في رحاب الجمعة نفحة من نور وضياء

الجمعة 11 تموز , 2025 01:12 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

 الثبات-إسلاميات

  الحمد لله الذي جعل في الأسبوع يومًا يتنزّل فيه الخير، وتُجاب فيه الدعوات، وتُمحى فيه السيئات، يومٍ خصّه الله من بين الأيام، فكان سيدها وخيرها، ألا وهو يوم الجمعة، يوم النفحات الربانية، والأنوار الإيمانية، والبركات السماوية

 إن يوم الجمعة ليس مجرّد يومٍ يتكرّر، بل هو عيدٌ أسبوعيّ يفيض بالنفحات، ويُهيّئ القلوب للتوبة والتطهّر والتقرّب إلى الله، فيه ساعة لا يُوافقها عبدٌ مسلمٌ يسأل الله فيها خيرًا إلا أعطاه، كما في الحديث الصحيح  

يوم الجمعة نفحة من نورٍ وضياء، يشرق فيها نور الإيمان على من أقبل على صلاته، وتلاوته، ودعائه، واغتنامه لساعاته، فيستضيء قلبه، وتنشرح نفسه، ويزداد في الإيمان إيمانًا، وفي القرب قربًا، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ 

ومن أعظم ما يفيض به هذا اليوم: الاجتماع على ذكر الله، والاجتماع على الطاعة، وسماع الموعظة، وتلاوة الكهف، والصلاة على النبي ﷺ، فكلّها أعمالٌ يسطع منها نورٌ في القلب، وضياءٌ في الحياة، وبركةٌ في الرزق والأجل  قال النبي ﷺ: ((إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليّ))

 فما أروع أن يستفتح المسلم هذا اليوم بالاغتسال والتطهّر، ولبس أحسن الثياب، ثم التبكير إلى المسجد، والجلوس في رحاب الذكر، مستقبِلًا يومه بأنفاسٍ من الصفاء، وأملٍ في عطاء الله  

إن في هذا اليوم المبارك فرصةً لتجديد العهد مع الله، ولمحاسبة النفس، واستدراك ما فات، واستقبال الأسبوع بروحٍ جديدة ونفسٍ مطمئنّة، فكم من قلبٍ أثقله الهمّ، فإذا جاءته الجمعة، غمرته السكينة، وشرح الله صدره، وبدّد حزنه

  واجعل لنفسك في كلّ جمعة وِردًا لا تتركه:  قراءة سورة الكهف  الإكثار من الصلاة على النبي ﷺ  الدعاء في الساعة الأخيرة من اليوم  حضور الخطبة بخشوعٍ وإنصات  التوبة من الذنوب والعزم على الاستقامة  

وأختم بما قاله أحد السلف: "الجمعة ميزان الأسبوع، فمن رجحت فيه حسناته، رجحت حسناته في سائر الأسبوع."  فليكن يوم الجمعة لك نبراسًا وهداية، ونفحة من نورٍ تهديك إلى الطريق المستقيم، وتضيء لك درب القرب من ربّ العالمين.

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل