العلاقة العضوية بين الحملة على اللاجئين.. والاحتلال الأميركي في سورية ــ يونس عودة

الجمعة 03 أيار , 2024 01:22 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
خفتت فجأة, وانطوت, الحملة العنصرية على السوريين الموجودين في لبنان, مما دفع الكثيرين, ولا سيما من العامة الذين انساقوا غرائزيا, وقاموا بأعمال عدوانية, للتساؤل عن أسباب "التعقلن الفجائي", والتبريرات غير المتسقة مع التعبئة المسبوقة, والتي واكبت زيارات أوروبية مختلفة, بحثت في ملف اللاجئين السوريين لناحية القلق الأوروبي من موجات ركوب مخاطر الهجرة غير الشرعية عبر البحر الأبيض المتوسط.
 تؤكد معلومات على درجة عالية من الثقة ان السبب في "التعقلن" ناجم عن امر أميركي, يشبه امر عمليات بالكف عن الحملة ليس حرصا على اللاجئين الذين تسبب بلجوئهم أصلا أولئك الذين أرادوا تدمير سورية, لأنها لم تنصع ل"تغيير السلوك" المطلوب اميركيا, بل للحاجة الى أولئك من ضمن الأوراق الابتزازية التي يحملها ممن يسمون "المجتمع الدولي" الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية, وهي التي أنشأت قواعد عسكرية على الأراضي السورية في اطار الوجود غير الطبيعي وغير القانوني وغير الشرعي بكل المقاييس, إنما - احتلال بالقوة - يستحيل تشريعه وفق أي قانون موجود ينظم العلاقات الدولية, كما انه ومن خلال تشكيل ما يسمى التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن داعم علني للفصائل الإرهابية المنتجة اميركيا؛ تأسيسا, وتدريبا, وتمويلا, وإدارة سياسية وميدانية، وهذه أمور غير قابلة للتشكيك, وعلى الملأ, تجري الاعمال, وسرقة النفط السوري اميركيا, والعصابات المسلحة التابعة للاميركيين, برعاية وقيادة 900 عسكري أميركي وفق ارقام البنتاغون, بينما هناك من يقول إن العدد اكبر بكثير, ولاسيما ممن يسمون متعاقدين, او خبراء يحملون الصفة المدنية, وطبعا عناصر وضباط المخابرات لا يلحظون من ضمن العديد البشري.
هناك سبب عميق, وراء التعليمات الأميركية لإعادة الخطاب العنصري في لبنان ضد اللاجئين الى "المدجنة الأميركية " مع اقتراب اجتماع بروكسيل لبحث القضية، سيما ان لبنان تبلغ سابقا كلاما أوروبيا خطيرا على لسان فرنسي وقح فحواه ان عملية توطين السوريين آتية, وعلى اللبنانيين ان ينسوا ما تم ترسيمه من حدود – سايكس – بيكو بيننا, وبين البريطانيين, والكلام للمسؤول الفرنسي, وان هناك تقريرا بهذا الشأن موجود في وزارة الخارجية اللبنانية وفق الوزير هكتور حجار.
اما السبب الاعمق فان الولايات المتحدة لا تريد غبارا منثورا, في وقت تسوق إدارة الرئيس جو بايدن أولوياتها العسكرية في المنطقة, وتسريب احتمال ينطوي على انسحاب كامل للقوات الأمريكية من سوريا. ويزعم مقال في "فرين بوليسي "انها لم يتم اتخاذ قرار نهائي بالمغادرة، وان أربعة مصادر داخل وزارتي الدفاع والخارجية تقول, إن البيت الأبيض لم يعد مهتمًا بمواصلة المهمة التي يرى أنها غير ضرورية. وتجري الآن مناقشات داخلية نشطة لتحديد كيف ومتى يمكن أن يتم الانسحاب.
وليس هذه المناقشات، اذا صحت, ناتجة عن يقظة ضمير, جراء انتهاك سيادة سوريا واراضيها, وليس للتماهي مع قواعد القانون الدولي في الامتناع عن السيطرة على الثروات ونهبها من جانب المحتل, وانما لسببن اخرين:
الأول: ما يجري في المنطقة منذ عملية طوفان الأقصى, والوضع الكارثي الذي يعيشه الاميركيون على المستوى السياسي والأخلاقي, مع لحظ مع يجري في البيت الداخلي, أي في الجامعات في معظم الولايات
الثاني: هروب العديد من القيادات الذين انشأتهم المخابرات الأميركية في شرق سوريا, سواء من الاكراد او من العرب, بعدما جمعوا ثروات طائلة, كالذين سبقوهم من رواد الفنادق الفاخرة, الذين شكلوا اطرا, وسموا أنفسهم قيادات في المؤتمرات المنظمة في العواصم الغربية, وقد تبخروا,  ما انعكس على التشكيلات المسلحة التي تعيش حالة من القلق الى حد الضياع، مع البحث عن حياة من نوع اخر.
في ظل هذه التطورات, اعادت الولايات المتحدة إطلاق ارهابيي "داعش", ولا سيما من معسكر التنف، حيث يجري التجنيد والتدريب, ليس فقط للعمل الإرهابي داخل سوريا, وانما باتجاهات مختلفة من العالم, وكذلك وهو امر بالغ الخطورة دأب القوات الأميركية على استخدام التقنيات المتوافرة هناك في تنسيق الاعتداءات "الإسرائيلية", ولا سيما القصف الجوي على المواقع السورية والإيرانية الموجودة في سورية, وكذلك استهداف فصائل المقاومة, وفي مقدمتها حزب الله في سورية.
وفي هذا السياق, لا يقل مخيم الركبان خطرا واضرارا عن التنف, ويمتاز بخصوصية ثانية تقوم على زرع الفتن وانطلاق مجموعات إرهابية من العرب والاكراد على حد سواء.
وفي السياق, تم الإعلان عن ما يسمى "وحدة المهام الخاصة" وحددت مسرح عملياتها العاصمة دمشق وريفيها الشرقي والغربي, لاستهداف كل القوى التي تواجه "إسرائيل" والاحتلال الأميركي, وكذلك ما يسمى "كتيبة الظل" في الجنوب السوري وحددت ارهابها باستهداف الذين كانوا في المعارضة, واكتشفوا زيف شعاراها, واستخدامهم حطبا في المشروع الأميركي المدمر  
يخلص مقال "فورين بوليسي" الى الاستنتاج التالي:  
"في المرة الأخيرة التي صعد فيها تنظيم الدولة الإسلامية - داعش - في سوريا، في عام 2014، أحدث تحولا في الأمن الدولي بطرق سلبية للغاية. وإذا أدى انسحاب الولايات المتحدة إلى التعجيل بالعودة إلى فوضى تنظيم الدولة الإسلامية، فسوف نصبح مجرد مراقبين، غير قادرين على العودة إلى المنطقة التي سنضعها بشكل مباشر تحت سيطرة نظام منبوذ وحلفائه الروس والإيرانيين".


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل