الثبات- إسلاميات
إن أعظم الفرائض التي فرضها الله تعالى على عباده الصلاة، فقد جاء ذكرها في القرآن الكريم فيما يزيد على مائة موضع ما بين أمر بها، وثناء على مقيميها، والتعنيف لتاركيها، وهذا يدل على عظم أهميتها وقوة منزلتها في دين الله تعالى وشدة اعتبارها عند الله تعالى، ومن ذلك قوله تعالى:{وأن أقيموا الصلاة واتقوه وهو الذي إليه تحشرون} أي: فيسألكم عن ذلك
قال تعالى: {منبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين} وقال تعالى في الثناء على مقيمي الصلاة:{والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين}
ولما ذكر سبحانه وتعالى أعمال البر التي تؤهل صاحبها للخلود في الفردوس بفضله افتتح تلك الأعمال بالصلاة وختمها بالصلاة قال تعالى:{قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون} ثم وصفهم بالأعمال الطاهرة المرضية إلى قوله تعالى:{والذين هم على صلواتهم يحافظون أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون}
فتقديم ذكر الصلاة هنا يدل على أنها خير الطاعات، وأحسن القربات كما أن تركها أقبح القبائح وأشر المخالفات قال تعالى:{فخلف من بعدهم خَلْف أضاعوا الصلاة واتبَّعوا الشهوات فسوف يلقون غيّا} فترك الصلاة دليل على اتباع الشهوات
ولما كان أمر الصلاة أهم الأوامر الإلهية أمر سبحانه عباده بالأمر بها قال تعالى:{وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقًا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى} فقد أمر سبحانه عباده بأمر الأهل بالصلاة، وأن يصطبرالمصلي على صلاته، بأن يؤديها في وقتها ولا يعجل فيها بأن يسرع في ركوعه وسجوده، وجلساته، زعمًا منه أنه يوفِّر الوقت على نفسه لأجل كسب المعيشة، والسعي في تحصيل النفقة فقال سبحانه:{لا نسألك رزقًا} أي: لا نسألك أن ترزق نفسك حتى توفر من وقت الصلاة لكسبك، بل {نحن نرزقك} أي: نحن تكفلنا برزقك ورزقُك علينا، فعليك أن تؤدي إلينا خدمتنا كما تنبغي، ونحن نوصل إليك قسمتنا كما تبتغي
عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبيﷺ قال: ((مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين، وفرقوا بينهم بالمضاجع))
وعن ابن عمر أن أباه عمر بن الخطاب رضي الله عنهما كان يصلي من الليل ما شاء حتى إذا كان من آخر الليل أيقظ أهله للصلاة يقول: الصلاةَ الصلاةَ ثم يتلو هذه الآية:{وأمر أهلك بالصلاة} إلى تمامها
وقال تعالى:{يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا...} الآية والمراد بالأهل هنا: الزوجات والأولاد، ذكورًا أو إناثًا فيجب على المؤمن أن يقي نفسه وأهله من النار، وذلك بأن يمتثل أمر الله تعالى ويأمر أهله بذلك، ويحملهم على ذلك، وينتهي عن المخالفات وينهاهم عنها وأهم الأوامر الإلهية: الصلاة، وقد استدل العلماء بهذه الآية على أنه يجب على الرجل تعلم ما يجب عليه وتعليم أهله ما يجب عليهم.