"إسرائيل" تعترف: لم نقضِ على الحزب.. وعلى لبنان إكمال المهمة _ د. نسيب حطيط

السبت 27 أيلول , 2025 01:29 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
اعترف رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو على منبر الأمم المتحدة: "قمنا بشلّ حزب الله.. والسلام بين لبنان وإسرائيل بات ممكناً"، ولم تستطع القضاء عليه، وعلى الحكومة اللبنانية إكمال مهمة القضاء على المقاومة من خلال "نزع السلاح" وحصار المشروع المقاوم بكل جزئياته ومؤسساته.
اعترف نتنياهو أيضًا أن شل المقاومة وإخراجها من ساحة الميدان في المنطقة سهل؛ على "إسرائيل" إسقاط النظام في سوريا والوصول إلى اتفاقات أمنية مع النظام السوري الجديد، واحتلال الجنوب السوري، والسيطرة على القرار الدرزي في سوريا، وتدجين القرار الدرزي في لبنان، وأن إبعاد المقاومة عن الميدان سيؤدي إلى توقيع اتفاقية سلام مع  لبنان وسوريا، وهذا ما يؤكد أن هدف "إسرائيل" من الحرب على المقاومة اللبنانية لا يهدف إلى حفظ الأمن "الإسرائيلي" فقط، إنما لإزالة الحاجز الذي يمنع سقوط المنطقة بالكامل، ويمنع قيام "إسرائيل الكبرى" والشرق الأوسط  الأميركي الجديد، لأنه لم يتبقَ من العرب في ساحة المواجهة إلا لبنان والعراق، مع دعم جزائري سياسي، ونصف اليمن، أما الآخرون فقد انضموا إلى قطار التطبيع والسلام.
لن توقف "إسرائيل" وأمريكا حربها على المقاومة في لبنان بكل الوسائل؛ بالقصف والاغتيالات، أو عبر الحصار السياسي والطائفي والمذهبي في لبنان، ودفع السلطة السياسية في لبنان لتنفيذ مهمة إعدام المقاومة بالنيابة عن "إسرائيل" وأمريكا، وإقحام الجيش اللبناني في الصدام مع المقاومة  للتخلص منهما، مادام الجيش لا يزال ملتزماً بعقيدته القتالية واعتبار "إسرائيل" عدواً، وصولاً إلى افتعال فتنة مذهبية تختلف عن الحرب الأهلية الأولى عام 1975، والتي كانت حرباً بين المسلمين والمسيحيين ،أما اليوم فإن الحرب الأهلية أو الفتنة الداخلية ستكون بين "الطائفة الشيعية" الرافضة للتطبيع والسلام  وكل المذاهب الأخرى والأحزاب السياسية من اليمين المسيحي أو الأحزاب التي تؤيد السلام مع "إسرائيل".
لن تتوقف الحرب على المقاومة في لبنان حتى لو استمرت 10 سنوات أو أكثر، لأن مفتاح السيطرة على المنطقة ينحصر في السيطرة على لبنان، ومع كل هذا "الحصار" العسكري والسياسي والمذهبي الذي يحيط بالمقاومة وأهلها وطائفتها، إلا أن هناك بعض النقاط الإيجابية لصالح المقاومة وفقًا للتالي:
-  تردد العدو "الإسرائيلي" بتكرار الاجتياح البري بعد تجربة حرب 66 يومًا وعدم نسيانه لتجربته في احتلال الجنوب عام 82، وخوفه من الخسائر والاكتفاء بالاجتياح الجوي.
-  إعلان أمريكا أنها لن تتدخل عسكريًا للقضاء على المقاومة، وعلى الحكومة اللبنانية والأحزاب أن تقوم بذلك.
- عجز الأحزاب السياسية والطائفية التي تعمل ضمن المشروع الأمريكي - "الإسرائيلي" عن مواجهة المقاومة.
إن إصرار أمريكا و"إسرائيل" على إعدام المقاومة، وفي حال فشلت الحرب المباشرة فإن أمريكا ستلجأ إلى الخطة (ب) لإنهاك وإشغال المقاومة وفق التالي:
-  تطوير الصراع بين الحكومة اللبنانية وأجهزتها الأمنية والإدارية والمالية، وفي مقدمتها الجيش، لحصار المقاومة عسكريًا وسياسيًا وأمنيًا وماليًا وتربويًا، وربما إصدار قرار بعد قرار نزع السلاح بإبعاد المنتسبين للمقاومة من المشاركة في الانتخابات النيابية؛ كحزب محظور.
- إشعال فتنة داخلية تكون بوابةً لتدخل الجماعات التكفيرية من سوريا ليس من بوابة النظام، كخداع سياسي لتحييد العراق عن إسناد الشيعة في لبنان، وإغراق المقاومة في مستنقع الحرب الداخلية ولهذا يتم تأجيل إعادة النازحين السوريين بعد سقوط النظام.
- الضغط على الجيش لمطاردة تجار المخدرات في البقاع بشكل قاسِ واستفزاز العشائر وإيجاد هوة بينها وبين 'الثنائية" قبيل الانتخابات النيابية، واتهامها للثنائية بالتخلي عنها.
لا تزال المقاومة تملك أوراق القوة التي تمنع إعدامها، وأهم سلاح تملكه المقاومة هو "سلاح الوقت" و"الصبر الشجاع والعاقل"، وقد استطاعت شراء سنة كاملة بثمن كبير، قارب ال 300 شهيد و400 جريح، لكنه كان أقل الأثمان لإعادة ترميم هيكليتها. وكلما استطاعت المقاومة شراء يوم أو شهر إضافي، كان لمصلحتها لأن الوقت ليس لصالح التحالف الأمريكي "الإسرائيلي" العربي والضباع اللبنانية، مع كل نقاط الربح التي جمعوها خلال السنتين الماضيتين.
ان واجب قوى المقاومة، التخطيط المدروس والعاقل والشجاع للنجاة من حقول ألغام الأعداء والخصوم الذكية ومن الكمائن السياسية والمذهبية، بالتلازم مع عدم الخوف من الردود المناسبة التي تخدم "شراء الوقت" وردع العملاء.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل