أميركا.. الصداقة المميتة ووضع العالم على فوهة الانفجار _ يونس عودة

الثلاثاء 23 أيلول , 2025 03:07 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
يبدو العالم حاليا وكأنه كله على صفيح ساخن يمكن ان يخرج اللهب في اي لحظة  ليجتاح الحريق كل بقاع الكرة الارضية.

كما ويبدو ان لا حاجة للتدقيق بان اميركا وجنون ادارتها عادت لتشهر بلا خجل أنها تريد الى الاستعمار المباشر وبالقوة العسكرية , اي بالحروب للسيطرة على الثروات والنفوذ , ولو كان الامر من ضمن حروب ابادة واو تهجير, مع تجاهل وقح لكل محاولات ارساء استقرار على وقع طبول الحرب التي لم تأخذ ولو فسحة لبث امل موعود .
في الوقائع , ولو دون تسلسل زمني , اعلنت الولايات المتحدة الاميركية , التي تعيش ازمات داخلية متعددة الجوانب , انها تسعى الى اشعال حروب في مناطق خارجة عن سيطرتها المباشرة: 

1-    الرئيس الاميركي دونالد ترامب اعلن بصلف المستعمر بانه يريد استعادة السيطرة على قاعدة "باغرام " في افغانستان لموقعها الاستراتيجي القريب من الصين. وقال: "قد يكون هذا خبرا صغيرا، نريد استعادة هذه القاعدة لأنهم يحتاجون إلينا. نريد هذه القاعدة مرة أخرى، وأحد الأسباب هو، كما تعلمون، أنها تقع على بعد ساعة بالسيارة من المناطق حيث تنتج الصين أسلحتها النووية".وكرر ترامب بأنه ينتظر من أفغانستان تسليم قاعدة "باغرام" الجوية للولايات المتحدة. في أقرب وقت ممكن، بل على الفوروهدد بعواقب في حال رفض أفغانستان الاستجابة لمطالب الولايات المتحدة.

طبعاً، الرد الافغاني كان واضحا، وعلى لسان غالبية المسؤولين ومنهم رئيس أركان القوات الأفغانية قاري فصيح الدين فطرت الذي اعلن أن بلاده لن تتنازل "ولا عن شبر واحد" من قاعدة باغرام الجوية للولايات المتحدة.ووو أن "أي اتفاق يتعلق بقاعدة باغرام الجوية ولو شبر واحد منها مرفوض ولن نتفاوض بشأنه".. "يجب ألا يكون هناك جندي أجنبي على الأراضي الأفغانية بما في ذلك باغرام"., وعليه توعد الجانب الافغاني بالاستعداد للقتال دفاعا عن السيادة الوطنية .

2-    افتعال الولايات المتحدة سردية تحت التكوين بعنوان مكافحة المخدرات في منطقة البحر الكاريبي , مع اعلان  ان الهدف هو تطويع فنزويلا الغنية بالنفط والذهب والمعادن الثمينة على اشكالها , وحشدت الولايات المتحدة اسطولا بحريا ضخما بما فيها غواصات ثقيلة والطائرات الشبحبية الاكثر تطورا ,,الخ

مع ادخال اسم ايران وحزب الله كعدوين في القضية

ايقنت فنزويلا ان التهديدات جدية وجاء الرد  فوريا وقال الرئيس نيكولاس مادورو: "نحن حاليا في مرحلة سياسية لكن إذا تعرضت فنزويلا لهجوم بأي شكل من الأشكال، سندخل مرحلة كفاح مسلح".معلنا ان اربعة ملايين وخمسمئة الف فنزويلي جاهزون للقتال منبها من مغامرة اميركية تشعل البحر الكاريبي وقال : "يجب على حكومة الولايات المتحدة التخلي عن خطتها لتغيير النظام بالعنف في فنزويلا وفي جميع أنحاء أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي"، داعيا واشنطن إلى احترام "السيادة والحق في السلام والاستقلال" لدول هذه المناطق.

3 - يواصل ترامب الجلبة التي تطبع شخصيته , ويزيد التوترات حول روسيا لفشله في معالجة الحرب مع اوكرانيا , عبر استفزازات يقوم بها الحلف الاطلسي تارة عبر بولندا او رومانيا او استونيا ,في الوقت الذي يتدهور الوضع الداخلي في أوكرانيا بالتدريج، ما قد يستمر طويلا نظرا للمساعدات الغربية المتواصلة لأوكرانيا، التي تدفع في المقابل بموردها الرئيسي: الجنود،

في هذه الذروة اقدم ترامب على خطوة توضح طبيعة ما يهدف اليه عبر العالم  فقام باستبدال اسم وزارة الدفاع, وسماها "وزارة الحرب " ما يمنح جوابا على كل الاسئلة عما اذا كان فعلا كان يطرح نفسه كداعية سلام من اجل الحصول على على جائزة "نوبل ".

4-    ان اميركا وحدها من بين اعضاء مجلس الامن رفضت وقف حرب الابادة التي ينفذها الكيان الصهيوني في فلسطين عموما , وغزة خصوصا , لا بل ان واشنطن منعت بالفيتو الذي تحوزه وقف اطلاق نار اراده العالم كله , لا بل غطى عن سابق تصميم توسيع نطاق الحرب الى منطقة الخليج عبر العدوان على قطر , وعبرها كرسالة الى كل دول المنطقة , اذا فكرت احداهن باي خطوة خارج السطوة الاميركية وهذا ما سيكون حقيقة في اجتماع  ترامب ليطرح الرؤية الأميركية و"مبادئ" خطّة لإنهاء الحرب المتواصلة على قطاع غزة،   و"اليوم التالي" لها.خلال لقائه  قادة السعودية وقطر ومصر والأردن وتركيا وإندونيسيا".والإمارات، "مبادئ" الرئيس الأميركيّ لإنهاء الحرب على غزة و"اليوم التالي" لها. ".بينما في تل ابيب يطرح التساؤل بشأن ما إذا كانت الخطة ، هي خطة أميركية، أم أنها خطة إسرائيلية، أم بـ"ثوب إسرائيلي".

5-    ما اعلنه موفده الى لبنان توم براك من حقيقة الاهداف الاسرائيلية في لبنان , من استمرار الاحتلال وتوسيع نطاقه الى احتمال هجوم عسكري واسع , الى الموقف الاميركي المشجع على كل ذلك , ورفض الالتزام بتطبيق القرار 1701 الى تغطية الولايات المتحدة الافعال الجرمية الاسرائيلية , دون اي خطوة للجم العدوان سواء على لبنان او سوريا ,باتت الدلائل امام الجميع بان اميركا هي الاعتى بضرب اي استقرار يمكن ان يكون .ولذلك فان وضع الحرب اوزارها من السابق لاوانه ان يستدل عليه وهو بكل الاحوال ما اعلنه رئيس الحكومة الإسرائيلية قائلا : "نحن داخل معركة نغلب فيها أعداءنا، وعلينا أن ندمر المحور الإيراني، وهذا بوسعنا. هذا ما ينتظرنا في العام المقبل الذي قد يكون عامًا تاريخيًا لأمن إسرائيل" ما يعني ان الحرب والاستنزاف مستمران , ومعدل الثقة في الوعود الاميركية الى انهيار كامل .

6- يستغل ترامب حلفاءه: اليابان وكوريا الجنوبية وأوروبا والدول العربية الغنية، باستنزاف مواردهم الداخلية وإمكاناتهم لتحقيق الاستقرار الداخلي. ولأن هذه الدول المتحالفة كانت تحظى بمكانة مميزة في     النظام القديم، ولم يعد لها نفس المكان في النظام الجديد، فمن المرجح أن يستمر هذا الاستغلال الأمريكي حتى استنزاف الحلفاء بالكامل وانهيارهم.

 هذا غيض من فيض ما تصفه الولايات المتحدة بانه توترات

 بينما هو عدوان كامل الاوصاف تديره الولايات المتحدة , وتنخرط فيه اكثر فاكثر بجيوشها وتقنياتها ومادوات الابادة التي تنتجها مصانع اسلحتها  , , وعلى ما تقدم وما هو موجود في اركان الارض الاربع يبدو ان اميركا تضع العالم كله على فوهة الانفجار .

لعل ما قاله  المع وزراء خارجية الولايات المتحدة والمستشارللامن القومي لسنوات يمكن ان يشكل يشهد عليه اليوم الذين ارتضوا ان يكون الاميركي سيدهم , لقد قال هنري كسينجر :" ان تكون عدوا للولات المتحدة فهذا امر خطير , اما ان تكون صديقا لها فهذا امر مميت".


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل