ليس منَّا من خبَّب امرأة على زوجها

السبت 10 أيار , 2025 11:39 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات-إسلاميات

حرص الإسلام على إنشاء مجتمع منضبط، واهتم كثيرًا بالأسرة أوالزوجية التي هي أهم نواة في المجتمع الإسلامي، وحذرنا من السعي لهدم بيت سواء بالتصريح أو التلميح، كإفساد امرأة على زوجها، يقولﷺ: ((ليس منَّا من خبَّب امرأةً على زوجها أو عبدًا على سيِّده))

قولهﷺ: ((ليس منَّا)) أي: ليس مثلنا، لأنَّا لا نفعل مثله، وهذا فيه إشارة أن من يفعل ذلك قد يختم له بغير الإسلام، لأن النبيﷺ يقول: ((لا يدخل الجنة خَبٌّ لئيم))

 ومعنى: ((خبَّب امرأةً على زوجها))  أي: خدعها وأفسدها على زوجها، فصار يقبحه بعينها، ويدلها على أخطائه وذلّاته، ويُطَمِّعُها بما عنده من محاسن وميزات، وكأنه فريد عصره وزمانه، وربما طلب منها أن تطلق زوجها ويتزوجها فيما بعد

وهذا مما يجعل البيت أو الأسرة في ظلم وظلام، وفيه معنى التعدي على البيوت وحرمات الآخرين، لذلك ليس من أدب المسلم ولا أخلاق الإسلام أن يفعل أحد ذلك

وتعظم الحرمة إذا كانت تلك المرأة من جيرانه، أو من ذوي رحمه، فبذلك يكون وقع بأكثر من محظور، وتعددت الجنايات والظلمات عليه، باعتدائه على جاره أو ذوي رحمه و الإفساد، يقولﷺ: ((ولا يدخل الجنة قاطع رحم))  ويقولﷺ: ((لا يدخل الجنة من لا يأمَنُ  جارُهُ بوائِقَه))

قال ابن القيم رحمه الله تعالى: وهذا من أكبر الكبائر، فإنه إذا كان الشَّارع نهى أن يخطب على خطبة أخيه فكيف بمن يُفسد امرأته أو أمته أو عبده، ويسعى في التفريق بينه وبينها حتى يتَّصل بها، وفي ذلك من الإثم ما لعلَّه لا يقصر عن إثم الفاحشة إن لم يزد عليها، ولا يسقط حقُّ الغير بالتوبة من الفاحشة؛ فإنَّ التوبة وإن أسقطت حق الله فحقُّ العبد باقٍ، فإنَّ ظلم الزَّوج بإفساد حليلته، والجناية على فراشه أعظم من ظلم أخذ ماله، بل لا يعدل عنده إلّا سفك دمه


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل