"في غضون أسابيع".. عمليّة "اسرائيلية" خطيرة ضدّ الحوثيّين! _ ماجدة الحاج

الإثنين 28 تموز , 2025 10:01 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
  
أجواء من الخوف والترقُّب تسيطر على لبنان من حرب "اسرائيلية" جديدة قد تكون وشيكة أعقبت زيارة المبعوث الأميركي توماس برّاك الأخيرة، والذي لوّح بها بنفسه امام من التقاهم من المسؤولين اللبنانيين، واستكمل تهديداته المبطّنة بعد مغادرته على منصّة "اكس"، شاهرا سيف "اسرائيل" بوجه لبنان-إذا رُفضت "ورقة الإستسلام" التي جاء بها الى بيروت بشروطها الأميركية-الإسرائيلية.. باختصار، فإنّ المعادلة التي فرضها برّاك خلال زيارته تقول" إن لم يتمّ نزع سلاح
الحزب، فعلى لبنان التحضُّر لحرب "اسرائيلية" شعواء" ملمّحا-ردّا على سؤال عن ضمانات اميركية ب "لا ضمانات" و "لا مونة" اميركية على اسرائيل لكبح جماح ايّ حرب تقرّرها ضدّ لبنان!.
 
في بداية شهر تموز الجاري، رُصدت حركة لافتة لطائرات اميركية وفرنسية وألمانيّة تتجه الى "اسرائيل" محمّلة بذخائر واسلحة، قدّرت الأجهزة الأمنيّة اللبنانية انّ "اسرائيل" تتحضّر لتوجيه ضربات جوّية واسعة النطاق ضدّ لبنان بعد زيارة توماس برّاك الى بيروت.. لكن، على جري عادة الغدر الأميركي، قد يكون تقصُّد الإيحاء الاميركي-"الإسرائيلي" بقرب شنّ حرب على لبنان، فيما الخطّة الثنائية مرسومة ضدّ جبهة أخرى، على الأرجح هي اليمن!.
 
هذه الجبهة التي باتت تؤرق "اسرائيل" جدّيا، والتي فرضت بحصارها البحريّ المفروض عليها شللا تاما في ميناء ايلات، وحيث انّ كلّ الضربات الجوية التي نفّذتها المقاتلات "الاسرائيلية" على الأهداف نفسها في اليمن لم تتمكّن من "ليّ ذراع" حركة "انصار الله"، وايقاف صواريخها الباليستيّة عن استهداف مطار بن غوريون وغيره من الأهداف الحسّاسة في عمق الكيان، والتي تدفع الملايين من المستوطنين في كلّ مرّة، للهروب الى الملاجئ- خصوصا بعد توعُّد الحركة اليمنيّة امس الاحد، -على لسان المتحدّث باسمها العميد يحيي سريع، بتصعيد عملياتها العسكرية" والبدء بالمرحلة الرابعة من الحصار على العدوّ، والتي تشمل استهداف كلّ السّفن التابعة لأيّ شركة تتعامل مع العدو"ّ..
 
يوم الاربعاء الماضي، ذكرت القناة 14 العبريّة، "انّ اسرائيل تستعدّ لعمليّة كبيرة ضدّ الحوثيين في اليمن". ونقلت القناة عن مسؤول امني "اسرائيلي" وصفته ب "الكبير" قوله" إنّ ما فعلناه في 12 دقيقة في ايران، سنعرف ايضا كيف نفعله في اليمن"، فيما ذهبت وسائل اعلام عبريّة اخرى لنشر خبر مفاده" انّ نتنياهو ابلغ الولايات المتحدة، بانّ اسرائيل تستعدّ لتحرّك واسع النطاق في اليمن، وقد يحدث "قريبا جدا"!
 
هذا قبل ان تظهر معطيات جديدة استندت الى تسريبات صحفية لبنانية اشارت الى انّ تل ابيب جهّزت عمليّة "نوعية" ضدّ اليمن في خلال الاسابيع القادمة تُغاير عمليات القصف الجوي على الأهداف المُكرّر ضربها دائما دون جدوى، وتتضمن هذه المرّة نقل اسلحة ومسيّرات الى جوار اليمن، على ان يتمّ استهداف الصفّ الأوّل من قادة حركة "انصار الله" بعمليّات اغتيال مباغتة- على غرار النموذجَين اللبناني والايراني، وفق "داتا" مُستحدثة في "اسرائيل". ولفتت الى تورُّط دول عربية وخليجية في الخطّة "الإسرائيلية" المزعومة!
 
رغم رزمة التهديدات "الإسرائيلية" ضد الحركة اليمنيّة، وآخرها على لسان وزير الحرب "الإسرائيلي" يسرائيل كاتس، والذي توعّد امس الاحد بالتعامل معها تماما كما مع ايران، الا انّ كثيرين من الجنرالات المتقاعدين وكبار المحلّلين في الكيان، يقرّون بصعوبة التعامل مع هذه الجبهة "العنيدة" والعصيّة على الكسر..
 
ولطالما فكّرت "اسرائيل"في فرض حصار بحري مضاد على "انصار الله"، وهكذا امر بحدّ ذاته يفرض تحديات امام الكيان، لوجستية وعسكرية، فالحركة تسيطر على جزء كبير من السواحل اليمنيّة المطلّة على ممرّات ملاحيّة حيويّة.. ناهيك عن جرأة مقاتليها بالمبادرة الى استهداف اي سفينة تجارية تخرق " الحظر"، من دون اغفال استهداف بوارج وحاملات طائرات اميركية اضطرّت الولايات المتحدة نفسها، للنأي بنفسها عن مواجهة "الحوثيّين"، ومبادرة رئيسها دونالد
ترامب الى توقيع اتفاق مع الحركة اليمنية.. فأيّ عمليّة تضمن "اسرائيل" من خلالها "كسر" او تدمير حركة "انصار الله؟!
 
ولعلّ تحليل الكاتب والباحث "الاسرائيلي" يؤاف شتيرن إزاء "المعضلة" اليمنية التي تواجهها "اسرائيل"، تختصر آراء المسؤولين في المستوى السياسي والعسكري بقوله" ليس لدى "اسرائيل" معلومات كافية عن الحوثيين، وبسبب بُعد المسافة بين اليمن و"اسرائيل"، فإنّ إمكانات الأخيرة محدودة في التعامل مع هذه الجماعة اليمنيّة، مُستبعدا قدرة "اسرائيل" على تسجيل ايّ نصر على هذه الجماعة رغم كل عمليات القصف التي نفذّتها المقاتلات" الاسرائيلية" على مخازن الاسلحة التابعة للحوثيين في كلّ جولة!

يُرجّح لاري جونسون، وهو ضابط سابق في جهاز ال"سي آي اي"، حصول حركة "انصار الله" اليمنيّة على عتاد عسكري متطوّر من الصين، -تماما كما باكستان، ولاحقا ايران.. جونسون الذي اكد "الهزيمة المحتّمة" التي كانت تنتظر "اسرائيل" امام ايران في حرب ال 12 يوما في شهر حزيران الماضي لو استمرّت هذه المواجهة اسبوعا اضافيا آخر، اعتبر انّ ايّ مواجهة مفتوحة قد تشنّها "اسرائيل" على الحركة اليمنيّة، ستكون نتيجتها فوزا للاخيرة، محذّرا من انّ اي عمليات "انزال" قد تنفذها "اسرائيل" في الداخل اليمني، ستكون حصيلتها تماما كما سابقاتها-مع احتمال أيقاع ضبّاط من فِرَقها النخبويّة في الأسر..
 
 ابعد من ذلك، لا تستبعد تقارير غربية، حصول حركة "انصار الله" على صواريخ "استراتيجية" كصاروخ "خيبر شكن" الايراني، الذي تتوجّس "اسرائيل" من وجوده في ترسانة حزب الله وتضغط وبقوة- عبر الاميركيين على لبنان، لنزع سلاح الحز.
 
 وحيث تكشف مصادر صحفية لبنانية، انّ الأخير- الذي أنجز ما يجب إنجازه بعيدا عن الضوضاء في خلال الشهور السبعة المنصرمة التي اعقبت اتفاق وقف اطلاق النار.. يُرجّح انه جهّز رزمة مفاجآت فيما لو قرّرت "اسرائيل" في ايّ لحظة شنّ هجوم على لبنان، من دون إسقاط فرضيّة دخول "الحوثيّين" على خطّ المواجهة بين "اسرائيل" والحزب- دون المزيد من التفاصيل!


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل