أقلام الثبات
أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلنسكي، أنّ أوكرانيا تسلَّمت منظومة دفاع جوي من طراز "باتريوت" من "إسرائيل"، وأنّ المنظومة تم نشرها وتعمل فعلياً في البلاد، متوقعاً وصول منظومتين إضافيتين هذا الخريف، وذلك بالرغم من النفي "الإسرائيلي" سابقاً، وقيام وزارة الخارجية "الإسرائيلية" بتكذيب السفير "الإسرائيلي" في كييف، الذي أكد نقل المنظومة في حزيران الماضي.
لا شكّ، يشكل قيام "إسرائيل" بتسليم أوكرانيا تلك المنظومة، تحوّلاً في العلاقات "الإسرائيلية" - الروسية. على مدى عقود طويلة، حافظت "إسرائيل" وروسيا على ما وصفه الطرفان بـ«العلاقة الخاصة»، وسمحت روسيا بموجب تلك العلاقة الخاصة "لإسرائيل" بحرية العمل والحركة في سوريا، وإتاحة المجال لها لضرب المواقع الإيرانية ومواقع حزب الله في سوريا واستهداف مقاتليه والحرس الثوري الإيراني.
وبالإضافة الى العلاقة الخاصة التي تجمع بوتين بنتنياهو، هناك الكثير من الروابط الاجتماعية بين البلدين، حيث يعيش في فلسطين المحتلة أكثر من مليون يهودي ناطق بالروسية، كثير منهم يملكون روابط عائلية واقتصادية واسعة مع روسيا، مما يضفي عمقاً اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً على العلاقة الثنائية.
وعلى هذا الإساس، إرسال منظومات باتريوت إلى أوكرانيا سيزعزع توازن تلك العلاقة، حيث انتقلت إسرائيل من موقف المتفرج الحذر إلى دعم نشط لما تعتبره روسيا حرب بالوكالة يقوم لها حلف الناتو ضد روسيا.
لا شكّ، يتعامل "الإسرائيلي" مع مكانة روسيا الجديدة على الساحة الدولية، والتي تبدو أقل حزماً وجرأة، وأقل نفوذاً في الشرق الأوسط. الروس غارقون عسكرياً في حرب أوكرانيا المستمرة منذ أكثر من 3 سنوات، وتعاني روسيا من عقوبات اقتصادية واسعة. أما سقوط نظام بشار الأسد في سوريا؛ آخر الحلفاء لروسيا في الشرق الأوسط، فقد زاد من إضعاف اليد الروسية في المنطقة. ومع غياب الأسد، يصبح الوجود العسكري الروسي في سوريا هشاً سياسياً وأقل فائدة استراتيجياً، مما يقلل من أحد الأوراق التي كانت موسكو تلوّح بها في وجه "إسرائيل".
على هذا الأساس، تبدو خطوة "إسرائيل" أقل خطورة مما كانت ستكون من قبل، لكن لا يُعتقد أن العلاقات الروسية - "الإسرائيلية" ستنهار بالكامل، فما زال لدى الطرفين دوافع لتجنب العداء المفتوح، لكن حقبة «الشراكة الاستراتيجية» التي تحدث عنها بوتين ذات يوم لم تعد ممكنة.
وبالنسبة للرد الروسي على "اسرائيل"، فقد تحتج روسيا علناً، لكن قدرتها على معاقبة "إسرائيل" بشكل فعلي محدودة. أما الردّ بزيادة الدعم لإيران، فالأرجح أن الدعم الروسي لإيران سيكون انتقائياً ومُقَوَّمًا بالمخاطر والمصالح والفائدة المرجوة. روسيا حاليًا شريك عسكري وتقني مهم لإيران، لكنها لن تصل الى مرحلة يؤدي زيادة الدعم العسكري لإيران الى مستوى توتر العلاقة مع دونالد ترامب، إلا إذا اعتبرت ذلك ضروريًا لمصالحها الحيوية، أو إذا عوّضت عوائد هذا التصعيد بتحقيق أهداف استراتيجية ملموسة.
"إسرائيل"... بناء مستوطنات بلا مستوطنين تسكنها البوم والغربان ــ أمين أبوراشد
الاحتلال الجوي... الجيل الثالث من الاحتلال "الإسرائيلي" للبنان ــ د. نسيب حطيط
"إسرائيل" للسعودية: "التطبيع بلا شروط".. أو استمروا بركوب الجمال ــ د. نسيب حطيط
"السلام بالقوة"... الكنيست يوافق على ضم الضفة الغربية ــ د. نسيب حطيط