الثبات- إسلاميات
من أروع ما نُقل من كلام الحبيب المصطفى ﷺ، تلك العبارة التي تلخّص سر العلاقة الفريدة بينه وبين أُمته: ((أنا حظُّكم من الأنبياء، وأنتم حظِّي من الأمم))
إنها كلمات تقطر مودة، وتفيض رحمة، وتكشف عن رباطٍ عجيب لم يجمع نبيًّا بأتباعه كما جمع رسول الله ﷺ بأمته.
أولاً: معنى الحظِّ من الأنبياء
لقد شاءت إرادة الله أن يُختار سيدنا محمد ﷺ خاتمًا للرسل، وجامعًا لما تفرّق من خصال الأنبياء قبله فحين يقول لأمته: ((أنا حظكم من الأنبياء)) فهو يذكّرهم أنهم لم يُحرَموا خيرًا، ولم يُفوّتوا نعمة، بل آتاهم الله صفوة الصفوة، وخلاصة الرسالات فسيدنا محمد ﷺ وارث الأنبياء أجمعين، جامع لفضائلهم، متمّم لرسالاتهم، فكان حظنا من الأنبياء أوفر الحظوظ وأعظمها
ثانيًا: وأنتم حظي من الأمم
وفي المقابل، يفيض الحبيب ﷺ محبة واعترافًا بفضل الله عليه إذ جعله من بين سائر الأمم نبيًّا لهذه الأمة
فهي الأمة التي وصفها الله بقوله: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾
فهو ﷺ يفتخر بها يوم القيامة حين تزداد الأمم خجلاً ويزداد هو وأمته نورًا، فيقول: ((أنتم حظي من الأمم)) وكأنه يقول: أنتم نصيبي الذي أُباهي به بين الرسل، أنتم الخير الذي جُعل لي، وزهرة دعوته وثمرة جهاده رباط المحبة والافتخار هذا التبادل في التعبير: ((أنا حظكم… وأنتم حظي…)) ليس مجرد جملة بلاغية، بل هو عقد محبة ووفاء متبادل.
فهو ﷺ اختارنا، ونحن نختاره؛ هو ﷺ يفتخر بنا، ونحن نفتخر به؛ هو ﷺ يفرح بنا، ونحن نفرح به.
إعلان الفرح به ﷺ
لهذا كان من حقنا أن نفرح ببعثته، وأن نظهر سرورنا بمولده، وأن نعلن محبتنا له، لا فرحًا شكليًّا بل فرحًا يترجم في الاتباع والاقتداء، وفي نشر رسالته ونصرة سنته فهو ﷺ فرح لأمته، وأمته فرحت له فهنيئًا لنا به ﷺ
وما أجمل أن نُعلن بصدق: اعلنوا الفرح له ﷺ