الإسلام والإيمان والإحسان

السبت 16 تشرين الثاني , 2024 12:40 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات- إسلاميات

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: بينما نحن جلوس عند رسول اللهﷺ ذات يوم ، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يُرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبيﷺ فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: (يا محمد أخبرني عن الإسلام) فقالﷺ له :((الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلًا)) قال: (صدقتفعجبنا له يسأله ويصدقه، قال : (أخبرني عن الإيمان) قالﷺ:(( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره))، قال: (صدقت)، قال: (فأخبرني عن الإحسان)، قال ﷺ:(( أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)) قال: (فأخبرني عن الساعة)، قال:((ما المسؤول عنها بأعلم من السائل))، قال:(فأخبرني عن أماراتها)، قال:((أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء، يتطاولون في البنيان)) ثم انطلق فلبث مليا، ثم قالﷺ:((يا عمر، أتدري من السائل؟)) قلت: (الله ورسوله أعلم) قالﷺ:((فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم))  رواه الإمام مسلم

هذا حديث نبوي متواتر ورد عن ثمانية من الصحابة الكرام رضي الله عنهم، وهوعظيم في أبوابه اشتمل على الأعمال التعبدية الظاهرة والباطنة، وجميع علوم الشريعة متشعبة منه وداخلة تحت ظلاله، وفيه فوائد عظيمة منها:

1-أن على المسلم تحسين ثيابه وهيئته ولا سيما عند حضور مجالس العلم والعلماء، والتطيب والتأدب في مجالسهم، فإن جبريل عليه السلام هكذا كان حاله ومقاله عندما آتى ليسأل، وهذا تعليم للأمة للاهتمام بذلك

2- الإسلام؟: لغة: الانقياد والاستسلام لله تعالى

وشرعًا: أن الإسلام قائم على أسس خمسة، وهي الشهادتين بالله وبرسولهﷺ فلا يصح الإيمان بواحدة دون الأخرى، وإقام الصلاة في أوقاتها كاملة الشروط والأركان والسنن والآداب، وكذا أداء الزكاة والصيام والحج مرة في العمر على من قدر عليه وتوفر له مؤونة السفر ونفقة العيال

3-الإيمان؟: لغة: التصديق

شرعا: التصديق الجازم بوجود الله الخالق وأنه واحد لاشريك له سبحانه وتعالى وأن الله خلق ملائكة من نور، لا يأكلون ولا يتصفون بذكورة ولا أنوثة ولا يتناسلون ولا يعصون الله ما أمرهم، والتصديق بجميع الكتب السماوية المنزلة من عند الله تعالى قبل أن تنالها أيادي المحرفين والمبدلين، والإيمان بجميع رسل الله إلى خلقه من سيدنا آدمﷺ إلى خاتمهم سيدنا محمدﷺ، والاعتقاد أنهم معصومون، والتصديق بيوم القيامة، والبعث من القبور، ومحاسبة الناس على أعمالهم وما يترتب على ذلك من جزاء، إن خيرًا فخير وإن شرًا فشر، والاعتقاد بأن كل مايجري في هذا الكون هو بتقدير الله تعالى وإرادته وحكمته، فهذه هي أركان الإيمان مجملة من اعتقد بها فاز ونجا ومن جحدها ضل وخاب قال تعالى:{يا أيها الذين ءامَنوا ءامِنوا بالله ورسوله والكتب الذي نزَّل على رسوله والكتب الذي أنزل من قبل، ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضلَّ ضلالًا بعيدًا}

4-الإحسان؟: هو الإخلاص والإتقان، أي: أن تخلص في أعمالك التعبدية لله تعالى فتراقب قلبك من أن يدخله الأمراض كالرياء والحسد والعجب والكبر، وأن تتقن تلك الأعمال كأنك ترى الله وقت عبادته، فإن لم تقدر على ذلك المقام فتذكر أن الله يشاهدك ويراك

5-أخبرني عن الساعة؟: أي: متى وقت قيام القيامة، هو توقيت لم يطلع الله عليه أحدًا من خلقه، واختصه الله بعلمه، لذلك أجابهﷺ: ((ما المسؤول عنها بأعلم من السائل))

6-علامات الساعة: صحيح أن النبيﷺ لم يخبره بوقت الساعة لكن أخبره عن علامة إذا وقعت دلت على قرب وقتها كفساد الزمن، وقلة الأخلاق، وانتشار الرذيلة، وعقوق الأولاد لأهلهم وكأن الوالدين عبيد عند ابنهم، وانعكاس الأمور فيصبح أسافل الناس ملوكهم، وإسناد الأمور لغير أهلها، ويكثر المال في أيدي البدو، ويكثر البذخ والسرف، ويتباهى الناس بعلو البنيان، وكثرة المتاع والأثاث وغيرهم من العلامات التي نعيشها في زماننا

 7-العلم النافع: يرشد الحديث أن على المسلم الاهتمام والسؤال عما ينفعه في دنياه وآخرته، ويعم نفعه للسامعين، وأن يترك السؤال عما لا فائدة فيه، وأن العالم التقي الورع المتأسي برسول اللهﷺ إذا سئل عن شيء لا يعلمه وجب عليه أن يقول: لا أعلم.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل