"حدث امني كبير مُرتقب"..  مطار بن غوريون مقابل مطار بيروت! ــ ماجدة الحاج

الإثنين 24 حزيران , 2024 07:22 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
تستمرّ حملة التهويل المبرمجة المعادية ضدّ لبنان، تزامنا مع ارتفاع حدّة التصعيد بين "اسرائيل" وحزب الله، وسط رسائل اميركية-اوروبية "مشبوهة" لا زالت تصل الى بيروت، تحذّر من عزم "اسرائيل" شنّ حرب مدمّرة على لبنان. "وقد يبدأ شيء ما دون سابق انذار"- وفق ما نقلت شبكة "سي ان ان" عن مسؤول اميركي وصفته ب"الرفيع"، فيما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية بالتزامن، عن نيتران نورييل-الرئيس السابق للمكتب "الاسرائيلي" لمكافحة الإرهاب، توقّعه "عمليّة اسرائيلية في لبنان في غضون اسابيع قليلة وستستمرّ اشهرا- بحسب تعبيره، مضيفا "انها ستترافق مع غارات جوّية مكثّفة على الاراضي اللبنانية"!


وليتمّ ادخال مطار بيروت مرّة اخرى الى حلقة التهديد بالإستهداف، تكفّلت به هذه المرّة صحيفة "التلغراف" البريطانية المعروفة الهوى والأخبار الملتبسة التي تصبّ في الغالب بمصلحة "اسرائيل"، زاعمة انّ حزب الله يخزّن صواريخ واسلحة في المطار المذكور، في واقعة اعادت بالذاكرة الى الاتهام نفسه الذي وجهه بنيامين نتنياهو-رئيس الوزراء "الاسرائيلي" الى الحزب عام 2018 من على منبر الامم المتحدة!


لكنّ الصحيفة التي استندت في مقالها "مجهول الكاتب" الى ما اسمته "مصدر في الإتحاد الدولي للنّقل الجوّي (اياتا)، سرعان ما ووجهت بنفي الإتحاد نفسه، والذي اصدر بيانا ذكر فيه "انّ الإقتباس عن مصدر في الإتحاد عار عن الصحة"، وألزم الصحيفة بحذف الخبر الملفّق. وليتبيّن بشكل واضح انّ خبر الصحيفة البريطانية يندرج ضمن حملة التهويل المعادية والحرب النفسيّة، خصوصا انّ "توقيت" نشره حُدّد بعد ساعات فقط على نشر الفيديو –المُلحق لطائرة "الهدهد" التابعة لحزب الله، والتي ابرزت تصويرها الدّقيق لمنشآت حيوية وعسكرية استراتيجية في الكيان مع احداثيّاتها- لا تعلم بها سوى المنظومة الأمنية "الاسرائيلية"- وفق إقرار وسائل إعلام عبريّة.


الا انّ تسريبات صحفية خرقت جدار المشهد السّاخن منذ اسبوعين بعيدا عن حملة التهويل ، وتتعلق ب "إنجاز ترتيبات" بين "اسرائيل" وقبرص، تُجيز للمقاتلات "الاسرائيلية" الهبوط والإقلاع من قبرص في حال قرّرت "اسرائيل" شنّ هجوم على لبنان.. التسريبات التي لم يُعلّق على جدّيتها من عدمها، الا انّها قد تكون اقرب الى الجدّية وتلقّفتها قيادة المقاومة في لبنان، ولربما كانت الدافع وراء تمرير الأمين العام للحزب السيدّ حسن نصرالله، تحذيره لقبرص في خطابه الأخير من مغبّة ان تكون منصّة لهجوم "اسرائيلي" على لبنان..


ورغم نفي المسؤولين القبارصة ايّ نيّة بالسماح ان تكون قبرص منصّة للهجوم على لبنان، الا انّ المناورات المشتركة مع الجيش "الاسرائيلي" في قبرص لا يمكن اغفالها، سيّما تلك التي جرت منذ عامين بين الجانبَين وحاكت عمليّة برّية "اسرائيلية" في لبنان، والتي اعتُبرت الأكبر خارج حدود الكيان "الاسرائيلي"، حيث شاركت فيها اكثر من 50 سفينة حربية وقوّات إنزال ومروحيات والاف المقاتلات!


ارادها السيّد نصرالله رسالة تحذير تتجاوز قبرص الى"من يعنيهم الأمر"،خصوصا بعدما ادخل "البحر" ساحة جديدة في وجه "اسرائيل" اذا شنّت حربا على لبنان. فرسالة تهديد حقل "كاريش" ومنصّات النّفط والغاز وصلت-ليس فقط الى تل ابيب بل ايضا الى أروقة الدول الاوروبية التي تعتمد على خطّ إمداد الطّاقة القادم من المتوسط، كما الى بعض الأنظمة العربية، سيّما بعد اللقاء الذي حصل بعيدا عن الأضواء في البحرين، وجمع رئيس اركان الجيش "الإسرائيلي" هرتسي هاليفي بقادة جيوش خمس دول عربية هي السعودية، البحرين، مصر، الإمارات والأردن تحت رعاية قائد القيادة المركزيّة الأميركية الجنرال اريك كوريلا، وركّز على "تعزيز التعاون في مجال الدفاع الجوي والصاروخي"!


فما علاقة هذا الاجتماع السرّي بالتّصعيد الحاد في المنطقة، خصوصا بين "اسرائيل" وحزب الله، واحتمال توسّعه الى حرب شاملة؟.. مرّرت القناة 12 العبريّة امس، خبرا مفاده "انّ تل ابيب ابلغت واشنطن انها قد تستخدم قنابل واسلحة غير مسبوقة لم تستخدمها سابقا، في حال نشوب حرب شاملة مع حزب الله في لبنان"!.. وثمّة من يسأل" ماذا لو اندفعت "اسرائيل" برؤوس قادتها الحامية نحو المغامرة بشنّ هجوم على لبنان؟


هو احتمال لا يُسقطه حزبُ الله من حساباته، وعبّر عنه السيّد نصرالله اكثر من مرّة.. ولذلك مرّر الحزب تحذيرات غير مسبوقة الى "من يعنيهم الأمر"، عبر كشف المراكز العسكرية والحيوية الإستراتيجية في الكيان ونشر الصور الجوية التي التقطتها طائرة "الهدهد" التي جالت بكلّ اريحيّة فوق كل الأهداف التي تمّ تصويرها بشكل دقيق ومفصّل مع كل الإحداثيّات..وتضمّنت ايضا كشف مجمّع "هكريا" الذي يضمّ مقارّ وزارة الحرب وهيئة الأركان، وقيادات الاركان العسكرية العليا، والاهداف الاستراتيجية في حيفا، بما فيها المرفأ ومصافي النفط، وايضا مطار بن غوريون وقاعدة اقمار صناعية عسكرية.. علّقت عليها وسائل اعلام عبرية بالقول" إنّ كلّ المراكز والقواعد والمنشآت العسكرية والحيوية الاستراتيجية في اسرائيل مع إحداثيّاتها، بحوزة حزب الله"!


اما وانّ الولايات المتحدة تدرك جيدا انّ الحرب مع حزب الله ليست نزهة، ودونها مخاطر جمّة وخطيرة على "اسرائيل" نفسها، تجمع تقارير اميركية وغربية على استبعاد تورّط "اسرائيل" بحرب شاملة مع الحزب، رغم كل التهويل والتهديدات عالية السقف تجاه لبنان.. الا اذا حصل اي سوء تقدير وقفز نتنياهو الى الأمام لحساباته الشخصيّة..


ثمّة من صوّب على مهلة 5 اسابيع لاتخاذ قرار التصعيد من قِبَل الأخير، بناء على اعتبار انّ دورة الكنيست الحالية تنتهي في 27 تموز القادم ليدخل بعدها في عطلة لشهرَين في فصل الصيف، مما سيعطي نتنياهو حريّة التحرّك واتخاذ قرار الحرب!


لكن ما يُستشفّ من كلام نتنياهو الذي ركّز فيه على حاجته للسلاح من الولايات المتحدة لهدف "الإنتهاء من غزّة والإعلان عن انتهاء العمليات العسكرية فيها، ولردع حزب الله عن قصف اسرائيل"-كما قال، انّ نتنياهو ابلغ الولايات المتحدة عدم نيّته شنّ حرب شاملة على لبنان، بل "توجيه ضربة قويّة وسريعة في ارض العدوّ تصل الى العمق"، على ان تبادر الولايات المتحدة ودول غربية مؤثّرة في لبنان سريعا الى بدء ضغوط قصوى على الدولة اللبنانية للجم الحزب عن الرّد وتنتهي الأمور عند هذا الحدّ !.. لكن، لحزب الله، رأيٌ آخر!


بحسب مصدر صحافي لبناني مطّلع، فإنّ رسالة ناريّة وصلت الى احد الملحقين العسكريين الغربيين في بيروت، ومفادها" ايّ عملية عسكرية "اسرائيلية" ضدّ لبنان ولو كانت محدودة، سيعتبرها الحزب اعلان حرب وسيتمّ التعامل على هذا الأساس، وايّ استهداف لمطار بيروت سيُرَدّ عليه في اللحظة نفسها على مطار بن غوريون، " وجُهّزت الصواريخ الملائمة لهذا الهدف".. لكنّ اللافت فيما كشفه المصدر، يتعلّق بمفاجأة مدوّية جهّزتها كتائب "القسّام"، "قد تعبر على متن حدث امني كبير مرتقب، في القادم من الأيام.
 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل