رؤوس الصواريخ الإيرانية اقتربت من رؤوس النعام الخليجية.. فتوقفت الحرب _ أمين أبوراشد

الأحد 06 تموز , 2025 10:02 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

الجميع يُجمِع أن أميركا أبلغت إيران مُسبقاً عن ضرب منشآتها النووية، وإيران أبلغت أميركا مسبقاً أنها ستقصف قاعدة "العديد" في قطر، ولذلك تم رصد 16 شاحنة قرب منشأة "فوردو" الإيرانية قبل يومين من الضربة الأميركية؛ تماماُ كما تمّ إفراغ قاعدة "العديد" الأميركية من العديد والعتاد قبل الضربة الإيرانية. 

هذه المحدودية في الضربات بين أميركا وإيران كانت مطلوبة لإخراج أميركا نفسها من ورطة نتانياهو، الذي بالغ بأهدافه حول رغبته تدمير البرنامج النووي الإيراني وإسقاط نظام الحكم، وهو كان على عجلة من أمره، لأن "إسرائيل" لا تتحمل حرب استنزاف طويلة، والحقيقة أن أميركا لا تستطيع أصلاً دخول الحرب إلا بقرار من الكونغرس، الذي "غفر" للرئيس ترامب العملية العسكرية الواحدة، إذا كانت لحماية أمن الولايات المتحدة.

ورغم الجدل الذي حصل حول حق الرئيس الأميركي بتوجيه ضربة دون الدخول في حرب قبل موافقة الكونغرس، احتدم جدل آخر حول جدوى ضرب إيران البعيدة آلاف الأميال عن أميركا بذريعة حماية الأمن القومي الأميركي، إضافة إلى مسيرات شعبية انطلقت في العديد من المدن الأميركية تحت شعار "لا للموت من أجل إسرائيل"، و"أموال أميركا يجب أن تُصرف في الداخل وليس على الحروب الخارجية".

وبمقدار ما أن إشعال الحروب من مصلحة بنيامين نتانياهو لإبعاد شبح الانتخابات المبكرة عنه وحماية نفسه من الملاحقات القضائية، بمقدار ما أن الرئيس ترامب مُقيَّد بشعاراته الانتخابية: "سنستخدم قوة أميركا لوقف الحروب وإحلال السلام"، وبالتالي لا يستطيع الذهاب بعيداً في حربٍ قد تدمر القواعد الأميركية في الشرق الأوسط وتُعرِّض نحو 50 ألف جندي منتشرين في هذه القواعد للخطر، سيما أن الشعب الأميركي لا يحتمل رؤية نعوش الجنود قادمة من الشرق، منذ حربيّ العراق وأفغانستان.

وقد ثبت للمراقبين الاميركيين، من خلال تسريبات خرجت إلى الإعلام من الكونغرس، أن "إسرائيل" هي التي طلبت وقف إطلاق النار وليست إيران، لأن الصواريخ الإيرانية فعلت فعلها في حيفا وتل أبيب، وأن استمرار الحرب سيحرمها من استخدام ما تبقى من منشآت مرفأيها ومن مطار بن غوريون الرئيسي، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، الشعب "الإسرائيلي" لم يعتد البقاء في الملاجئ لفترات طويلة، خصوصاً أنها التي لم تستوعب تدفق المدنيين ومعهم بعض العسكريين عندما ترصد الرادارات رشقة صاروخية انطلقت من إيران.

ولعل أكثر ما كسبته إيران في هذه الحرب، أنها حررت نفسها من أي التزام بالاتفاقية الموقعة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واعتبرت مدير عام هذه الوكالة رافائيل غروسي جاسوساً على منشآتها النووية وغير مرحب به على أراضيها، وبذلك يغدو البرنامج النووي الإيراني سرياً للغاية عن الجميع لأنه يرتبط مباشرة بأمنها القومي، ومن يعتقد أن أميركا قد تُعيد الكَرَّة في ضرب البرنامج النووي الإيراني الآن أو في المستقبل، فإن الثمن سيكون غالياً جداً على القواعد الأميركية الشرق أوسطية في البر والبحر، والثمن الأكبر سوف تدفعه رؤوس النعام العربية والخليجية، التي اختبأت في الرمال منذ عملية طوفان الأقصى وما زالت في الرمال ولكن، رؤوس الصواريخ الإيرانية بعثت للعرب والخليجيين رسالة عبر قاعدة "العديد" وعساهم يجيدون قراءة الرسائل.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل