بدأنا الصعود من قعر البئر... وبدأوا النزول من القمة _ د. نسيب حطيط

السبت 19 نيسان , 2025 09:55 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
بعد سبعة أشهر من بدء الحرب "الإسرائيلية" الرابعة والضربات القاتلة التي تعرضت لها المقاومة وأهلها منذ مجزرة "البايجر" واغتيال "السيد الشهيد" والقيادات العسكرية للمقاومة وحرب ال66 يوماً وما أعقبها من وقف إطلاق نار من طرف المقاومة ،بالتلازم مع استباحة "إسرائيلية" لكل لبنان ،لمطاردة واغتيال المقاومين في سياراتهم المدنية وبيوتهم بعيداً عن الجبهة وهم عزّلٌ من السلاح .
بعدما استطاعت المقاومة من إفشال الاجتياح البري ومنعه من تحقيق أهدافه، بدأت الحرب السياسية والإعلامية ضد المقاومة ،بقيادة " الحاكم الإداري الأميركي" وبعض أحزاب وشخصيات اليمين المسيحي والطحالب الإعلامية الهامشية وحصر مشاكل لبنان ،بسلاح المقاومة وليس الاحتلال "الاسرائيلي" ولا الحصار الامريكي والعربي ولا فساد الطبقة السياسية التي حكمت لبنان ،مما أفقر الشعب اللبناني وسرق ودائعه وخرّب النظام العام وأبعد الكفاءات وعمّم ثقافه الرشوة والمحسوبية.
كانت المقاومة وأهلها، بحاجة لفترة استشفاء من جروحهم الكبيرة التي اصابتهم ،ولإعادة تجميع القوى واستيعاب الهجوم المتعدّد المحاور ،خاصة بعد سقوط سوريا وإضعاف غزة حتى الابتزاز الكامل وفرض الشروط وقد مضى على هذه الفترة العلاجية وترميم البنى والهيكليات التنظيمية والعسكرية "خمسة أشهر" وربما تحتاج لأشهر أخرى. 
 يمكن القول ان المقاومة وأهلها بدأوا بالصعود من قعر البئر ولو بشكل بطيء، بالتلازم مع نزول التحالف الأميركي - "الإسرائيلي" من أعلى القمة وببطء أيضاً، وقد تجلّى هذا النزول الأميركي والصعود لقوى المقاومة وفق التالي:
- اعتراف العدو وحلفاؤه ،بعدم تدمير السلاح أو القضاء على المقاومة ،لأنهم  لازالوا يطلبون تسليم السلاح او نزعه ، مما يعني اعترافهم بأن المقاومة لا زالت قوية ولم تنته عكس ما يقول السذّج او العملاء في لبنان ،وإلا كيف يمكن مطالبة المقتول بتسليم سلاحه؟
- استطاعت المقاومة ،بصبرها وحكمتها وعقلانيتها ان تبرّر سبب وجودها وتكشف خداع العدو الإسرائيلي وعدم التزامه بالاتفاقات والعهود والعجز والنفاق الدولي وتكشف وجوب عدم المراهنة على وعودهم ،بعدم الاعتداء على لبنان بعد نزع السلاح بعدما أكّد وشرح قائد الجيش اللبناني ومجلس الوزراء اللبناني، على تعاون المقاومة والتزامها بوقف النار وأن المشكلة، تنحصر بتمّرد العدو وعدم تنفيذه الاتفاق، وان المشكلة تتعلّق بالعدو وليس بالمقاومة خلاف ما يقوله عملاء "إسرائيل" اللبنانيين .
- بدء المفاوضات الأميركية _الإيرانية بعد وصول الأمر الى حافه الحرب( وهذا لا يعني انتفاء إمكانية وقوعها او الهجوم الإسرائيلي) لكن مجرد بداية المفاوضات ،بمثابة إعلان أميركي - "إسرائيلي" عن العجز بتوجيه ضربة على إيران والاتجاه نحو التفاوض الذي اضطرت اليه إيران بعد تحييد المقاومة في لبنان .  
-  دخول العراق على خط دعم المقاومة في لبنان على المستويين الرسمي والحشد الشعبي، وفق ما تقوم به حكومة العراقية من تفاهمات مع النظام الجديد في سوريا ،بشأن حماية الشيعة والعلويين والمقامات المقدسة ومحاولة مقايضه التعاون العراقي_ السوري ،مقابل عدم الاعتداء على أهل المقاومة في البقاع وتهديد الحشد الشعبي بالوقوف مع المقاومة في اي حرب جديدة، مما يريح المقاومة من تشتيت قواها. 
 - إعلان "أنصار الله" في اليمن الوقوف الميداني مع المقاومة ووضع الصواريخ اليمنية بخدمة المقاومة ،تعويضا عن خسارة خط الإمداد بعد سقوط سوريا.
بدأت المقاومة وأهلها الخروج من النفق ،للبدء بالهجوم المضاد الإعلامي والسياسي والأمني في المرحلة الأولى والتحضير للمرحلة الثانية على المستوى العسكري إذا اقتضت الضرورة ذلك، بالتلازم مع فتح الأبواب للحوار حول الإستراتيجية الدفاعية والأمن القومي اللبناني الذي لا يرتكز على نزع السلاح المقاوم ،بل حول إدارة هذا السلاح، بالتعاون بين المقاومة والدولة اللبنانية وحصر وظيفته، بالدفاع عن لبنان دون أي مهمة إسناد إقليمية، كما فعل سابقاً بحكم الضرورة.
انتهت مرحلة التراجع للخلف والصمت والامتناع عن الرد وبدأت مرحلة رفع الصوت والرشق بالحجارة لإسكات عملاء "اسرائيل" في الداخل ومتابعة التحضير، لمواجهة الغطرسة "الإسرائيلية" إذا لم تتوقف عن استباحة لبنان في القصف والاغتيالات.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل