مقام الصبر... أهميته وفضله

الأربعاء 30 نيسان , 2025 07:31 توقيت بيروت تصوّف

الثبات-تصوف

أهميته وبعض ما ورد في فضله:

الصبر نصف الإيمان، وسر سعادة الإنسان، ومصدر العافية عند البلاء، وعدة المؤمن حين تدلهمّ الخطوب وتحدق الفتن وتتوالى المحن، وهو سلاح السالك في مجاهداته لنفسه، وحملها على الاستقامة على شرع الله تعالى وتحصنها من الانزلاق في مهاوي الفساد والضلال

 ولعظيم أهميته ورفيع مقامه ذكره الله تعالى في القرآن الكريم في نحو تسعين موضعا فتارة يأمر الله تعالى به فيقول: {اسْتَعِينُوا بِالله واِصْبِرُوا}

 وفي موطن آخر يثني على أهله فيقول: {وَالصّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ واَلضَّرّاءِ وحِينَ الْبَأْسِ أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُو وأُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}

 وفي بعض الآيات يخبر عن محبته للصابرين فيقول: {وَالله يُحِبُّ اَلصّابِرِينَ}  

وطورا يبين الله تعالى معيته للصابرين معية حفظ وتأييد ونصرة فيقول: {إِنَّ الله مَعَ اَلصّابِرِينَ}

 وفي موضع آخر يخبر عن إيجاب الجزاء لهم بغير حساب فيقول: {إِنَّما يُوَفَّى اَلصّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ}

 وفي موطن آخر يبين أن الهداة المرشدين قد نالوا هذا المقام الرفيع بالصبر فيقول: {وجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمّا صَبَرُوا}

 ولقد جاءت الأحاديث النبوية الكثيرة مؤكدة فضل الصبر، وما له من أثر عميق في سعادة المؤمن وتلقيه صدمات الحياة ونوائب الدهر، كما تواردت الأخبار المستفيضة عن صبر رسول الله عليه الصلاة والسّلام، وتحمله صنوف الأذى وأنواع الشدائد، وحياة الرسول صلّى الله عليه وسلّم كلها صبر وجهاد وتضحية

 وهذه نبذة يسيرة من الأحاديث الشريفة:

١ - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: ((ما أعطي أحد من عطاء خيرا وأوسع من الصبر))

٢ - وعن صهيب بن سنان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((عجبا لأمر المؤمن؛ إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له))

٣ - وعن يحيى بن وثاب عن شيخ من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((المسلم الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم))

٤ - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كأني أنظر إلى رسول الله عليه الصلاة والسّلام، يحكي نبيا من أنبياء الله، ضربه قومه، فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه وهو يقول: ((اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون))

٥ - وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((لا أحد أصبر على أذى سمعه؛ من الله عز وجل؛ إنه ليشرك به، ويجعل له الولد، ويعافيهم ويرزقهم)) 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل