التحصين بالقرآن… حصن الروح ودرع الحياة

الإثنين 11 آب , 2025 07:27 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات-إسلاميات 

 المؤمن الحق يعلم أن الحافظ هو الله، وأنه لا ملجأ منه إلا إليه، فيتوكّل عليه أولًا، ويطمئن قلبه بوعده، ثم يأخذ بالأسباب المشروعة للحفظ، ومن أعظمها التحصين بكتاب الله

فالتوكل الصادق لا ينافي العمل بالأسباب، بل يجمع بين الاعتماد على الله والثقة فيه، وبين الامتثال لما أمر به من التحصين بالذكر والقرآن قال الله تعالى: ﴿وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾  

وقال سبحانه: ﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾  

 القرآن… الحصن الذي لا يُخترق 

 القرآن الكريم ليس كتاب هداية فحسب، بل هو سور الأمان للمؤمنين، ودرع الحماية من الشرور الظاهرة والخفية، وشفاء لما في الصدور

قال تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ﴾ فالتحصين بالقرآن هو الاستظلال بظل كلمات الله، الذي لا يتسلل تحته شيطان ولا ضرر

  سور وآيات التحصين وأدلتها 

الفاتحة: فاتحة الخير والبركة، وشفاء للبدن والروح، وقد صح أنها رُقيَة نافعة كما في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مع سيد الحيّ الذي لُدغ

 آية الكرسي: حرز من الشيطان، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن الشيطان قال له: "إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي… فإنه لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح"، فأقره النبي ﷺ وقال: ((صدقك وهو كذوب))

 خواتيم سورة البقرة: قال ﷺ: ((من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه))  أي كفتاه من كل سوء

  المعوذتان والإخلاص: كان النبي ﷺ إذا أوى إلى فراشه جمع كفيه ثم نفث فيهما، فقرأ: {قل هو الله أحد} و {قل أعوذ برب الفلق} و {قل أعوذ برب الناس} ثم مسح بهما ما استطاع من جسده  سورة البقرة كاملة: قال ﷺ: ((إن الشيطان ينفر من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة))

 إن التحصين بالقرآن لا يكون عن خوف مَرَضي أو وسوسة مبالغ فيها، بل هو عمل تعبدي يفعله المؤمن وهو مطمئن، يعلم أن الله هو الحافظ، وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه 

فالتوكل يورث الطمأنينة، والتحصين بالقرآن يورث الحماية، وبهما معًا يعيش المؤمن في حصن الله الآمن  فحين يحيطك القرآن، تجد قلبك مطمئنًا، وروحك آمنة، وبيتك مغمورًا بالسكينة  لا تنال منك وساوس الشيطان، وتخف وطأة الهموم، وتشعر أن بينك وبين الشرور سياجًا من نور

  ختاما: التحصين بالقرآن عبادة يومية تجمع بين التوكل على الله والأخذ بالأسباب ومن جعل كتاب الله حصنه، حفظه الله في دنياه وأخراه  فلنكن من أهل هذا الحصن، ولنجعل القرآن رفيقًا في كل صباح ومساء، حتى نلقى الله وقد أحيطت أرواحنا بحفظه ورعايته


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل