خاص الثبات
يا أبناء بيروت العروبة، بيروت الكرامة، بيروت جمال عبد الناصر، يا من كنتم على الدوام درع الأمة في وجه السقوط والانبطاح، يا من حملتم لواء فلسطين والقدس بقلوبكم قبل أصواتكم، ها أنتم اليوم تُستفَزون مجددًا أمام محاولة تسويق الوصاية الأجنبية بثوب "السيادة"، وتجميل التدخل الخارجي تحت عنوان "الإصلاح".
نائبٌ منكم، يُفترض أنه يمثل نبض العاصمة، خرج علينا عبر منصة "أكس"، ليُسبغ المديح على السفير الأميركي توم براك، ذلك الذي لم يخفِ يومًا تهديداته الصريحة للشعب اللبناني، والذي لطالما اعتبر سلاح المقاومة عقبة في وجه مشاريع الهيمنة.
كتب المخزومي يقول:
"عزيزي السفير توم، إن رؤيتك العميقة لتحديات لبنان والحاجة الملحّة إلى نزع السلاح والإصلاح تُلهم حقًا. إن تفانيك في استقرار لبنان والدور المحوري للانتخابات البرلمانية الحرة يُظهر التزامك الثابت بمستقبل البلاد. لبنان محظوظ بوجودك مدافعًا عن مساره الصحيح نحو السيادة والسلام."
ما هذه الكلمات؟ أهو نائب عن بيروت أم ناطق باسم السفارة؟ أهو ممثلٌ للأمة أم مندوبٌ في حفل ودّ سياسي تحت المظلة الأميركية؟
لقد بات بعض النواب في لبنان يُسابقون بعضهم البعض في التهليل للمندوبين الساميين الجدد، تمامًا كما كانت الطبقات التابعة تُصفّق لحاكم المستعمر في عصور الانحطاط.
أيها البيروتيون،
إنّ من يُمجد سفيرًا يُهدد قوت الناس، ويشترط الإصلاح بنزع سلاح من حمى الوطن، لا يُمكن أن يُمثّل بيروت، لا يمكن أن يكون لسان حال من قاوم الاجتياح، ووقف في وجه القصف، واحتضن فلسطين وشعبها يوم تخلّى عنها الجميع.
اليوم يُعاد إنتاج الخطاب الأميركي في بيروت بألسنةٍ لبنانية، وتُختزل السيادة في كليشيهات دبلوماسية تُقال عند كل منعطف خطير، فيما الحقيقة أن السيادة لا تُمنح من السفارات، بل تُنتزع من بين أنياب الهيمنة.
وإلى النائب المخزومي نقول:
السيادة ليست "هدية" أميركية، ولا تُقاس بمدى رضا السفير، بل تُصان بالكرامة والعزة ورفض التبعية. أما "نزع السلاح" الذي تُبشر به، فهو نزعٌ لآخر أوراق القوة بيد هذا الشعب في وجه مشروع التقسيم والتطبيع.
بيروت ليست للبيع.
بيروت ليست مستعمرة.
بيروت ليست صوتًا في نشرة أخبار السفارات
بيروت ستبقى عربية، حرّة، مقاومة، شاء من شاء وأبى من أبى.