هل كان اغتيالاً؟ ــ د. نسيب حطيط

الإثنين 20 أيار , 2024 09:55 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
يوم 18 نيسان 2024 نشرت وسائل الاعلام خبر رش "الماء" على منصة الاستعراض الرئيسية اثناء استعراض عسكري في مدينه مشهد (مدينة الرئيس السيد رئيسي) وقيل انه كان خطأ تقنياً.
يوم 19 ايار 2024، اي بعد شهر، تم الاعلان عن فقدان مروحية الرئيس الايراني السيد رئيسي ومعاونيه من وزراء ومسؤولين، ثم الاعلان عن استشهادهم جميعا بسبب سوء الاحوال الجوية والمطر الشديد (الماء)، وبعد افتتاح سد للمياه بالشراكة مع أذربيجان؛ الشريك الاستراتيجي للعدو "الإسرائيلي"!
قد يكون الحادث نتيجة ظروف طبيعية او تقنية، لكن في الظروف التي تعيشها المنطقة بمواجهة عسكرية مستمرة منذ ثمانية اشهر، تحتل فيها ايران الموقع الرئيس في قيادة محور المقاومة، لمواجهة التحالف المقاوم للمشروع الاميركي، وبعد الضربة الإيرانية الأولى والمباشرة منذ قيام الثورة الإسلامية باتجاه "اسرائيل"، فإن سوء الظن والاتهام للتحالف الاميركي - "الاسرائيلي" سيكون متقدما على الظروف الطبيعية او التقنية، خصوصاً أن امريكا اعتمدت في معاركها وحروبها اما على الغزو المباشر او الانقلابات العسكرية الداخلية او الاغتيالات للرؤساء والقيادات المعارضة للمشروع الأميركي.
ضمن السياق التاريخي للصراع الإيراني - الاميركي والاغتيالات التي تعرّضت لها الثورة الإسلامية؛ من اغتيال رؤساء الجمهورية و الوزراء والعلماء من الشهيد الرئيس رجائي ورئيس الوزراء باهنر والقيادة السياسية للحزب الجمهوري الاسلامي، بقياده اية الله بهشتي وبقية القادة الثوريين وغزوة "طبس" الأميركية واحداث السفارة الأمريكية والحرب العراقية - الإيرانية واغتيال سليماني فان المعركة بين اميركا وايران لم تهدا ولن تهدا الا بعودة ايران الى الحضن الامريكي او اليأس الاميركي من هزيمة ايران مع عدم اهمال الدور "الاسرائيلي" في المواجهة ،خاصة وان ايران تمثّل المقاوم الرئيس منذ 40 عاما للمشروع الامريكي  والمقاوم الاول لهذا المشروع بعد سقوط الاتحاد السوفيتي والكتلة الاشتراكية.
لا شك ان هذه الضربة، سواء كانت من عوامل الطبيعة او العدوان، تمثل خسارة للثورة الإسلامية، كون السيد رئيسي شخصية وازنة داخل إيران، ومن المرشحين الرئيسيين لخلافة المرشد الاعلى السيد الخامنئي، وفي لحظة مفصلية وحساسة في الحرب الدائرة بين المشروعين الاميركي والمقاوم، وبالتالي فهي خسارة ثلاثية الابعاد؛ ايرانيا واقليميا، وعلى المستوى الديني؛ على مستوى ولاية الفقيه.
صحيح ان إيران اعتادت على الضربات القاسية واستطاعت ان تستوعب اغتيال قادتها على مدى 40 عاما، وأنها قادرة على سد الفراغ والتعويض عن هذه الخسارة، فهي ثوره ولاّدة، لكن لا شك ان هذه الضربة ستشغل القيادة الإيرانية من اجل ترتيب الوضع الداخلي في الشهرين المقبلين بما يمثلان من وقت حساس ومأزوم، حيث لا يزال التهديد "الإسرائيلي" باقتحام رفع لإنهاء الحرب على غزة وفق الشروط "الإسرائيلية" بالإضافة بانهما شهري التفاوض.
فهل ارتكب الاعداء هذه الجريمة لإبعاد إيران واشغالها في الوضع الداخلي لتحييدها عن الميدان او التفاوض؟
هل هذا الحادث هو اغتيال ذكي بوسائط ناعمة من الضباب والماء؟
هل كان المطر المفاجئ وسوء الرؤيا السبب في النهاية المشؤومة للطائرة؟
هل سيؤثر هذا الاغتيال على دور إيران في المنطقة؟
هل سترد إيران إذا ثبت ان الحادث كان اغتيالا "إسرائيلياً" - اميركيا؟
اثبتت إيران انها قادرة على العمل بالتوازي بين الداخل والخارج وأنها تستطيع استيعاب هذه الخسارة وكذلك محور المقاومة وبالتالي ستبقى حادثة الاغتيال او الخسارة حادثة "محصورة ومحدودة التداعيات"، ولن تغيّر المشهد المقاوم سواء على مستوى الاستراتيجيا او على المستوى المرحلي..
العزاء والتبريك للجمهورية الإسلامية، قياده شعبا مع الدعاء بالاستقرار والأمان.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل