الدين النصيحة

الإثنين 21 نيسان , 2025 10:58 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات- إسلاميات

عن أبي رقية تميم بن أوس الداري رضي الله عنه: أن النبيﷺ قال: ((الدين النصيحة. قلنا: لمن؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأمة المسلمين وعامتهم))

أهمية هذا الحديث

هذا الحديث من جوامع الكلم التي اختص بها رسولنا الكريمﷺ، فهي كلمات قليلة حملت معاني كثيرة وكبيرة وفوائد جليلة، حتى إننا نجد سائر السنن وأحكام الشريعة أصولًا وفروعًا داخلة تحته، بل تحت كلمة منه وهي: ((ولكتابه)) لأن كتاب الله تعالى اشتمل على أمور الدين جميعًا أصلًا وفرعًا وعملًا واعتقادًا، فإذا آمن به وعمل بما تضمنه على ما ينبغي في النصح له، فقد جمع الشريعة بأسرها، قال تعالى:{ما فرطنا في الكتاب من شيء} ولذا قال العلماء: "هذا الحديث عليه مدار الإسلام"

ويرشدنا الحديث إلى عدة أمور:

1- النصيحة لله: وتكون بالاعتقاد الصحيح، كالإيمان به سبحانه، ونفي الشريك عنه سبحانه، وتنزيهه من جميع النقائص، ووصفه بالكمالات، والإخلاص في عبادته، والقيام بطاعته وتجنب معصيته، والتزام المسلم لهذا يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة، لأنه سبحانه وتعالى غني عن نصح الناصحين

2- النصيحة لكتاب الله: وتكون بالإيمان بالكتب السماوية المنزلة كلها من عند الله، والإيمان بأن هذا القرآن خاتم لها، وهو كلام الله المعجز، حفظه تعالى في الصدور والسطور، وتكفل بذلك: {إنّا نحن نزلنا الذكر وإنّا له لحافظون} وتكون نصيحة المسلم لكتاب ربه عز وجل بما يلي: بقراءته وحفظه، وترتيله وتحسين الصوت فيه، وتدبر معانيه، وتفهم آياته، وبتعليمه للأجيال المسلمة، وبالتفقه والعمل

3- النصيحة لرسول اللهﷺ: وتكون بتصديق رسالته، والإيمان بجميع ما جاء به من قرآن وسنة، كما تكون بمحبته وطاعته، وفي محبة رسول اللهﷺ محبة الله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} وفي طاعة رسول اللهﷺ طاعة الله عز وجل: {من يطع الله الرسول فقد أطاع الله}، كما تكون بقراءة سيرته ونشرها، والتخلق بها، والتأدب بها، ومتابعتهﷺ في السنن والقول والعمل، وجميع الأحوال، والدفاع عنهﷺ من تهم الأعداء والمبغضين، ودعاوى المبطلين وبدع المغالين

4- النصيحة لأئمة المسليمن: وأئمة المسلمين إما أن يكونوا الحكام أو من ينوب عنهم، ونصيحتنا لهم أن نحب صلاحهم ورشدهم وعدلهم، وأن نعينهم على الحق ونطيعهم فيه وأن نحب اجتماع الأمة في حكمهم، لا أن نحبهم لنحقق مصالح شخصية، ومكاسب فردية، فلا خير في أمة لا تنصح لحاكمها

 وإما أن يكونوا من العلماء والمصلحين، ويكون ذلك منهم ببيان الدين والقرآن، والدفاع عنه، ورد الأهواء المضللة، ونصيحة الحكام

5- النصيحة لعامة المسلمين: وذلك بإرشادهم لمصالحهم في أمر آخرتهم ودنياهم، ومما يؤسف أن المسلمين تهاونوا في القيام بحق نصح بعضهم، بل يجب أن تظهر النصيحة في المجتمع الإسلامي سترًا للعورات، وسدًا للخلل، ودفعًا للضرر، وجلبًا للمصالح، وأمرًا بالمعروف ونهيًا عن المنكر، وتوقبرًا للكبير، ورحمة بالصغير، وتركًا للغش والحسد


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل