الأهداف الحقيقية للعدوان على لبنان ــ د. ليلى نقولا

الإثنين 28 نيسان , 2025 12:01 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
بعد يوم واحد من الجولة الثالثة للمفاوضات الأميركية الإيرانية حول البرنامج النووي الإيراني، والتي أشار الجميع الى أنها تتقدم وأنها تسير بإيجابية وفقاً للمهلة التي أعطاها ترامب للمفاوضات وهي 60 يوماً، أغار الطيران "الإسرائيلي" على الضاحية الجنوبية، مستهدفاً خيمة مخصصة للمساعدات الاجتماعية.

وقد تفاوتت ردود الفعل داخل لبنان، بحيث أدان المسؤولون اللبنانيون هذا العمل العدواني على لبنان، بينما سارع البعض في الداخل الى ملاقاة الهجوم "الإسرائيلي" بالدعوة الى نزع سلاح حزب الله في كل لبنان، مهددين بحرب "إسرائيلية" واسعة على لبنان لنزع هذا السلاح في حال لم تقم الدولة اللبنانية بذلك.

وفي تحليل العدوان "الإسرائيلي" الأخير على لبنان، يتبادر السؤال: ما هي الأهداف الحقيقية للعدوان؟

1- احتمالية أن تكون مسعى "اسرائيلي" لتعطيل المفاوضات النووية:

بداية، لا بد من الإشارة الى أنه لا يمكن لنتنياهو أن يشنّ ضربة على ضاحية بيروت الجنوبية بدون أن تكون منسقة مع الأميركيين، وهو ما تمّ إعلانه بالفعل، حيث قال "الإسرائيليون" إنهم ليس فقط ابلغوا الأميركيين بالضربة، بل تمّ تنسيقها معهم.

وللتذكير: في حزيران / يونيو من عام 2013، وفي خضم الحديث عن تقدم في المحادثات بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران حول برنامجها النووي والعودة الى الاتفاق السابق الذي عقدته إدارة الرئيس باراك أوباما، أطلق نتنياهو موقفاً لافتاً حيث قال في بداية اجتماع لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، وفي أول ظهور له هناك بعد تولي حكومته السلطة: "موقفنا واضح: أي اتفاق مع إيران لن يكون ملزمًا لإسرائيل، التي ستواصل بذل كل ما في وسعها للدفاع عن نفسها"، وقال إنه ابلغ وزير الخارجية الأميركي الأسبق أنطوني بلينكن بهذا الموقف.

أما اليوم، ومع إدارة ترامب، لا يتجرأ نتنياهو اليوم على الحديث بتلك اللهجة التي تحدث بها مع بلينكن، وليس مسموحاً بالنسبة لترامب أن يعلن نتنياهو أن "إسرائيل" لن تكون ملزمة بأي اتفاق تعقده الإدارة، لذا هو يبدو أكثر حرصاً على ما يقوله وما يعلنه، في هذا الشأن.

وانطلاقاً مما سبق، لا يمكن الاعتقاد أن الهدف "الإسرائيلي" هو تقويض المفاوضات الأميركية الإيرانية، كونها منسقة ومتفق عليها مع الأميركيين أنفسهم.

2- أن يكون لها أهداف أميركية – "إسرائيلية" مشتركة:

 قد يكون التصعيد "الاسرائيلي" وسيلة ضغط أميركية تهدف لتحقيق أمرين:

-      الأول، الضغط على الدولة اللبنانية وعلى الداخل اللبناني المنقسم حول "نزع سلاح حزب الله"، حيث إن هناك اتجاه عام للتريث في طرح موضوع السلاح في شمال الليطاني، ومحاولة الحصول – أقلّه - على انسحاب "إسرائيلي" من لبنان يسبق ذلك.

هذه الضربة والأرجح أن يكون هناك ضربات أخرى لاحقاً، تهدف الى إعطاء قوة دفع للمطالبين بنزع السلاح بدون قيد أو شرط وبدون انسحاب "إسرائيلي" حتى، عبر تهديد اللبنانيين ووضعهم أمام خيارين "تسليم السلاح وإلا حرب إسرائيلية قادمة".

-      الثاني، ضغط عسكري يرفد المفاوض الأميركي في المحادثات مع إيران، والتهديد بأن "الإسرائيلي" جاهز دائماً لتوجيه ضربات استباقية سواء في لبنان أو في إيران، وبالتالي من الأفضل لإيران أن تقدم تنازلات وتسير بتوقيع الاتفاق بسرعة، وإلا.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل