطنية فوق كل اعتبار, سيما ان المنطقة لا تزال في المخاض , ولم يتم حسم اي من المعارك وان بدا اختلال في موازين القوى. الا إذا كانت الاهداف صورة في البيت الابيض مثل صورة ابو محمد الجولاني الذي ادخل من باب خلفي , وجلس امام الرئيس دونالد ترامب في مكتبه كطالب ينال درسا جديدا في الارهاب الاميركي.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل