في يوم الشهيد: عهدٌ لا يُنكسر وصمودٌ على طريق الوفاء

الإثنين 10 تشرين الثاني , 2025 12:36 توقيت بيروت أقلام الثبات

خاص الثبات

في يوم الشهيد، تقف الأمة أمام مرآة التاريخ؛ تستعيد دماءً ووجعاً ووفاءً، وتؤكد مرةً أخرى أن من أراد أن يذل هذا الشعب فشلت مخطّطاته. إنّ من يحاولون زرع الخلافات داخل الجبهة الوطنية، يجهلون أن مجد الأبطال وشهادة الشرف لا تُقاس بنيرانٍ ولا تُمحى بالتهديدات.

الشهادة ليست شعاراً سهل العبور، بل هي عهدٌ بالوفاء مع كل نفسٍ رحل وبكل منزلٍ تهدّم، ومع كل طفلٍ فقد مستقبله.

في هذه الساعة الحساسة، حين تتسع دائرة الاستهداف لتطال المقاومين والمدنيين والمهندسين وأبنية بلدية ومؤسسات رسمية، تتضح لنا حقيقة مؤلمة: أن من يستهدف الحياة اليومية في القرى والبلدات يحاول أن يحوّل السلم إلى ركام والخوف إلى قانون. لكن التاريخ يعلمنا أن الرَّعب لا يبدّل ثَوْبَ الحرية، وأن القمع لا يستطيع أن يلقّن شعباً أن ينسى كرامته.

نحن لسنا رهائنَ تهويلاتٍ أو تنازلاتٍ خارجية. لا خوفَ لدينا من ضغوطٍ أو مشاريعٍ تهدف إلى تفكيك الروح الوطنية أو تحويل الساحات إلى ساحات تفاخر بالقوة الأجنبية.

الوفاء للشهداء ليس مجرّد كلمة إنشاد، بل برنامج عمل: أن نحمي المجتمع، أن نرفع شأن مؤسساته، وأن نمنع الحرب على المدنيين وأن نطالب بالمساءلة على كل اعتداء. الالتزام بالقانون الدولي وحماية المدنيين واجبٌ أخلاقي وسياسي يفرضه الضمير الوطني والإنساني، قبل أن يكون مطلباً دبلوماسياً.

إنّ المرجعية الأخلاقية التي تعلمناها من أولئك الذين ضحّوا هي رسالةٌ واضحة: لا نخضع للطغاة، لا نبيع كرامتنا، ولا نرهن مستقبل أولادنا.

كما علّمنا  الشهيد الأسمى نهجَ الشجاعة والصدق والمقاومة للظلم، نقف اليوم مشدودي العزم: لا للهيمنة، لا للتدخل، نعم للكرامة والحرية والسيادة. لكن هذا الوقوف يجب أن يكون مسؤولاً وعقلانياً؛ أن يرفض التطرف وأن يسعى لاستعادة الحقوق بوسائل تحافظ على أمن المجتمع وسلامة المدنيين.

في يوم الشهيد، نقف إجلالاً لتضحيات من أعطوا أرواحهم دفاعاً عن الوطن والكرامة، ونعلن بصوتٍ موحّد أن الدموع لن تكون مدعاة للانهيار، بل وقودٌ للثبات. نؤكد أن الأمة لن تهزم مهما حاول الأعداء، لأن عزّها مبني على تاريخٍ من الصمود، وعلى قلوبٍ لا تُقهر، وعلى إيمانٍ عميق بكرامة الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل