سيسجل التاريخ أن إيران كسرت شوكة ترامب الزرقاء

الأحد 06 نيسان , 2025 12:35 توقيت بيروت أقلام الثبات

خاص الثبات

منذ بداية عام 2025، أصبح المشهد السياسي والعسكري في الشرق الأوسط أكثر تعقيدًا، بعد أن قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستدعاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن في خطوة مفاجئة، يبدو أنها جاءت لتنسيق ضربة عسكرية ضد إيران.
لكن ما يغيب عن أذهان ترامب ونتنياهو هو أن هذه المغامرة العسكرية ستنتهي بحماقة سياسية وخيمة العواقب.

الغباء السياسي: ترامب ونتنياهو في سعيهما للهيمنة

إن ترامب ونتنياهو، اللذين لطالما ارتكزت سياساتهما على التصعيد المستمر والتهديدات الفارغة، يبدو أنهما لا يدركان تمامًا خطورة تحركاتهما.
ترامب، الذي يعتقد أنه يمكنه إرغام إيران على القبول بشروطه عبر التهديد بالعقوبات أو الهجمات العسكرية، ينسى أن إيران ليست دولة ضعيفة يمكن تحطيمها بسهولة.
بل إن إيران هي قوة إقليمية عظيمة تمتلك القدرة على الرد على أي عدوان بكل قوة وعزم. فالرئيس الأمريكي، الذي شهد فشلًا في حروب سابقة ضد دول أقل قوة، لا يبدو أنه تعلم شيئًا من تاريخ الولايات المتحدة في فيتنام وأفغانستان والعراق، حيث كانت الهزائم أكثر من الانتصارات.
بينما نتنياهو، الذي يركز جميع تحركاته على أمن كيانه الهش، يظن أن "التهديد الإيراني" هو التحدي الذي يجب مواجهته بأي ثمن. لكنه ينسى أن ذلك قد يؤدي إلى ردود فعل عكسية قد تهدد حتى وجود دولة الاحتلال نفسها.

ما يجهله ترامب ونتنياهو هو أن إيران ليست مجرد دولة عابرة في مشهد التوترات الدولية. إيران دولة قوية ولديها إمكانيات عسكرية متطورة، لا سيما في مجال الصواريخ والطائرات المسيرة، وتتمتع بقدرة كبيرة على الرد على أي هجوم قد تتعرض له. كما أن التهديدات التي يطلقها ترامب لن تؤدي إلا إلى تعزيز الوحدة الداخلية في إيران، وتقوية عزمها على التصدي لكل من يحاول انتهاك سيادتها.

إن أي مواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة ودولة الاحتلال من جهة وإيران من جهة أخرى ستكون بمثابة مغامرة محفوفة بالمخاطر.
لن يكون النصر حليفًا سوى لإيران في هذه المواجهة. فالتهديدات الأمريكية والإسرائيلية ليست جديدة، بل هي تكرار لمحاولات سابقة لفرض الهيمنة على المنطقة، ولكن إيران التي صمدت أمام الضغوط والعقوبات لأعوام طويلة، لن تتراجع بسهولة.
على عكس الولايات المتحدة، التي قد تعاني من الضغوط السياسية والاقتصادية داخليًا، لا تواجه إيران نفس التحديات. كما أن ما يحدث في اليمن ولبنان وسوريا يثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن إيران نجحت في بناء شبكة تحالفات مع حركات المقاومة التي تشكل تهديدًا دائمًا لقوى الهيمنة الغربية والإسرائيلية.

أزمة تل أبيب في مواجهة القوة طهران

إسرائيل، التي لطالما أمنت نفسها بحماية القوى العظمى في العالم، ستجد نفسها في موقف صعب جدًا إذا ما اندلعت حرب حقيقية مع إيران. فإيران ليست فقط جاهزة للرد العسكري، بل إن لديها من الأوراق السياسية والاستراتيجية ما يجعلها قادرة على استنزاف القوى المعتدية. وإذا كان ترامب يظن أن إسرائيل ستكون هي الحليف الوحيد في هذه الحرب، فإنه قد يكتشف قريبًا أن الحلفاء الآخرين لن يكونوا في صفه. حتى الدول العربية التي كانت في الماضي قد تكون صامتة في مواجهة التهديدات الإيرانية، قد تجد نفسها مجبرة على اتخاذ موقف أكثر توازنًا أو حتى دعم إيران، خاصة إذا كانت النتائج ستكون حربًا شاملة لا يمكن السيطرة عليها.

مغامرة تؤدي إلى الهاوية

إن ترامب ونتنياهو، رغم كل ما يملكانه من قوة ونفوذ، لا يدركان أنهما يخوضان مغامرة سياسية وعسكرية خطيرة ستؤدي إلى نتائج كارثية.
فإيران، بما تملكه من قوة عسكرية وإرادة شعبية قوية، ستصمد في مواجهة أي عدوان وتخرج منتصرة، حتى وإن كانت التكلفة عالية. أما ترامب ونتنياهو، فسيجدان أنفسهما في النهاية أمام خيبة أمل كبيرة بعد أن يفشلا في تحطيم إيران، وسيدركان في النهاية أن هذه المغامرة كانت ضربة قاصمة لهما ولنفوذهما في المنطقة.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل