الشباب بين الغفلة واليقظة الإيمانية

الأربعاء 08 تشرين الأول , 2025 03:04 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات-إسلاميات 

 الشباب مرحلة فريدة من عمر الإنسان، هو ربيع الحياة، وزهرة الأيام، ووقود الطموحات. وما أعظم شأن من عرف قيمته واستثمر وقته فيما يرضي

الله، وما أخطر من يغفل عن هدفه ويضيع عمره في اللهو والملذات العابرة.  الغفلة داء يسرق من الإنسان روحه، يبدأ بنظرة خاطئة، ثم بخطوة نحو الانغماس في الملذات، ثم يتسرب التسويف إلى القلب، فيصبح الشاب غريبًا عن نفسه، لا يدرك أين الطريق.

وقد حذر الله تعالى من هذا الانغماس فقال: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْۗ أُو۟لَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾   والنبي ﷺ حث الشباب على اغتنام أعمارهم في طاعة الله فقال:((اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك...)) 

أما اليقظة الإيمانية فهي شعاع من نور الله يطرق القلب في لحظة صدق أو دمعة خشوع، فتوقظه من سباته. قال الله تعالى: ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾

  والشباب القوي في دينه ودنياه هو من يستثمر طاقاته في العلم والعمل، ويرتقي بروحه قبل جسده، ويجمع بين طموح الأرض ونور السماء، كما جاء في قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَاۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾  

ومن أعظم القدوات في قوة الإيمان والشجاعة، قصة الفتية المؤمنين في سورة الكهف، الذين تحدوا الظلم رغم صغر سنهم: ﴿إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى﴾  

الشاب الذي يسعى لنمو قلبه وعقله في طاعة الله هو من يكتب لنفسه قصة نجاح حقيقية، ويجعل من شبابه بداية لمستقبل مشرق، بينما من يغفل عن الإيمان يضيع عمره في سراب الزينة الزائلة.

 فالشباب ليس مجرد عمر يمضي، بل هو فرصة لبناء الذات وصقل الشخصية، ونقطة انطلاق نحو حياة ذات معنى، حياة تُرضي الخالق وتترك أثرًا في الناس.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل