أقلام الثبات
بدأت ملامح العصر الأميركي وقوانينه تكتب وترسم مستقبل الشرق الأوسط الأميركي لتغيير عناوين وساحات الحروب بإنهاء الصراع العربي - "الإسرائيلي" واعدام القضية الفلسطينية التي شكّلت القضية المحورية على مدى 70 عاماً، ويستعد العرب والمسلمون لدفنها ووأدها كما كانوا يفعلون في الجاهلية للتخلّص من العار الذي ألحقته بهم، لعدم نصرتها وصراخهم في وجهها حتى تسكت، بينما يغتصبها المحتلّون.
يعبد أغلبية العرب والمسلمين "اللّات" الأميركي؛ "الإله الجديد" الذي وفق تأويلهم بأن الله - الذين يعبدونه ويعتقدون به - ينزل ليلة الجمعة لتفقد عباده ،لكن "الظروف الاستثنائية دفعته للنزول الآن كل الأيام" مرة بهيئة اميركا وأُخرى بهيئة "إسرائيل"، وعدّل في بعض آياته وقرارته فنزع عن "جبهة النصرة" صفة الإرهاب وسلّمها السلطة الوهمية في سوريا، بينما السلطة الحقيقية بيد أميركا وتركيا و"إسرائيل" ،بالتلازم مع إعلانه أن المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق واليمن تعرقل نشر "الديانة الإبراهيمية" و"إسرائيل الكبرى".
إن ميزان الإرهاب وفق "اللّات" الأميركي يرتكز على الموقف من "إسرائيل"، فمن كان حليفاً أو عميلاً ومطبّّعاً ومسالماً ومستسلماً، فتحت له أميركا أبواب "جنّتها"، وألغت عقوباتها، ومن كان ضد المشروع الأميركي - "الإسرائيلي" فهو ارهابي وكافر يجب نزع سلاحه وحلّ حزبه السياسي، وإقفال مؤسساته المالية التربوية، او تغيير اسمائها إذا كانت تحمل اسم الإمام المهدي (عليه السلام)، لأنها ستتهم بالانضمام الى مشروع المهدي العالمي الذي يهدد الفرعون الأميركي.
صنعت أمريكا الأفغان العرب والقاعدة وداعش والنصرة وجبهة تحرير الشام (سوريا ولبنان والعراق وفلسطين) وأخواتها من الجماعات التكفيرية واستعملتها لتفكيك الدول وإسقاط الأنظمة والنزاعات الطائفية والقومية، ثم أعلنتها إرهابية وحاصرتها وأعلنت الجوائز للقبض على قادتها الذين درّبتهم في سجونها ،ثم استخدمتهم لإسقاط الأنظمة، ففشلت - حتى الآن - في العراق بعد غزوة داعش، وأحرقت ليبيا، وسلّمتها السلطة في افغانستان، والآن سلّمتها السلطة في سوريا، مع التخطيط لتسليمها لبنان، واستعادت شعار وحدة "المسار والمصير" بين لبنان وجبهه النصرة والشيشان والإيغور!
يحتفل بعض الأغبياء والعملاء، وفي مقدمتهم اليمين المسيحي، برفاقهم في جبهة النصرة، لتهجير ما تبقى من المسيحيين المشرقيين في لبنان وسوريا، واغتيال المسيحية المشرقية التي لا زالت تحافظ على اصالتها الدينية ،لإعلان انتصار اليهودية التلمودية والماسونية على المسيحية في العالم ،بالتلازم مع الحرب على الإسلام القرآني، وقد حققت الصهيونية والماسونية انتصارات وإنجازات كبرى في تحريف الإسلام وتجويفه وتفجيره من الداخل بالحركات التكفيرية المعاصرة والحركة الوهابية وأحزاب "التخدير" الإسلامية، ومشايخ التسطيح، ولم يبق إلا القلّة من المسلمين الشيعة وبعض المذاهب السنية التي منعتها الوهابية في السعودية، وبدأت الجماعات التكفيرية بحصارها في سوريا، ويبدو ان الأخوة السنّة في لبنان بعد "خلعهم" للرئيس الحريري المعتدل، والذي رفض الفتنة المذهبية، قد سلكوا طريق الفتنة بمبايعتهم "للجولاني" وتقليده الوسام الذهبي، وبايعوا الإسلام التكفيري وتخلّوا عن مذاهبهم الأربعة، للاحتفاظ بمناصبهم وألقابهم وطلبوا حماية التكفيريين الذين ذبحوا السنّة في الموصل وليبيا وسوريا وجنود الجيش اللبناني من كل المذاهب!
"اللّات" الأميركي لا يطلب رأس المقاومة والشيعة فقط، بل يحاول قطع الرؤوس الواحد بعد الآخر، وعندما ينتهي من المقاومة والشيعة سيتّجه نحو المسيحيين، ثم الدروز - حتى لو أهدوه شبعا والتطبيع - ثم السنّة وكل العلمانيين واليساريين ،لأن إخراجات قيدهم لا زالت تحمل اسماء مذاهبهم.
للانتباه وعدم الوقوع في فخ الخداع الأميركي و"الإسرائيلي"، فاليهود لم يلتزموا بعهدٍ او اتفاق، حتى مع الأنبياء والرسل، فكيف مع البشر الذين يعتبروهم أغياراً خلقهم الله تعالى لخدمتهم؛ كما جاء في "سفر أشعيا": (يرعون غنمكم ويكون بنو الغريب حراثيكم وكراميكم)!
كل من يساعد أميركا والتكفيريين و"إسرائيل" لذبح المقاومة والشيعة فليجهز كفنه وينتظر قتله او تهجيره بعد انتهاء مهمته، حتى "الجولاني" ورفاقه في لبنان، كما فعلت أميركا مع "بن لادن"؛ أبو التكفيريين، ومع "أبو بكر البغدادي" خليفة "داعش"...
إن قتلتنا اميركا و"إسرائيل" سنكون شهداء كراماّ أعزاء.. أما أنتم فستكونون - إن عشتم او قُتلتم - أتباع "يهوذا"؛ عملاء وحلفاء قتلة الأنبياء.
"اللّات الأميركي": المقاومة إرهابية وجبهة النصرة شريكٌ وحليف _ د. نسيب حطيط
الثلاثاء 08 تموز , 2025 10:33 توقيت بيروت
أقلام الثبات

