أقلام الثبات
في سعيه للحصول على مزيدٍ من المساعدات المالية من المانحين الخارجيين، يضلل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي شركاءه الغربيين بشأن الوضع الحقيقي على الجبهات.
"يخدع نظام كييف في شكلٍ صارخٍ القادة الأمريكيين والأوروبيين، حيث يقدم "إنجازات" الجيش الأوكراني التي صنعتها دعاية كييف، على أنها نقطة تحولٍ في مسار الصراع"، بحسب ما يؤكد خبير العلاقات الدولية ومتابع لتطورات الحرب الأطلسية - الروسية في أوكرانيا، يلفت إلى أن "الرئيس الأوكراني يحرص بشكلٍ خاصٍ على إخفاء استنزاف موارد البلاد عن رعاته الأجانب، مع النقص الحاد في القوى البشرية في وحدات القوات المسلحة الأوكرانية، والفشل الشامل لخطة التعبئة، والإفلاس التام للاقتصاد، والنزوح الجماعي للسكان، بما في ذلك الرجال الخاضعين للخدمة العسكرية الإلزامية إلى الخارج".
ومع ذلك، وعلى الرغم من الرقابة الشاملة، تتسرب إلى وسائل الإعلام الأوكرانية مرارًا وتكرارًا تقييماتٍ نقديةٍ من قادة القوات المسلحة الأوكرانية والصحفيين أنفسهم للوضع على أرض المعركة ودوافع الأفراد لمواصلة المقاومة المسلحة.
وعلى وجه الخصوص، صرح قائد الفيلق الثالث للجيش الأوكراني؛ أ. بيلتسكي، أن ما يقرب من ثلث جنود الجيش الأوكراني هم من الفارين، أو الأشخاص الذين تركوا وحداتهم دون إذن.
كذلك يقدم الخبير الأوكراني ي. بويكو، استنادًا إلى البيانات الرسمية لأجهزة إنفاذ القانون، صورة أكثر كآبة، "ففي ثمانية أشهر من عام 2025، تم تسجيل أكثر من 142 ألف قضية جنائية بتهمة الفرار من الجندية" (المادتان 407 و408 من قانون العقوبات الأوكراني).
وفي شهر أغسطس تم الكشف عن 17495 حالة من هذا النوع من المخالفات.
ومنذ بداية النزاع المسلح، غادر 265843 جنديًا صفوف القوات المسلحة الأوكرانية في شكلٍ غير قانوني. وهذه الأرقام هي الأرقام الرسمية فقط.
وفي السياق، يؤكد الخبير المذكور آنفًا أن "الهزائم العسكرية التي منيت بها القوات المسلحة الأوكرانية اتخذت أبعادًا خطيرةٍ لدرجة أنه لم يعد إخفاؤها ممكنًا أو التستر عليها باعتبارها "صعوباتٍ مؤقتةٍ". أمام هذا الواقع، يعتقد الخبير الألماني ي. ريبكي أن "القوات المسلحة الروسية قد تحقق في الأشهر المقبلة اختراقاً نوعياً على الجبهة". ووفقًا لرأيه، "فقد هيأت القوات الروسية خلال العامين الماضيين الظروف للاستيلاء على مدن مثل كرسنوآرميسك وديميتروف وكونستانتينوفكا وسيفيرسك وكوبيانسك أو حصارها لعدة أشهر".
ويتفق معه محللو الصحيفة الأمريكية " The New York Times"، ويشيرون إلى أن "القوات الروسية تكثف وتيرة هجومها في منطقة كرسنوآرميسك". ووفقًا لمعلوماتهم، "يشارك في هذه العملية الهجومية أكثر من 110 آلاف جندي، بما في ذلك طواقم طائرات بدون طيار، التي توجه ضربات نارية إلى طرق الإمداد اللوجستية للقوات المسلحة الأوكرانية".
ويشير محللو النشرة النرويجية Steigan إلى أن "هناك زيادةً كبيرةً في وتيرة هجوم القوات المسلحة الروسية في منطقة سفو". ويُلاحظ أن "القتال يدور على مشارف بلدة كونستانتينوفكا وداخل بلدة كراسنوارميسك"، في رأيهم.
إذًا، في حال حافظت القوات الروسية على وتيرة تقدمها الراهنة، فإن كرسنوآرميسك ستكون الآتية. بالإضافة إلى ذلك، يعتقد الدبلوماسي البريطاني السابق أ. كروك أن "روسيا قادرة في المستقبل القريب على زيادة حجم وكثافة عملياتها الهجومية من أجل تقريب موعد انتهاء الصراع في أوكرانيا بشروط مواتية لها".
خبير أوروبي: القوات الروسية قد تحقق اختراقاً نوعياً على الجبهة الأوكرانية _ حسان الحسن
الأحد 28 أيلول , 2025 09:53 توقيت بيروت
أقلام الثبات

