هل يكون حظر "الإخوان المسلمين" بداية الوطن البديل؟ ــ د. نسيب حطيط

الخميس 24 نيسان , 2025 12:28 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
تتسارع التغييرات في المشهد السياسي الإقليمي بشكل لم تعرفه المنطقة منذ النكبة الفلسطينية عام 1948 وزراعة الكيان الصهيوني، حيث عاشت المنطقة على "ستاتيكو" سياسي وعسكري يتصاعد ويخمد ضمن حدود وقيود أبقت المشهد العربي ثابتاً على مستوى الدول والكيانات والديموغرافيا، وشهدت استقراراً في الحكم على مستوى الرؤساء والملوك منذ السبعينات، والذين تنافسوا الذين تنافسوا على طول فترات الحكم بين 20 و40 عاماً، ولم يسقط بعضهم إلا بالثورات المُبرمجة والمُخطّطة خارجياً، والتي استفادت من غباء وظلم الأنظمة، واحتكار السلطة بيدها وعائلتها أو حزبها، وتَشارك كل الرؤساء الذين تم إسقاطهم بطريقة الخروج  المهينة والقسرية من الحكم، فَقُتل القذافي مشرّداً وتم التمثيل بجثته، وفرّ زين العابدين بن علي من تونس، وسُجن حسني مبارك بشكل ملطّف، وغادر الاسد مخفوراً او مذعوراً بشكل غامض، وأعتقُل صدام حسين في حفره ثم أُعدم.
بشكل مفاجئ وسريع بادر النظام الأردني الى إعادة الصراع مع جماعة "الإخوان المسلمين"، التي شكّلت الباب الرئيس لقلب الأنظمة وإحداث الفوضى في مصر وتونس وسوريا وشراكة رئيسية في ليبيا، واستطاعت استلام الحكم مؤقتاً في مصر وتونس، وتتشارك الحكم مع الجماعات التكفيرية في سوريا بقيادة واشراف رجب طيب أردوغان.
وتتزاحم الأسئلة حول الأحداث في الأردن: هل ورّطت أميركا النظام الاردني بإشعال المعركة مع "الإخوان المسلمين" كخطوة أولى لإحداث الفوضى في الاردن وإسقاط النظام، او فرض المشاركة وتقاسم السلطة مع الفلسطينيين - الأردنيين، الذين يقودهم "الإخوان المسلمون"؟
هل قام النظام الأردني بحرب استباقية ضد "الإخوان" لإجهاض ما يتم التخطيط له في الداخل الأردني، بعدما صارت جبهة الأردن مفتوحة على الجماعات التكفيرية في سوريا؟
هل ستتكرر أحداث "أيلول الأسود" في الأردن عام 1970 بين النظام والفلسطينيين من نافذة "الإخوان المسلمين"، خصوصاً أن قرار حظر الجماعة ومصادرة ممتلكاتها سبقه إعلان الحكومة الأردنية اكتشاف خلية أمنية لتصنيع الصواريخ والمسيّرات قبل أسبوع، وأنها تلقت التدريب في لبنان واتهمت حركة حماس؟
هل ستتطور خطوة حظر "الإخوان" إلى حراك شعبي إخواني للاعتراض على هذا القرار، ويفتح الأبواب على الفوضى في الأردن، لتنتهي بإسقاط النظام الملكي او فرض الشراكة لاستيعاب المهجّرين الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية والتوطين في "الوطن البديل" عن فلسطين، مع توزيع ما تبقى على لبنان وسوريا والعراق؟
تستكمل أميركا مشروع الفوضى البناءة لصناعة "الشرق الأوسط الكبير"، وإسقاط الدول العربية واحدة بعد الأخرى، فيتحوّل المقاومون الفلسطينيون الى "أولاد كلب" بلسان السلطة الفلسطينية، وإلى إرهابيين يتعاونون مع "الرافضة الكفّار" في لبنان وإيران بلسان الجماعات التكفيرية والدول العربية، ويُحاصَر المقاومون في لبنان لتسليم سلاحهم، وتسقط سوريا؛ الدولة العربية الأخيرة الحاضنة لحركات المقاومة، وتُستباح "إسرائيلياً" ويتم اعتقال قادة المقاومة الفلسطينية فيها، بعدما كانت ملجأً لهم!
لن ينجو حلفاء أميركا وأدواتها من الخطر الأميركي - "الإسرائيلي"، ولن يشفع لهم ما قدموه من خدمات وغدر وتآمر ضد حركات ودول المقاومة، وسيكون مصيرهم أسوأ مما لاقاه المقاومون الذين قُتلوا استشهاداً وعزّاً، بينما سيفرّ هؤلاء الرؤساء والملوك والامراء بشكل ذليل أو يقيمون في السجون بدل القصور، او يُسحَلون على الطرقات، وليتذكروا أن أميركا لم تمنع ا سقوط "مبارك" ولا "زين العابدين" ولا شاه إيران، وأعدمت صدام حسين بعد توريطه ضد إيران وغزو الكويت.
لا زالت "إسرائيل الكبرى" تتوسّع، فأخذت سوريا وتريد ضم الأردن جغرافياً بعدما كان مضموماً بالمعطى السياسي والاقتصادي، ثم سيأتي دور مصر التي سقطت في مشروع "إسرائيل الكبرى" بالمعطى السياسي الرسمي لكنها لم تسقط بالمعطى الشعبي والتطبيع مع "الإسرائيليين"، ولن يتم تحقيق التطبيع مع الشعب المصري إلا إذا استلم "الإخوان المسلمون" الحكم ثانية وفق نموذج أردوغان التركي.
هل تتلازم الفوضى في الأردن مع إشعال أميركا للفوضى والحرب في سوريا بين "داعش" و"النصرة" التي تمرّدت على "الأم داعش"؟


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل