أقلام الثبات
يشارك في قمة شنغهاي أكثر من 20 زعيم دولة، و10 رؤساء منظمات دولية، مع حضور لافت لرئيس وزراء الهند، الذي يزور الصين لأول مرة منذ سبع سنوات.
وفي هذه القمة، تبذل الصين جهوداً كبيرة لجعل هذه القمة من أكبر قمم منظمة شنغهاي على الإطلاق، خصوصاً أن الرئيس الصيني تشي جينبينغ سيعرض على الأعضاء خطةً استراتيجية لتطوير المنظمة للعقد المقبل.
وتسعى قمة تيانجين إلى ترسيخ صورة منظمة شنغهاي كمنصة جامعة لمواجهة التحديات المشتركة، سواء في مجال الأمن الإقليمي، أو في القضايا الاقتصادية والتنموية، وأهمها:
• تعزيز التعاون الأمني في مواجهة الإرهاب والتطرف العابر للحدود.
• إنشاء آليات مالية وتجارية بديلة تقلل من الاعتماد على النظام المالي الغربي.
• التوسع في مشاريع البنية التحتية والطاقة بما يتماشى مع مبادرة "الحزام والطريق" الصينية.
كيف يُنظر الى هذه القمة بالنسبة للنفوذ الأميركي في العالم؟
للقمة أهداف عديدة منها ما هو معلن، ومنها ما هو مضمر ومرتبط بالولايات المتحدة الأميركية، وسعي من الأطراف المشاركة لنهضة الجنوب العالمي، وذلك على الشكل التالي:
1- محاولة إيجاد توازن عالمي: يشير توسع منظمة شنغهاي للتعاون ونشاطها المتزايد إلى دورها المتنامي كثقل موازن رسمي وغير رسمي للنفوذ الأميركي بشكل عام، لا سيما في أوراسيا.
2- خلق أطر "تعاون" بين أعضائها تختلف عن التنافس المصلحي في الغرب الجماعي:
بينما يعيش الغرب تداعيات السياسات الحمائية التي يقوم بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حتى ضد أبرز حلفائه (الأوروبيين)، يراقب العالم نتائج هذه القمة، وخاصة موافقة الهند على صيغة البيان المشترك الذي سيعلن في نهايتها، والذي يتضمن عبارات "رفض سياسات الهيمنة والمواجهة، والعمل على بناء نظام دولي أكثر إنصافًا ودمقرطة" وهو ما قد يراه البعض نقداً ضمنياً للولايات المتحدة الأميركية.
إن الموافقة الهندية ستعني أن الهند قطعت شوطاً طويلاً في الوقوف الى جانب منظمة شنغهاي، وهو ما يعطي مؤشراً على تحوّل تدريجي في أولوياتها الخارجية، ويعكس العلاقة المتوترة مع الرئيس دونالد ترامب، على خلفية الرسوم الجمركية المفروضة على الصادرات الهندية، إضافة إلى خلافات أخرى تتعلق بشراء الطاقة من روسيا.
3- تموضع حلفاء الولايات المتحدة: تسلط القمة هذا العالم الضوء على القلق الذي يستشعر به حلفاء الولايات المتحدة الأميركية، خاصة الهند وتركيا. أوجدت حرب أوكرانيا فرصاً جديدة للعديد من دول العالم، خصوصاً الهند التي عمدت الى تغليب مصلحتها القومية على تحالفاتها الدولية، وهو ما أدى الى انفتاح جيوسياسي سعت الصين وروسيا إلى الاستفادة منه.
أما تركيا فتسعى الى الاستمرار بتنويع علاقاتها الدولية خاصة في ظل التوسع "الإسرائيلي" العدواني في المنطقة والدعم الأميركي المطلق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي تخشى أنقرة أن ينقلب على التفاهمات التركية – "الإسرائيلية" في سوريا، ويضرّ بالمصالح الأمنية القومية التركية في نهاية المطاف.