بركان المنطقة بين الانفجار والإخماد _ يونس عودة

الثلاثاء 10 حزيران , 2025 12:56 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
كل المؤشرات المخيمة في المنطقة ليس لها الا دلالة واحدة، وهي ان الوضع الاقليمي برمته الى الاحتدام , ليس بسبب ظروف موضوعية, على واقعيتها المتدنية , وانما بسبب التوحش العالمي الذي يشكل حماية للوحش الصهيوني , ويمده بسبل البقاء التي لا بد ان تكون لها نهاية .

من أبرز المؤشرات الظاهرية والتي تشي بنوايا عدوانية

-          اعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب بعد محادثته المطولة مع رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو عن احتمالية فشل التوصل الى اتفاق مع إيران:. "نحاول التوصل لاتفاق مع إيران حتى لا يحدث دمار وموت"، و"نأمل التوصل لاتفاق مع إيران وهذا قد لا يتحقق، وسنعرف ذلك قريبا".

بالطبع مع تكرار المعزوفة "الاسرائيلية" أن "إيران تسعى للتخصيب، وهذا ما لا نريده وردها على المقترح غير مقبول"، وأن "بديل عدم التوصل إلى اتفاق مع إيران خطير للغاية"، وهذا مع ابقاء الباب مواربا من خلال تحديد موعد لجلسة مفاوضات اخرى ستكون السادسة من نوعها..

-         كشف موقع "هآرتس" الاسرائيلي ، ان حكومة نتنياهو تقوم بدفع استعداداتها لمهاجمة إيران وكذلك على مستوى الدفاع من رد محتمل على هجومها، وأن مسؤولين أمنيين إسرائيليين يعقدون لقاءات بشأن ذلك مع نظرائهم الأميركيين. وتقدر أجهزة الأمن الإسرائيلية أن هناك سياسيين يعملون على استغلال التوترات بخصوص الملف الإيراني لمصالحهم الخاصة، وفي المقابل فإن الجيش يواصل الاستعدادات لكل قرار يتم اتخاذه ".

-         تأتي المحادثة في ضوء إعلان إيران أنها ستقدم قريبا مقترحها بشأن الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة، بعدما وصفت عرض واشنطن بأنه يحتوي على "التباسات, ويبدو ان تفاهما مرحليا قد نتج عن المحادثة الاميركية – الاسرائيلية الاخيرة بخلاف المحادثة التي سبقت والتي سربت اسرائيل بانها كانت "مشحونة ودراماتيكية وكشفت عن تباين كبير في المواقف بين تل أبيب وواشنطن بشأن الملف النووي الإيراني ".

-         ان إيران التي كشفت عن حصولها على كنز استخباراتي بشأن النووي الاسرائيلي اوضحت من خلال مواجهة الضغوط العليا ,ان المقترح الأميركي "يفتقر إلى العديد من العناصر"، و"سنقدم قريبا مقترحنا إلى الجانب الآخر عبر سلطنة عمان بمجرد إتمامه، هو مقترح معقول ومنطقي ومتوازن، ونوصي بشدة الجانب الأميركي باغتنام هذه الفرصة".

-         بلا شك ان إيران التي تسعى الى انجاز اتفاق لا يمس بسيادتها لم تسقط خيار المواجهة مع اي عدوان ومن هنا جاء تأكيد المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أن بنك الأهداف الإسرائيلي موضوع على طاولة القوات المسلحة الإيرانية. والتشديد على امكانية الرد الفوري على أي اعتداء محتمل من قبل الكيان الصهيوني على المنشآت النووية الإيرانية، من خلال استهداف منشآته النووية السرية، وكذلك الرد بالمثل على أي عمل تخريبي ضد البنى التحتية الاقتصادية أو العسكرية، بشكل دقيق ومتناسق مع نوع الاعتداء".

ومن العوامل الاساسية التي تدفع باتجاه الاحتدام اكثر فاكثر , تكمن الازمة البنيوية في الكيان كعامل مهم في ترنح حكومة نتنياهو الاجرامية والمتمثلة في صورة الصراع مع الحريديم وهؤلاء يدفعون الى حل الكنيست , وبالتالي اسقاط نتنياهو الذي لا خيار امامه لإطالة امد سلطته ,الا  الهروب الى الامام من خلال القيام بحروب تتمثل بشن عدوان على الخارج , كما العادة باعتقاد ان الحرب مع الخارج – أياً كان هذا الخارج ,يمكن ان يوحد اكل المكونات على اعتبار ان الجميع مهدد لا بل الكيان برمته , وقد عبر غير مسؤول من اتباع نتنياهو ان اسقاط الحكومة في حال الحرب  ما هي الا خيانة وخدمة للأعداء.

-         الازمة المالية الاميركية, ورغم "غلة" التريليونات التي حصدها ترامب من دول الخليج مؤخرا , فان اسقاط خيار العدوان على ايران لا يزال قائما بقوة , وفي هذا السياق كشفت معلومات ان قادة دول الخليج ابلغوا  ترامب ضرورة التوصل الى اتفاق مع ايران لان في حال اي ضربة لن تتوانى ايران عن استهداف القواعد الاميركية المنتشرة في بلادهم , وهذا سيؤدي الى اشتعال المنطقة , وبالتالي تضرر اقتصاداها لابل انهيارها , وسينعكس ذلك حتما على التمويلات لأميركا , ومن هنا كان اطرح صفقات اسلحة هي الاكبر في التاريخ دفعة واحدة وصلت قيمتها الى 200 مليار دولار , ما يبقي على عمل الشركات الاميركية المنتجة , من دون اللجوء الى حرب , اي بمعنى شراء الحرب بالمال , لكن لا يبدو ان واشنطن تعمل الا وفق اجندتها الخاصة

-         يضاف الى ذلك ازمة ,لوس انجلوس – كاليفورنيا التي باتت على طريق التمرد الشامل وهذا قد يتبعه تمردات اخرى في ولايات ذات الطابع "الديمقراطي ", اي الحزب الديمقراطي في إطار الصراع القائم مع الجمهوريين , وفي ظل صراع ترامب مع الدولة العميقة .

بلا شك ان منطقة الشرق الاوسط امام بركان لا يزال يتفاعل في الباطن , ويفترض ان يجد له فوهة لإخراج ما يختزن , لكن فرصة اخماده موجودة وان ضئيلة .


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل