تحذيرات دوليّة للبنان.. "اسرائيل" تتجهّز جنوبا وشرقا! _ ماجدة الحاج

الإثنين 21 تموز , 2025 08:32 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
 
ماذا بعد السويداء والمجازر التي لحقت بالمئات من سكّانها خدمة للمخطّط "الاسرائيلي" وكرمى لتمرير مشروع "ممرّ داوود" بدعم ورعاية اميركية كاملَين.. الامور لن تتوقف حكما عند هذا الحدّ، فإسرائيل ماضية في تغيير وجه المنطقة وتكسير خرائط دولها المعهودة، ولا ضير لديها بسفك دماء بضع آلاف آخرين من الابرياء لترجمة مخطّط تفتيت سورية، ومن ثمّ لبنان ودول اخرى في المنطقة وكي ينطلق ممرّها البرّي كما هو مرسوم له، والذي سيستكمل طريقه الى قاعدة التنف، ومنها الى مناطق الأكراد ليصبّ في كردستان العراق.. وأمام خطورة المشهد السوري، تشخص الانظار الى لبنان، المُهدّد بخطرَين محدقَين: "الإسرائيلي" جنوبا، والتكفيري شرقا وشمالا، وسط تحذيرات عواصم عربية وغربيّة نبّهت المسؤولين اللبنانيين، بضرورة "شدّ الأحزمة" والإستعداد للأسوأ!.
 
حتى الآن وفي ذروة المأساة التي حلّت بالسويداء، ثمّة سؤال مركزي لا زال يُتداوَل بين المراقبين والمحلّلين والخبراء العسكريين، لماذا حصل المحظور في السويداء سريعا بعد اجتماع باكو- وحيث اكّدت معلومات مواكبة انّ احمد الشرع حضرها بنفسه مع شخصيّتَين امنيّتَين "اسرائيليّتَين" اوفدها نتنياهو الى هناك؟ ما الذي حصل بعده واعتبرته "اسرائيل" خطيئة او إخلالا بترتيبات امنيّة تمّ الإتفاق عليها بين الجانبَين، لتردّ على الشرع بهذا الشكل الجنوني يوم الاربعاء الماضي، عبر ضربات جويّة غير مسبوقة طالت رئاسة الاركان ووزارة الدفاع ومحيط القصر الجمهوري؟.
 

هل تلك الرسائل الناريّة وجّهتها "اسرائيل" الى الشرع حصرا؟ ام للراعي التركي؟ هل نقض الشّرع "اتفاقا ما" مع "الاسرائيليين" في باكو بإيعاز تركي استدعى هذا الردّ الناري من تل ابيب؟ سيما وانّ بنيامين نتنياهو صرّح بعد الضربات العنيفة على دمشق، ب"انّ الشرع خالف الإتفاق"؟ وخصوصا انّ "اسرائيل" لم تكتفِ بضرباتها تلك على دمشق في ذاك اليوم المشهود، بل آثرت استكمال "رسائلها" بتقصُّد استهداف "اللواء 107" في جبلة، بغارات ليليّة عنيفة تسبّبت بمصرع عدد من الضباط والجنود الاتراك، وكأنّ لسان حال "اسرائيل" يقول لتركيا-اردوغان:" إنّ الدّور الذي تطمح اليه تركيا في المنطقة-عبر البوّابة السوريّة، سيصطدم بالشروط الإسرائيلية"!.
 
وفي غمرة الكباش بين انقرة وتل ابيب على النفوذ انطلاقا من الارض السورية، هناك من الدبلوماسيين الغربيين من استخلص بانّ "النّكسة" التي مُني بها احمد الشرع في السويداء، تطال راعيه التركي بشكل مباشر، في وقت بدأت تسريبات عربيّة تُجمع على توجُّه بعض الدول العربية-برأس حربة اماراتيّة، لإزاحة الشّرع، وتسويق مظلوم عبدي- قائد قوّات قسد ورجُل الامارات، الى سدّة الحكم في سورية.. تسريبات تلقّفتها تركيا سريعا، وردّ عليها رئيسها رجب طيّب اردوغان بكلمات حاسمة" لن نترك الشّرع وحيدا"!.
 
معطيات مستجدّة -واستنادا الى مصادر دبلوماسيّة عربية، كشفت عن انقلاب جذري مُرتقب بالمشهد السوري، وألمحت الى "قبول" اميركي بتسويق مظلوم عبدي الى الرئاسة بديلا عن احمد الشرع، وحذّرت في الوقت نفسه من توجّه "اسرائيلي" الى إعلاء وتيرة التصعيد في لبنان. هذا بعد ان لفتت معلومات صحفية لبنانية في الاسابيع الماضية، الى انّ السفير الفرنسي في لبنان، ابلغ المسؤولين اللبنانيين، بانّ "اسرائيل" قد تتجاوز التصعيد بالضربات الجويّة، نحو شنّ عملية بريّة مباغتة تصل فيها هذه المرّة الى حدود نهر الأوّلي!.
 

كان ذلك قبل انطلاق شرارة احداث السويداء، فيوم الجمعة الفائت، نقلت صحيفة "اللواء" اللبنانية- عمّن وصفته ب "مرجع كبير" قوله"إنّ التحذيرات التي وصلت الى مراجع عليا من عواصم عربية وغربية، لم تأتِ بلغة دبلوماسيّة مبطّنة بل بصيغة واضحة ومباشرة " الإنفجار وشيك، وعليكم الإستعداد للأسوأ"..
 
معلومات الصحيفة تحدّثت عن " تزامن الاجتياح الشرقي مع عدوان جوّي "اسرائيلي" شامل، وإنزالات جوّا وبحرا لتقطيع اوصال لبنان، وفصل البقاع والجنوب عن بيروت. هي ليست معلومات جديدة بطبيعة الحال، فمنذ اشهر يتمّ تداول معطيات تشير الى انّ "اسرائيل" تعتزم شنّ عمليّة برّية في لبنان على مرحلتَين، " تحريك" المجاميع الارهابية المحتشدة عند الحدود الشرقية وغالبيتهم من الاجانب، تزامنا مع اطلاق عملية برية "اسرائيلية" من الحدود الجنوبية تصل في مرحلتها الاولى الى جنوب الليطاني، على ان تستكمل خطتها للمرحلة الثانية، بتوسيع توغّلها نحو الأولي!.

هذه العملية البريّة المزعومة، تقاطعت معلومات واكبت زيارة نتنياهو الى واشنطن قبل الهجوم على ايران، حيال خطّة قدّمها الاخير الى الاميركيين، وتقضي بشنّ عملية برية كبيرة في لبنان، تُفضي الى شلّ حزب الله نهائيا، وإزالة العقبة من امام العبور "بسلاسة" نحو التطبيع مع الدولة اللبنانية.. حينها لفتت المعلومات الى انّ الاميركيين لم يبدوا ايّ تحفّظ على خطّة نتنياهو، لريثما تصل تهديدات المبعوثة الاميركية الى لبنان، بضرورة المباشرة لنزع سلاح الحزب نحو حائط مسدود!.
 
وبعيدا عن ضرورة اخذ التحذيرات الدولية للبنان على محمل الجدّ، او إدراجها في سياق التهويل من ضمن رزمة الضغوط الاميركية و"الاسرائيلية" على البلد للدفع صوب نزع سلاح الحزب، الا انّ قيادة الأخير تأخذ كلّ الاحتمالات بجدّية قصوى خصوصا بعد التطورات الدراماتيكية الاخيرة في السويداء السوريّة، ورصد مجاميع من الارهابيين الاجانب محتشدين على المقلب الاخر من الحدود مع لبنان..
 
ولربما تعوّل عليهم "اسرائيل" عند تحديد ساعة صفر الهجوم، لتشتيت تحركّات وقدرات مقاتلي الحزب بين صدّ الغزو البرّي المزعوم جنوبا، والتكفيري شرقا.. وقد تكون الخطّة "الاسرائيلية" اقرب الى الجدّية، خصوصا بعد زيارة المبعوث الاميركي توماس برّاك الى بيروت، وإبلاغه المعنيّين الذين التقاهم -ردّا على سؤال احد المسؤولين اللبنانيين عن ضمانات اميركية للبنان اذا ما تمّ نزع سلاح الحزب وجوابه بشكل حاسم" لا ضمانات"، قائلا إنها ستكون آخر زياراته الى لبنان، وملمّحا بأنّ واشنطن لن تستطيع التأثير على "اسرائيل" في حال قرّرت مهاجمة لبنان.
 
وفي مقابل الحشود الارهابية قرب الحدود مع لبنان- تحديدا مقابل بعلبك-الهرمل والخشية من فرض طوق على البلد جنوبا وبقاعا وشمالا وشرقا.. تُجمع معطيات صحافية على انّ الانظار ستتوجه الى درعا بعد السويداء، ومنها صوب لبنان.. امرٌ يرصده حزبُ الله جيدا، ورغم انتفاء اي معلومات تتعلّق بحراك امني او عسكري لمقاتلي الحزب ربطا ب"الطوق" المطبق الذي فرضته قيادته في خلال الشهور السبعة الماضية منذ اقرار اتفاق وقف اطلاق النار في شهر نوفمبر من العام الماض..

ترجّح معلومات صحفية انتهاء قيادة الحزب من اصلاح الثّغرات الامنية
وتعبئة الشواغر.. بل وإنجاز الخطط العمليّاتية لمواجهة اي عملية برية
"اسرائيلية" مباغتة، كما جهوزيّة فِرَق العشائر البقاعية بالتنسيق مع الجيش اللبناني على الحدود الشرقية.. والاهم من ذلك، وما بدا لافتا، هو تمرير قيادة الحزب اليوم الاثنين، رسالة مختصرة جدا الى المبعوث الاميركي توم برّاك مفادها" لا تسليم للسلاح ولا تردّد بعد اليوم". في اشارة توحي باكتمال انجاز ما يجب انجازه، ولربما جهّز الحزب هذه المرّة – وعَودٌ على بدء، تماما كما في حقبة الثمانينات، مفاجأة عسكرية قد تقلب الطاولة مجدّدا على رأسَي الأميركي و"الاسرائيلي".. على الارض اللبنانية!


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل