مقالات مختارة
انتهت الجولة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية في مدينة بيروت؛ سيدة المدن، وفي شموس البقاع وبعلبك والهرمل، وزحلة التي شهدت درجات حرارة انتخابية مرتفعة بين لوائح المرشحين للمجلس البلدي، كما شهدت المحافظات نسباً مختلفة من اقبال الناخبين ترافقت مع مجموع الشكاوى الواردة إلى غرفة العمليات المركزية في وزارة الداخلية (398 شكوى)، توزعت على النحو الآتي: 4 شكاوى ذات طابع امني، و48 شكوى وردت عبر وسائل الإعلام، و346 شكوى إدارية، وابرز هذه الشكاوى كانت أصوات طائرات العدو الصهيوني التي كانت تسرح في سماء بيروت والبقاع، ووصلت الى حد السخرية ودعوتها الى الدخول لمراكز الاقتراع.
في بيروت عم الهدوء في مراكز الاقتراع، نتيجة الاقبال الضعيف للناخبين، بالرغم من محاولة الماكينات الانتخابية حث الناخبين للنزول والمشاركة، وممارسة حقهم كمواطنين لهم حقوق وعليهم واجبات، الا ان تصريحات التحريض الطائفي التي سبقت يوم الانتخاب من جهات معروفة تحت عنوان المناصفة، إضافة الى الشعارات التي رفعها نواب لتقسيم بيروت الى بلديتين، يضاف الى ذلك اعتكاف تيار المستقبل، ما ترك اثرا سلبيا على الناخب البيروتي، تضاف اليها تسريبات عن منعه من المشاركة، ليتصدر المشهد نائب بيروتي ورئيس حزب معتمد من دولة خليجية وشارك بتسمية مرشحين للمشاركة مع احزاب معروف عنها انها لا تأتلف الا في مواسم الانتخابات.
تضم محافظة بيروت بلدية واحدة من 24 عضوا و107 مخاتير موزعين على 12 بلدة، وعلى راسها محافظ بيده الصلاحيات الكاملة للبلدية التي من المفترض ان تكون كسائر المدن؛ يهتم بشؤونها الإنمائية المجلس البلدي مجتمعا برئاسة رئيسه، وهذا الامر أحد الأسباب الرئيسية لإحجام المواطن البيروتي عن المشاركة في الاقتراع اليوم، وقالت اخر الإحصاءات ان 80% من اهالي بيروت لم يصوتوا احتجاجا على اهمال مدينتهم انمائيا، والتسريبات الاعلامية عن استبعاد تيار المستقبل في الاستحقاقات الانتخابية.
عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب امين شري في مؤتمر صحافي عقده قبل اقفال صناديق الاقتراع بساعة قال ان "المشاركة في لائحة متعددة كانت لتأمين المناصفة في بيروت، وما حصل ليس ائتلافا سياسيا بل إنمائيًا"، أضاف: "بعد فرز الصناديق سنرى من هو العنصر الذي يؤمن المناصفة، والنتائج ستؤكد أننا كنا أحد العناصر الضامنة للمناصفة، وإذا تجرع غيرنا السم في المشاركة في اللائحة في بيروت، فنحن تجرعنا العسل لتأمين المناصفة ".
أما محافظة البقاع فتضم 3 اقضية هي: زحلة، والبقاع الغربي، وراشيا، ويصل عدد الناخبين فيها إلى 344 ألفا و63 ناخبا، يصوتون لاختيار مرشحين لـ231 مقعدا، موزعين على 87 مجلساً بلدياً.
محافظة بعلبك الهرمل وفيها قضاء بعلبك 58 بلدية من مجموع 102 قرية، قضاء الهرمل 5 بلدية من مجموع 14 قرية.
في قضاء زحلة تعد الانتخابات في المدينة أكثر من مجرد استحقاق محلي، فهي تمثل جزءا من التوازنات السياسية في المنطقة، يبلغ عدد الناخبين فيها 187، 912 ناخبا في 25 بلدة، حيث تم تحديد مراكز الاقتراع والاقلام التي بلغ عددها 283 قلم اقتراع للمجالس البلدية و260 قلم اقتراع للاختياري.
في الأيام الأخيرة من يوم الاستحقاق شهدت زحلة محاولات حثيثة لترتيب التحالفات بين القوى السياسية المختلفة في، إلا أن التوترات بين اللائحة المشكلة من العائلات في المدينة وحزب القوات اللبنانية قد أثرت سلبا على تشكيل التحالفات.
اذاً، انتهت الجولة الثالثة بانتظار يوم الأحد المقبل، حيث تجري الانتخابات في محافظتي الجنوب والنبطية، واكد وزير الداخلية العميد احمد الحجار ان الانتخابات ستجري في الجنوب، والاتصالات أجريت بشكل مكثف مع المراجع المعنية، خصوصاً اللجنة المشرفة على اتفاق وقف اطلاق النار، واضاف أن "لبنان لا ينتظر الضمانات من العدو، بل هو من يعطي الضمانات لأبنائه"، ورداً على سؤال، اشار الى ان "هناك مراجعات وتنسيقاً جدياً قائماً مع الدول الأعضاء في لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، لكن نحن نجري عملية توزيع مراكز الاقتراع ولجان القيد بما تراه الدولة اللبنانية افضل طريقة ممكنة".
وشدد الوزير الحجار على ان "العملية الانتخابية ستحصل على ارض الجنوب، لكن من الممكن ان نناور في بعض القرى والأماكن، ونأمل ان يكون اليوم الانتخابي آمنا".
وردا على سؤال آخر، اوضح ان الدولة اللبنانية لا تنتظر ضمانات في هذا المجال، لكن تجري اتصالات ونقاش مع الدول الأعضاء في لجنة المراقبة، قائلا "مصممون على إجراء الانتخابات".
فتحي جعفر