رمضان شهر القرآن

الثلاثاء 18 آذار , 2025 04:10 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات- إسلاميات

قال تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان}

شهر رمضان شهر القرآن الكريم حيث يندفع المسلم بشوق وحب لقراءته في هذا الشهر الكريم حيث يشعر أن روحه متعطشة لذلك

ومن المعلوم  أن ثمة ارتباطاً وثيقاً بين شهر رمضان والقرآن الكريم  فرمضان هو الشهر الذي فضله الله عز وجل على سائر الشهور، واختصه بنزول أعظم المعجزات فيه، ألا وهي القرآن العظيم فشهر رمضان له خصوصية بالقرآن، كما وضحت ذلك الآية آنفًا لذلك كان سلفنا الصالح يكثرون من الختمات القرآنية في هذا الشهر الكريم فقد ورد عن الإمام أبي حنيفة والإمام الشافعي رضي الله عنهم أنهم كانوا يختمون في رمضان ستون ختمة

وكان الزهري رحمه الله يقول إذا دخل رمضان: إنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام

وكان الإمام البخاري رضي الله عنه إذا دخل رمضان يختم بالنهار في كل يوم ختمة ويكون ختمته عند الإفطار كل ليلة، ويقول: عند كل ختمة دعوة مستجابة  

وقد اجتمعت في هذا الشهر الكريم أمهات العبادات؛ كالصلاة والصدقة والزكاة والصيام وغيرهم وإن من أخص العبادات بشهر رمضان ما يتعلق بالقرآن العظيم؛ تلاوةً، وتدبراً، وفهمًا، وتطبيقًا كيف لا! وهو شهر القرآن الذي ابتدأ تنزله فيه، وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلّم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، فيدارسه القرآن، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن))

فشهر رمضان موسم عظيم لتصحيح العلاقة مع القرآن؛ فرمضان شهر الخيرات يُضاعف سبحانه فيه الحسنات، ويبارك فيه في الأوقات والأعمال، وتُصفَّد فيه الشياطين، وتُفتح فيه أبواب الجنان، وتُغلَّق فيه أبواب النيران، وفي الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: ((الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشهوات بالنهار، فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل، فشفعني فيه))، قال: (( فيشفعان)) وهذه الشفاعة ينالها من يتلوه حق تلاوته  وذلك بمتابعة أحكامه من إحلال حلاله وتحريم حرامه والقيام بواجبته في الليل والنهار والتخلق بآدابه  

وإذا تأمل المرء في سر العلاقة بين رمضان والقرآن، تبيَّن له أن الصيام يهذب النفس البشرية، ويوصلها إلى مرتبة التقوى فتتهيأ لاستقبال القرآن؛ ففي أيام الصيام تكون النفس هادئة ساكنة بسبب ترك فضول الطعام، وذلك أن من أعظم ما يعين على تدبر القرآن وفهمه التقلل من الفضول؛ فضولِ الطعام والشراب، والنكاح، والنظر، والسماع، والكلام، وفضول النوم، فكلما زالت حواجز الفضول تهاوت الحجب بين القلب والقرآن؛ ولذلك كان شهر رمضان الذي تقلُّ فيه أنواع الفضول كافة، هو شهر القرآن.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل