مقالات مختارة
الأمر الحاصل أنّ "القوّات اللبنانية" وقليلين معها استعجلوا بفتح سجال داخلي، أقل ما فيه تخريب السلم الأهلي، في وقت لبنان واللبنانيون بأمسّ الحاجة إلى ترسيخ الوحدة الوطنية والتعايش الطبيعي بين طوائفه، والانطلاق بعهد جديد؛ إصلاح وبناء ومحاربة ومحاسبة الفساد، ومعالجة أموال المودعين مع الأسف هذه الجماعة استخدمت أبشع العبارات الاستفزازية للطائفة الإسلامية الشيعية ومقاوميها.
والأمر المؤسف حتى الوجه المألوف فيهم الذي يقال له دولة الرئيس لصدفة أتت به نائباً لرئيس الحكومة
المخفي خلف هذا الوجه نوايا إجرامية عبر عنها بالتمني من "إسرائيل" القضاء على المقاومة وبيئتها من جهة الجنوب وقوات سورية من جهة الشرق، وهذا ما استدعى الرّد عليكم ونبش تاريخكم المليء بالمجازر والاعتداء على أغلب الطوائف اللبنانية حتى المسيحية ولم يسلم من شركم أحد، ولأجل كل هذا سجن قائدكم أحد عشر عاماً وخرج بعفو عام، ولا زالت ملفاتكم موجودة في القضاء، خصوصاً ملف اغتيالكم للرئيس الشهيد رشيد كرامي.
وهنا يتساءل العقلاء في لبنان: هل تريد القوات اللبنانية بطرح تسليم سلاح المقاومة، وبدون نقاش، خلال أشهر قليلة ومنهم من قال شهرين حتى ولو أدى ذلك لتصادم مع الجيش اللبناني وبدون لا استراتيجية دفاعية ولا تسليح الجيش اللبناني للدفاع عن لبنان، ولعلها لا تريد ذلك من خلال خطابها.. فهل تحلم هذه الجماعة بالعودة إلى كانتون من البربارة إلى المتحف؟!
هذا ما نراه من خلال ممارساتها وخطابها وأدائها، وشاهدٌ آخر؛ عندما كان الإرهابيون في عرسال وقتلوا من قتلوا من عناصر الجيش اللبناني والقوات العسكرية الرسمية كنتم حلفاء الإرهابيين ولا زلتم، فلا تناموا على حرير إن ممارساتكم هذه التخريبية للسلم الأهلي ستبقى في سجلكم الأسود وعند حصول التسويات الكبرى المحلية وغير المحلية أفضل مكان لكم يكون العزل وعدم ممارسة السلطة، لأن ما نراه من ممارسات شنيعة في وزارة الخارجية لا يؤهلكم للمشاركة في الحكم.
بالمقابل ما نشاهده هو أجواء من المحبة والتعاون والتناغم بين الجيش وبيئة المقاومة لأن الجيش وقادته يُقدرون دور المقاومة في التحرير والتصدّي للعدوان الإسرائيلي وردعه منذ عشرات السنين. وبتشخيص الجيش اللبناني الآن "إسرائيل" عدو ومعتدية لأن هذه المؤسسة وأفرادها من بيئة هذا الشعب الذي دُمرت قراه وبيوته وبيوت أهله وإخوانه وأقربائه.. ودماؤه امتزجت بدماء المقاومين بالشهادة على أيدي عدوّ واحد.
خيراً فعل رئيس الجمهورية بحصر معالجة ملف السلاح بيده وإلى جانبه قائد للجيش محترم وهذا ما نشاهده من خلال مواقفه وأدائه بعيداً عن كل عناصر الحقد والتخريب والولاء الأعمى للخارج وللأسف هذا الخارج لا يريد الخير لهذا البلد بل يريده ضعيفاً وبدون أي مقومات دفاعية بوجه الأعداء المتربصين شراً بهذا الوطن وليس هذا فقط انتقاص للسيادة بل أصبح لبنان مستباحًا للخارج.
في الحروب الأبطال يصنعون المجد بالتضحيات والأنذال يمارسون الخيانة والتآمر فتكون له المذلة.
أين أنتم يا شعب لبنان ؟
إبراهيم سكيكي