الثبات-إسلاميات
في جمعة التاسع من المحرّم: بين ساعة القَبول وصيام الغفران
ها قد أقبلت علينا جمعةٌ مباركة، وقد وافقت هذا العام اليوم التاسع من شهر الله المحرّم، أي تاسوعاء، واليوم الذي صرّح النبي ﷺ بنيّته صيامه إلى جانب عاشوراء، فقالﷺ: ((لَئِنْ بَقِيتُ إلى قابلٍ لَأصُومَنَّ التَّاسِعَ))
وما أعظم أن يسبق عاشوراء يوم الجمعة، ذلك اليوم الذي تُفتح فيه أبواب السماء، وتتنزّل فيه الرحمة، وتُستجاب فيه الدعوة، ففي الحديث: ((فيه ساعةٌ لا يوافقها عبدٌ مسلمٌ يسأل الله فيها خيرًا، إلا أعطاه إيّاه))
فضل يوم عاشوراء وغدًا موعده:
يُروى عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: "ما رأيتُ النبي ﷺ يتحرّى صيام يومٍ فضّله على غيره إلا هذا اليوم: يوم عاشوراء، وهذا الشهر: شهر رمضان"
وقد قال رسول الله ﷺ في فضل صيام عاشوراء: ((صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله)) فيا لها من بشارة عظيمة، أن يُغفر للعبد سنةٌ كاملة بصيام يومٍ واحد، فكيف إذا سبقها بيوم – هو التاسع – وصادف جمعة مباركة؟!
معاني تربوية وروحية
حين تتلاقى ساعة الجمعة مع يوم تاسوعاء، وتتهيّأ القلوب لصيام عاشوراء غدًا، فذلك مجال رحمة لا يُفوّت:
توبةٌ صادقة تُطهّر ما علق في القلب من الذنوب
شكرٌ لله أن نجّى نبيَّه موسى في مثل هذا اليوم
اتباعٌ لسنة النبي ﷺ في الصيام والتجديد الروحي
اغتنام لنفحات الزمان، كما قال سبحانه:{وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ}
قد اجتمعت اليوم جمعةٌ مباركة، وتاسوعاء ممهد لعاشوراء، فاجعلها جمعة تجديد للعهد مع الله، وصيام غدٍ توبة صادقة ومغفرة عظيمة، وتوجّه إلى ربك في ساعة الجمعة بقلبٍ منكسر قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ}