خلاف نتنياهو والعسكر يدفع الى استخدام النووي ضد غزة.. بروافع اميركية - يونس عودة

الثلاثاء 26 آب , 2025 02:19 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
لم يتردد بنيامين نتنياهو في تهديد غزة بالسلاح النووي عندما قال ان غزة تتعرض ل"ضغط نووي ", ولم يحرك العالم ساكنا , لا حكومات ولا انظمة , ولا منظمات حقوقية , ولا اي عضو في الامم المتحدة , ولا مجلس الامن، ولا اي من الدول التي غرقت في الاستعراب في ما يسمى جامعة الدول العربية .

نتنياهو الذي كان يعتبر في بدايات حرب الابادة ان تصريحات بعض الوزراء انذاك مثل عميحاي الياهو ضرب غزة بقنبلة نووية "منفصلة عن الواقع"، وأن "إسرائيل" والجيش "الإسرائيلي" يتصرفان وفقاً للقانون الدولي، لتجنب الإضرار بغير المقاتلين، تبنى الفكرة وبات يسوقها بطريقة غير مباشرة، في ضوء تيقنه ان عمليات القتل المستمر منذ نحو سنتين ضمن حرب الابادة , فشلت في كسر الارادة الفلسطينية في التوق للحرية والخلاص من الاحتلال.

تلويح نتنياهو الذي عجز جيشه خلال سنتين من السيطرة على غزة كأحد الاهداف المعلنة لحرب الابادة , ليس الاول من نوعه , فقد سبقه عدد من المسؤولين الى التفاخر العلني باستهداف غزة بالسلاح النووي، باعتباره الحل الوحيد القادر على تحقيق الغاية "الاسرائيلية" في  ابادة الحياة , وكان السباق الى ذلك قال وزير التراث "الإسرائيلي" عميحاي إلياهو ،قائلا إن أحد خيارات "إسرائيل" في الحرب هو "إسقاط قنبلة نووية" على قطاع غزة الفلسطيني، استنادا الى مفهوم صهيوني بانه "لا يوجد غير مقاتلين في غزة"، معتبراً أن الهجوم النووي على قطاع غزة "خيار محتمل".

جموح نتنياهو في حرب الابادة , وهو الامر الذي شخصته كل المنظمات الدولية الموجودة على الارض، وكذلك كل النخب التي كانت متعاطفة في البداية مع الكيان الصهيوني بسبب التضليل والتعامي عن الحقائق، باستثناء الغرب والقيادة الاميركية , لم يكن ليعلن ذلك لولا السند الاميركي بلا حدود بما في ذلك عدم الممانعة في استخدام النووي , وقد عبر عن ذلك السيناتور الجمهوري السفيه؛ ليندسي غراهام، بان الحل بإنهاء مقاومة غزة  وفرض الاستسلام باستخدام قنابل نووية؛  مثلما قامت الولايات المتحدة بإسقاط قنابل ذرية على اليابان في الحرب العالمية الثانية!

وقال غراهام: "عندما واجهنا الدمار كأمة بعد هجوم بيرل هاربور، وقاتلنا الألمان واليابانيين، قررنا إنهاء الحرب بقصف هيروشيما وناغازاكي بالأسلحة النووية، وكان هذا هو القرار الصحيح".

وطالب السيناتور الذي جاء الى لبنان مستفزا , ونزع سلاح المقاومة بالقوة قبل المطالبة بإنهاء الاحتلال "الاسرائيلي" بتزويد "إسرائيل" بالقنابل التي يحتاجونها لإنهاء الحرب، فهم - على حد قوله - لا يمكنهم تحمل الخسارة، لذا "افعلي كل ما عليك فعله للحفاظ على الدولة اليهودية".

كلام السيناتور السفيه والدموي كان من الدوافع لتلويح نتنياهو باستهداف غزة نوويا , وباعتباره سلاحا خارج تحكم الادارة العسكرية للجيش ,يأتي في ذروة الخلاف مع القيادة العسكرية , سيما رئيس الاركان ايال زامير الذي أبلغ المستوى السياسي ( نتنياهو) بأن تطبيق مطلبه بتدمير مدينة غزة قد يستغرق أشهرا طويلة وربما أكثر من سنة، وسيؤدي إلى "أزمة شديدة" في صفوف قوات الاحتياط، بسبب تراجع نسب الامتثال في وحداتهم ومحفزاتهم للخدمة العسكرية ، كما ان الجيش لن يبدأ بتنفيذ خطة احتلال مدينة غزة قبل إقامة "منطقة إنسانية" لتجميع سكان المدينة فيها، وأن اجتياح المدينة سيبدأ يعد إنهاء الاستعدادات العسكرية والقانونية، وذلك بالرغم من مطالبة  نتنياهو، الجيش بتسريع بدء العملية العسكرية في مدينة غزة.

من غير المشكوك فيه ان القيادة العسكرية تدرك الميدان ومصاعبه أكثر بما لا يقاس مقارنة بالمستوى السياسي من صنف نتنياهو الذي يستسيغ قتل الاطفال بلا تردد , وقتل الشهود على حربه الإبادية سواء من الصحافيين او الطواقم الطبية , وهو تحول الى صنف مصاصي الدماء غير آبه بالضحايا وعددهم , ولا بأسراه وحياتهم ولا حتى بعدد القتلى من الجيش وهو المتيقن رغم حملة الاكاذيب التي ينشرها حول العالم بان سمعة اسرائيل في الحضيض , وان صورة جيشه لم يعد يرقى الا لعصابات الاجرام المنظمة.
ان الشهادة من اهل نتنياهو في هذا الإطار مدوية , بحيث ان جمعية حقوق المواطن في "إسرائيل" تحدثت عن العقيدة التدميرية والانتقامية "لا أبرياء" التي طبقت في غزة، وصلت الآن إلى الضفة الغربية المحتلة تحت اسم جديد "عمليات تشكيلية".

قدّمت جمعية حقوق المواطن ، شكوى رسمية إلى المدعية العسكرية العامة، تطالب فيها بفتح تحقيق جنائي ضد قائد المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي، آفي بلوط، للاشتباه بارتكاب جرائم حرب في الضفة الغربية؛

وتعتبر هذه المرة الأولى منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة التي تُقدَّم فيها شكوى ضد ضابط إسرائيلي رفيع المستوى بتهمة ارتكاب جرائم حرب في الضفة الغربية المحتلة.

وقالت جمعية حقوق المواطن في الشكوى، إنه "منذ أشهر طويلة أطلق العنان في الضفة الغربية (المحتلة)، وأصبحت جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية جزءا من الواقع اليومي. غير أن ما يثير القلق هو أن الجيش لم يكتف بالاعتراف بذلك علنا، بل بات يتماهى بها".


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل