مكانة شهر محرم في الإسلام وما ورد في فضله

الأربعاء 02 تموز , 2025 04:34 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات-إسلاميات 

 شهر مُحرَّم هو أول شهور السنة الهجرية، ومن الأشهر التي عظّمها الله ورفع من شأنها، وجعل فيها نفحات إيمانية وفرصًا للطاعة والمغفرة، حتى سُمي بـ "شهر الله المحرم"  وهو الاسم الوحيد من بين الشهور الذي أُضيف إلى اسم الجلالة تعظيمًا لمكانته

 أولًا: شهر الله المحرم من الأشهر الحُرُم قال الله تعالى:{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} والأشهر الحُرُم هي: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرَّم، ورجب 

وقد جاء في الحديث الصحيح أن النبي ﷺ قال:((السنة اثنا عشر شهرًا، منها أربعة حُرُم، ثلاثة متواليات: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان)) وفي هذه الأشهر يُحرَّم الظلم، ويُعظَّم أجر الطاعات، كما يُعظَّم فيها الإثم إن وُقع فهي مواسم روحية يتضاعف فيها الجزاء 

 ثانيًا: فضل الصيام في شهر محرم من أعظم ما ورد في فضل شهر محرم حديث النبي ﷺ: ((أفضل الصيام بعد رمضان، صيام شهر الله المحرم))

  وقد سُئل ابن عباس رضي الله عنهما عن صيامه ﷺ في محرم فقال: "ما رأيت النبي ﷺ يتحرى صيام يوم فضّله على غيره إلا هذا اليوم –يعني عاشوراء– وهذا الشهر يعني شهر محرم" فصيام هذا الشهر عامةً مستحب، وخاصةً يوم عاشوراء، الذي سنفصله لاحقًا

  ثالثًا: يوم عاشوراء وفضله يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرم، وله فضل عظيم في الشريعة الإسلامية، فقد جاء في الصحيح:  أن النبي ﷺ صام يوم عاشوراء وأمر بصيامه، وقال: ((أحتسب على الله أن يُكفِّر السنة التي قبله))

وهو اليوم الذي نجّى الله فيه موسى عليه السلام وقومه من فرعون، فصامه موسى شكرًا لله، فصامه النبي ﷺ، وقال: ((نحن أحق بموسى منهم)) واستُحب صيام تاسوعاء (اليوم التاسع) معه، مخالفةً لليهود، وقد قال ﷺ: ((لَئِن بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لأَصُومَنَّ التَّاسِعَ))   

رابعًا: شهر للتوبة والبدايات الصالحة بما أن المحرم هو أول شهور السنة الهجرية، فهو فرصة عظيمة لفتح صفحة جديدة، وتوبة نصوح، وجدّ في الطاعة، وكأن الله تعالى يفتح للمؤمن عامًا جديدًا يبدأه بشهر معظم، وموسم طاعة، وعيد نجاة للمؤمنين 

شهر محرم ليس مجرد بداية للسنة، بل هو زمنٌ شريف، وفرصة إيمانية عظيمة، يفتح الله فيه أبواب المغفرة، ويضاعف فيه الأجور، ويذكّرنا بعظمة النصر الإلهي، وثبات الأنبياء والصالحين 

فليحرص المسلم فيه على:

1- الإكثار من الصيام، وخاصة عاشوراء وتاسوعاء 

2- ترك الظلم والمعاصي، فإنها مُضاعفة في الأشهر الحرم

3- التوبة وتجديد العهد مع الله في مستهل عامه الجديد


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل