عقيدة التنغيص بين بن غوريون ونتن ياهو

الجمعة 06 حزيران , 2025 05:09 توقيت بيروت مقالات مختارة

مقالات مختارة
تاريخ العدوان العسكري الصهيوني على لبنان، يعود الى سنة 1948، عندما خرق العدو الحدود الجنوبية للبنان وذلك ضمن عملية حيرام التي بدأت في 29 تشرين الأول، واحتلت فيها نحو 15 قرية، ونفذت مجزرة في بلدة حولا في الأول من تشرين الثاني ادت الى استشهاد 93 مواطناً لبنانياً، كما قام العدو باقتحام المنازل وطلب من المواطنين تسليم بنادق الصيد الموجودة بحوزتهم تحت طائلة العقاب بالسجن، وقد حاول الصهاينة آنذاك فرض امر واقع، وهو البقاء في القرى التي احتلوها والوصول الى نهر الليطاني للحصول على حصة من مياهه لكنهم انسحبوا بفعل مقاومة الاهالي الى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد التوقيع على اتفاقية الهدنة مع لبنان في رودوس في 23 آذار 1949.

على الرغم من اتفاقية الهدنة، واصل العدو اعتداءاته، وشملت معظم القرى والبلدات الحدودية، وصولا الى القرى الجنوبية البعيدة عن الحدود، إضافة الى ضرب البنى التحتية لدفع الأهالي الى النزوح، وصدر حينها عن مجلس الامن الدولي القراران 279 و280 اللذان طالبا العدو بالانسحاب من الأراضي اللبناني.
ما جرى مساء يوم الخميس ليلة عيد الأضحى في الضاحية الجنوبية وبلدة عين قانا، له اهداف كثيرة، واهمها التسليم بالأمر الواقع من خلال كي الوعي لدى اللبنانيين المتمسكين بأرضهم، والدفاع عن ارزاقهم بالرغم من الاحتلالات المتكررة وبينها الاعتداءات المتواصلة بالمسيرات حينا او بالقصف المدفعي من بعيد، دون الاعتراف بالقوانين الدولية وحق الشعوب بالعيش في بلدهم آمنين مطمئنين.   

في صفحة من صفحات مذكرات رئيس اول حكومة للعدو ديفيد بن غوريون التي كشف معهد عكيفوت قسم منها قال بتاريخ 2 نيسان عام 1950: "توجد حالات، وصل فيها لاجئو الرملة واللد الى غزة عن طريق رام الله، لأنهم اعتقدوا انه من غزة سيسهل عليهم العودة إلى الرملة واللد، فما العمل؟ ينبغي لنا ان نعمل على تنغيص عيشهم من دون كلل ودفع اللاجئين شرقا الى الأردن لانهم لن يتوجهوا إلى البحر ومصر لا تسمح لهم بالدخول"، اضاف: "في كل هجوم يجب ايقاع ضربة حاسمة تؤدي الى هدم البيوت وطرد السكان"، وهذا ما نشهده اليوم، حيث لا تختلف كثيرا اهداف رئيس حكومة العدو بنيامين نتن ياهو في العدوان الحالي على الأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان حالياً عن اهداف بن غوريون، كما ان هذه المذكرات تكشف عن ان المؤسسة الأمنية ــ العسكرية في الكيان الصهيوني تبنت منذ سنة 1954 خططا من اجل غزو لبنان، لإجراء تغييرات في هيكليته ونظام الحكم فيه، وهذا ايضا ما تسعى اليه الحكومات اللاحقة. 
إذاً، الهدف من الضربات الاخيرة هو تنغيص عيش اللبنانيين، لفرض شروط سياسية لم يستطع فرضها في عدوانه الأخير، وفشله في الميدان والمواجهات التي خاضها المقاومون ضده في القرى الامامية المحاذية للحدود مع فلسطين.

جعفر سليم


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل