يا هنانا وسعدنا بمحمد صلى الله عليه وسلم

الخميس 04 أيلول , 2025 12:00 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات- إسلاميات

   من أروع ما نُقل من كلام الحبيب المصطفى ﷺ، تلك العبارة التي تلخّص سر العلاقة الفريدة بينه وبين أُمته: ((أنا حظُّكم من الأنبياء، وأنتم حظِّي من الأمم))

 إنها كلمات تقطر مودة، وتفيض رحمة، وتكشف عن رباطٍ عجيب لم يجمع نبيًّا بأتباعه كما جمع رسول الله ﷺ بأمته.

 أولاً: معنى الحظِّ من الأنبياء

  لقد شاءت إرادة الله أن يُختار سيدنا محمد ﷺ خاتمًا للرسل، وجامعًا لما تفرّق من خصال الأنبياء قبله  فحين يقول لأمته: ((أنا حظكم من الأنبياء)) فهو يذكّرهم أنهم لم يُحرَموا خيرًا، ولم يُفوّتوا نعمة، بل آتاهم الله صفوة الصفوة، وخلاصة الرسالات  فسيدنا محمد ﷺ وارث الأنبياء أجمعين، جامع لفضائلهم، متمّم لرسالاتهم، فكان حظنا من الأنبياء أوفر الحظوظ وأعظمها

  ثانيًا: وأنتم حظي من الأمم

  وفي المقابل، يفيض الحبيب ﷺ محبة واعترافًا بفضل الله عليه إذ جعله من بين سائر الأمم نبيًّا لهذه الأمة

  فهي الأمة التي وصفها الله بقوله: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾

فهو ﷺ يفتخر بها يوم القيامة حين تزداد الأمم خجلاً ويزداد هو وأمته نورًا، فيقول: ((أنتم حظي من الأمم)) وكأنه يقول: أنتم نصيبي الذي أُباهي به بين الرسل، أنتم الخير الذي جُعل لي، وزهرة دعوته وثمرة جهاده رباط المحبة والافتخار  هذا التبادل في التعبير: ((أنا حظكم… وأنتم حظي…))  ليس مجرد جملة بلاغية، بل هو عقد محبة ووفاء متبادل.

 فهو ﷺ اختارنا، ونحن نختاره؛ هو ﷺ يفتخر بنا، ونحن نفتخر به؛ هو ﷺ يفرح بنا، ونحن نفرح به.

 إعلان الفرح به ﷺ

  لهذا كان من حقنا أن نفرح ببعثته، وأن نظهر سرورنا بمولده، وأن نعلن محبتنا له، لا فرحًا شكليًّا بل فرحًا يترجم في الاتباع والاقتداء، وفي نشر رسالته ونصرة سنته فهو ﷺ فرح لأمته، وأمته فرحت له فهنيئًا لنا به ﷺ

وما أجمل أن نُعلن بصدق: اعلنوا الفرح له ﷺ


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل