جنوب لبنان تحت النار... والحكومة تحت الغطاء!

الإثنين 29 أيلول , 2025 11:12 توقيت بيروت أقلام الثبات

خاص الثبات

بينما كانت بعض المدن تنعم بهدوء نسبي، قررت الطائرات الإسرائيلية – وعلى طريقتها الخاصة – أن تقول لأهلنا في الجنوب بأن "السماء ليست لهم".

فحلّقت، وقصفت، ورسّخت واقعاً معروفاً: الجنوب اللبناني خارج تغطية الدولة اللبنانية. ربما كان من المفترض أن تقدم تلك الطائرات طلباً رسمياً للحصول على "رخصة قصف مؤقتة"، أو على الأقل أن تنسّق مع وزارات البيئة والثقافة، بما أنها تعبث بالصخور والطبيعة والتراث معاً.

السؤال المشروع: هل ستتحرك الدولة؟ الإجابة المنطقية: دولة مَن؟ فالدولة، بحسب نشرة الأحوال الجوية السياسية، لا تزال تبحث عن حدود سلطتها في الجنوب. وفيما يبدو، كل الطرق إلى الجرمق وحومين تمر عبر صمت رسمي مطبق، وكأن ما يحدث هناك شأن بلدية مجاورة لا علاقة لها "بالوطن الأم".

الأمر لا يتوقف عند القصف فقط، بل يتعداه إلى الخفة في التعاطي مع الحدث. تصريح خجول هنا، استنكار باهت هناك، وكأن الدم اللبناني في الجنوب مخفف بماء الخطابات. بينما تُقصف الأرض، يُقصف المواطن أيضاً بصواريخ اللامبالاة الرسمية.

والدولة؟ آه، الدولة! تلك التي "تبسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية"... شرط أن لا تكون تلك الأراضي جنوبية. فهناك، تسري قوانين أخرى، وتُسحب السيادة بهدوء كما يُسحب غطاء النوم عن طفل في عزّ الشتاء.

المفارقة أن الدولة لا تتأخر في إرسال الجباة، وجنود قمع المخالفات، ودوريات قمع النراجيل، إلى الجنوب عند اللزوم. أما عندما يسقط الصاروخ، فهي تسقط معه في غيبوبة مؤقتة، تفيق منها فقط عندما يحين موعد مؤتمر صحفي.

لذا، لا يسعنا إلا أن نسأل: هل الجنوب "منطقة محررة"... أم "منطقة متروكة"؟

هل هو جزء من وطن، أم مجرد خط تماس مهمل؟

وهل الدولة تملك القدرة على الرد، أم فقط تملك مفاتيح التنظير والكلام المنمّق في نشرات الأخبار؟

وفي النهاية، يبدو أن الجنوب لا يحتاج إلى دفاعات جوية، بل إلى نظام GPS يُرشد الدولة إلى موقعه الجغرافي، علّها تتذكر أنه جزء من الخريطة اللبنانية... لا مجرد هامش.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل