أحمد الشرع.. بين ترحيل الأجانب أو الرحيل معهم _ أمين أبوراشد

الأربعاء 23 تموز , 2025 06:50 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

أحد العناصر من "جيش العشائر" وقع في الأسر لدى القوات الدرزية خلال هجومٍ على مدينة السويداء، ورداً على سؤال حول تركيبة التشكيلات التي تعتمدها القوات المهاجمة عادةً قال: الأجانب في المقدمة، ومن خلفهم خليط من قوات وزارة الدفاع والعشائر والبدو، وفي المؤخرة قوات الأمن العام.
وفي توصيفه لطبيعة المقاتلين الأجانب، يقول كريم محمد، وهو قيادي في الجيش السوري الحالي، إن هؤلاء الأجانب لهم الدور الميداني الحاسم منذ بداية الثورة، وبرزت خبراتهم العسكرية في كل المعارك، ونطلق عليهم تسمية "المهاجرين"، وعلَّق مستضيف الأسير بالقول: يضعون هؤلاء الأجانب في المقدمة لأنهم الأكثر تكفيراً وإجراماً، ولديهم إلمام بفلسفة "فكر التمكين"، التي تقضي بالحرق والتهجير والقتل وبث الرعب الذي يكفل هروب السكان، بمَن فيهم أبناء البلدات المجاورة، مما يُسهٍّل سرعة السيطرة.  

العنف الذي تتَّصِف به العناصر الأجنبية في سورية (الأوزبك والطاجيك والإيغور والشيشان)، ولَّد نفوراً لدى المجتمع المدني السوري، والمُدُني بشكلٍ خاص، والدمشقي تحديداً، ويعتبرونهم غرباء عن الثقافة السورية وإسلام بلاد الشام، وغرباء بالشكل المُريب والتصرفات المرفوضة، وهناك مطالب شعبية علنية بإبعادهم إلى خارج المدن، لأنهم يشكلون مخاطراً على الحرية الاجتماعية والفردية للشعب السوري وتهديداً لحياة المدنيين.
الأمور وصلت في سورية حالياً الى شبه طريق مسدود بالنسبة لأزمة وجود هؤلاء الأجانب مع عائلاتهم، خصوصاً بعد اشتراط الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الشرع إخراجهم من سورية، وترافق هذا الشرط الأميركي على الشرع، مع وجوب إنهاء الهيمنة التركية على الملف السوري، وهنا وقعت الواقعة على رأس أحمد الشرع.

هؤلاء الأجانب دخلوا سورية من الأراضي التركية والعراقية، سواء كانوا من جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام حالياً) أو داعش المتمردة على أحمد الشرع، علماً أن عدد الأجانب المنضوين حالياً تحت سلطة الشرع ووزارة الدفاع لا يتجاوز 16 الفاً، وعائلاتهم نحو 42 ألفاً، لكن بلا أوراق ثبوتية، بما يعني عدم إمكانية إخراجهم عبر تركيا إلى أي مكان آخر، خصوصاً إذا ساءت العلاقة السورية - التركية؛ كما يرغب ترامب، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، الجيش العراقي والقوى الأمنية العراقية على أتم الجهوزية والاستنفار لمنع عبور أي عنصر من سوريا إلى العراق. 

وإذ يُقدِّر البعض عدد المقاتلين الأجانب في سورية بعشرات الآلاف، يتساءل الشارع السنِّي تحديداً عن جدوى تجنيد 16 ألفاً منهم لدى وزارة الدفاع قادمين من هيئة تحرير الشام، ولماذا يتجاهل أحمد الشرع عشرات آلاف الضباط والجنود السنَّة من الجيش العربي السوري السابق، لاسيما المنشقِّين منهم عن نظام الرئيس السابق بشار الأسد، والجواب، أن الشرع مَدِين لهذه الجماعات بمسألة إسقاط النظام و"تحرير سورية"، وأنه يسعى لتجنيسهم "عربون وفاء لهم"، أو لاستحالة الاستغناء عنهم؛ كونهم مقاتلين "انغماسيين" وانتحاريين، ويقومون بعمليات في الداخل السوري لا يمكن أن يقوم بها جنود سوريون، مثل مجزرة الساحل والهجمات على السويداء.

 وإذا كان إدخال هؤلاء الأجانب إلى الساحل السوري لارتكاب ما ارتكبوه بحق أبناء الطائفة العلوية، فهذا كان استغلالاً لقدراتهم الوحشية ولكن، يتناول الشارع السياسي السوري سيناريوهات تفضي إلى التخلص من هؤلاء الأجانب عبر إرسالهم إلى أربع جبهات على التوالي:
جبهة السويداء (وقد حصلت وانتجت لغاية الآن نصراً شعبياً سورياً على الإرهاب)، والجبهة الشمالية الشرقية مع قسد، والجبهة الشرقية على الحدود مع العراق، والجبهة الغربية على الحدود مع لبنان، بهدف تصفية الأجانب على حد أقوال وتقديرات مبتدعيّ السيناريوهات.

وبقدر ما فعلت ارتكابات الأجانب الوحشية فعلها في الساحل السوري، ومزَّقت النسيج العلوي وسط استنكار "شامي" من كل طوائف الشعب السوري، فإن عملية السويداء بدت وكأنها محاولة جدية لرمي الدروز في أحضان "إسرائيل"، ومحاولة خائبة من الشرع للسيطرة على الجنوب وتحديداً "ممر داود" بالتفاهم مع "الحكومة الإسرائيلية"، فإن المواجهة مع قسد لو حصلت ستفضي إلى إعلان الدولة الكردية، وفتح جبهة العراق ستفتح على الشرع حرباً غير مبررة، فيما الجبهة مع لبنان قد تفتح نار جهنم على لبنان وسوريا وسائر المشرق، وما على الشرع سوى ترحيل الأجانب حتى ولو إلى "الآخرة" أو الرحيل معهم إلى حيث يكونون.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل