مقالات مختارة
سؤال نسمعه في الإعلام وعلى ألسنة بعض السياسيين اللبنانيين باستمرار، وقد يبدو منطقياً للوهلة الأولى، لأنّ أيّ دولة ذات سيادة هي من تملك مثل هذا القرار الاستراتيجي انطلاقاً من نص القانون واعتماداً على ما تمتلكه من مقدرات عسكرية .
وهنا نسأل هؤلاء، ونتساءل نحن معهم: فعلاً لماذا لا تمتلك دولتنا اللبنانية مثل هذا القرار للدفاع عن سيادتها ولحماية شعبها والذوْد عن أراضيها؟
انّ نظرة موضوعية للأمور تجعلنا نسجل النقاط الآتية:
1 – هل قامت عندنا دولة حقيقية بمؤسساتها التي عادة ما يجب أن تكون في خدمة شعبها تؤمن الحقوق الأساسية لمواطنيها، فتجعلهم لا يحتاجون إلى غيرها للحصول على احتياجاتهم، فلا يلجأون إلى أطراف خارجية لانتخاب رئيس للجمهورية او تعيين رئيس للوزراء او لتعيين موظفين كبار في الدولة أو الى زعمائهم للتوسط لديهم سواء للحصول على وظيفة أو لإدخال مرضاهم إلى مستشفى أو للحصول على إذن بمزاولة مهنة معينة أو حتى توسط زعيم لمن يملك المال ويريد توظيفه في إنشاء مؤسسة صناعية أو حفر بئر لاستخراج المياه الجوفية، أو التوسط لدى قاض لتغيير نظرته في ملف قضائي، إلخ…؟
2 – هل استطاعت “الدولة” تأمين قوانين عادلة في الانتخابات، وهل أجرت يوماً انتخابات نزيهة لا يكون فيها دفع المال بلا سقف، وبلا رشوة للمواطنين لشراء أصواتهم؟
3 – هل أقدمت الدولة على سدّ حاجات المواطنين من خلال تأمين المستلزمات الأساسية كالكهرباء والمياه والطرقات الآمنة والحماية البيئية، أو برامج تأمين اجتماعية، أو ما يكفي من مستشفيات حكومية، ومدارس وفروع جامعية مجهّزة بكلّ ما يلزم من مقتضيات إجراء الأبحاث العلمية، أو التمويل أو الدعم لإنشاء مشاريع زراعية اوصناعية، أو سياحية أو غير ذلك؟
4 – هل امتلكت الدولة القدرة والوسيلة لتطبيق القانون بشكل عادل ومتساو على جميع مواطنيها؟
5 – هل استطاعت الدولة حماية مواطنيها ضدّ أيّ عدوان خارجي، وخاصة الاعتداءات الإسرائيلية، وهل استطاعت يوماً أن تردع اعتداءات العدو الصهيوني وتمنعه من احتلال أراض لبنانية وارتكاب المجازر بحق الشعب اللبناني؟
6 – ثم هل استطاعت الدولة يوماً أن تمتلك قرار تسليح الجيش اللبناني بأسلحة رادعة لكي تجبر العدو الصهيوني على احترام سيادة الدولة اللبنانية على أراضيها؟ وكلنا يرى يومياً خروقات العدو الصهيوني للسيادة اللبنانية براً وبحراً وجواً، والدولة غائبة عن حماية سيادتها، وكأنّ الأمر أصبح عادياً لا يحتاج إلى اكثر من مجرد بيان احتجاج أو تقديم شكوى إلى مجلس الأمن من وقت لآخر رفعاً للعتب؟
7 – وهنا نأتي إلى السؤال الجوهري والحقيقي الذي يجب أن يُسأل:
ما هي مساهمات من يطرح السؤال حول قرار الحرب والسلم، أحياناً بسذاجة وأحياناً أخرى بخبث، في تأمين مستلزمات الدفاع الوطني، وكلّ الزعماء السياسيين شاركوا في معظم الحكومات التي تولت مسؤوليات الحكم، ولم نر أحداً من هؤلاء المسؤولين عن قرار الحرب والسلم قدّم مشروعاً للحصول على ميزانية مالية لدعم الجيش، ليس من أجل الرواتب وبعض الأمور اللوجستية، بل لشراء أسلحة رادعة كالطائرات الحربية الحديثة والصواريخ والمدافع الثقيلة وأجهزة الاتصالات والرادارات والدبابات وغيرها مما يعرفه العسكريون من تكنولوجيا الحروب الحديثة.
8 – ونأتي الى السؤال المتمّم للسؤال السابق:
من منع هؤلاء السياسيين الذي يدعون أنفسهم بالسياديين ويملكون “صداقات” مع الدول الغربية ويتفاخرون بها من السعي لديها لتأمين كلّ ما يلزم للدفاع الوطني؟ فلو كانت هذه الدول صديقة لهم فعلاً لكانوا تجرّأوا وطالبوا واستحصلوا منها على ما يلزم الجيش اللبناني من تلك الأسلحة التي ذكرناها. لكنهم ليسوا بحلفاء وليس بأصدقاء بل هم مجرد أذرع داخلية لهذه الدول الغربية وأدوات تستخدمهم كيفما شاءت، فينطقون بلسانها وهم يعلمون أنّ هذه الدول تدعم العدو “الإسرائبلي” ولا تدعم لبنان، بل وتمنع عليه التزوّد بما يحتاجه للدفاع عن نفسه من الدول الأخرى.
9 – عندما تكون دولتنا اللبنانية بهذا العجز، ويكون بعض سياسيينا بهذه العقلية التي فيها الكثير من التبعية والدونية وعندهم كلّ هذا الفساد، وعندما لا تستطيع الدولة ببنيتها العسكرية ونظامها السياسي العقيم ان تمنع احتلالاً أو أن تحرّر أرضاً محتلة، فماذا على اللبنانيين الشرفاء الأحرار الذين ذاقوا مرارة الاحتلال، وهم السياديون الحقيقيون أن يفعلوا؟ ولمن يكون قرار البدء بمقاومة العدو وصدّه وإبعاده إلى ما خلف الحدود لاسترداد أرضهم وممتلكاتهم منه؟
هل يتركون أرضهم للغازي المحتلّ، وهم يرون انتهاكاته لحرياتهم وأعراضهم وهدمه بيوتهم وارتكاب المجازر بحق النساء والأطفال، أم يسعون الى امتلاك أسباب القوة بقدر ما يستطيعون، تحدوهم إرادة الحياة الحرة الكريمة، وفي قلوبهم الشجاعة والعزم فيقدمون التضحيات ولا يبخلون ببذل الدماء لرفع الضيم عنهم واسترداد حقوقهم في وطنهم والدفاع عنه؟
هكذا نشأت المقاومة التي أدركت كما أدرك كلّ اللبنانيين بأنّ الدولة عاجزة، والشكاوى إلى الأمم المتحدة لم تمنع اجتياح الصهاينة لأرضنا، ولم تستطع فرض تنفيذ قراراتها على العدو الصهيوني المحتلّ لأنه مدعوم من أميركا والدول الغربية التي تدعي زورا ونفاقا انها صديقة للبنان في حين أن لهاحليفا واحدا وصديقا وحيدا في غرب آسيا هو “إسرائيل” وحسب. أما (صداقاتها) وعلاقاتها مع كلّ أنظمة دول المنطقة العربية فهي علاقات استتباع واستغلال ونهب ثرواتها والسيطرة والعمل على تطويعها لمنع أيّ أحد من مجرد التفكير في تحرير فلسطين والقدس أو استعادة حقوق الشعب الفلسطيني وعودة اللاجئين الى أرضهم التاريخية فلسطين.
10 – عجزت الأحزاب والشخصيات التي تدّعي أنها تملك “صداقة” مع الدول الغربية من استقدام السلاح الرادع لمصلحة الجيش اللبناني طيلة سنوات مشاركتها في الحكم، ونقول “عجزت” حتى لا نقول إنها تواطأت مع هذه الدول على إبقاء الجيش اللبناني محروماً من التسليح المناسب، لأنها تؤمن فقط بالدبلوماسية، ومعروف أنّ الدبلوماسية غير المستندة الى القوة العسكرية والقوة الاقتصادية تبقى عقيمة، وقد أثبتت التجارب هذا العقم وقصر نظر من يقولون به. انّ قوة لبنان بقوته، وهذه القوة أثبتت المقاومة العسكرية للبنانيين جدواها لأنها حققت ما لم تستطع الدولة تحقيقه ولا قرارات الأمم المتحدة استطاعت تنفيذ قراراتها، فكان نتيجة جهود المقاومين وتضحياتهم تحرير الجنوب في العام 2000 والانتصار على الحرب العدوانية الإسرائيلية عام 2006 وتحرير الأسرى اللبنانيين من سجون العدو وتثبيت معادلة الردع، فلم يعد باستطاعة الصهاينة شنّ أيّ حرب على لبنان منذ ذلك الوقت، فنعم أبناء الجنوب بالهدوء والأمان
11 – نرى في المقابل أنّ القوى الوطنية التي انتهجت طريق المقاومة عرفت وخبرت خبث الغرب وعدوانيته ودعمه للعدو في تحقيق أطماعه باحتلال لبنان وعاصمته بيروت، وأدركت ان لا مناص لها سوى مدّ اليد إلى كلّ من يساعد لبنان على التحرر من الاحتلال، فلم تجد إلا سورية والجمهورية الإسلامية في إيران، ولم تجد دعماً أو تمويلاً لمقاومتها من أيّ عاصمة عربية أخرى. وهكذا نشأ التحالف الحقيقي بين قوى المقاومة وهاتين الدولتين اللتين تؤمنان بحق أنّ فلسطين يجب أن تعود لأهلها الحقيقيين، أيّ للشعب الفلسطيني، وأنّ القدس يجب أن تعود عربية إسلامية مطهّرة من رجس الصهاينة المحتلين. كما تؤمنان بأنّ “اسرائيل” كيان غاصب محتلّ لأرض ليست أرضه، وأنه كيان توسيعي يريد الهيمنة على كلّ المنطقة فلا بدّ من مجابهته وإزالة نظامه العنصري من الوجود.
ثم تطور هذا التحالف للقوى المقاومة ليشمل الشعبين اليمني والعراقي، فكانت هذه القوى هي الداعم القوي للشعب الفلسطيني الذي رأى تآمر الدول الغربية وبعض الدول العربية عليه، وكذا أدرك أنّ بعض قياداته لم تكن على المستوى المطلوب الذي يكفل تحرير أرضه من الصهاينة، وأنّ اتفاقيات “السلام” معه خديعة كبرى وخسارة لما تبقى له من فلسطين لأنّ إقامة المستعمرات على أرضه لم تتوقف بالرغم من اتفاق أوسلو الجائر. فمدّت قوى المقاومة الفلسطينية الشريفة يدها إلى الجمهورية الإسلامية في إيران لتتلقى منها الدعم السياسي والعسكري والتدريب اللازم فضلاً عن استحصالها على تكنولوجيا صناعة الأسلحة التي شكلت عصب مقاومتها للتغلب على العدو وطرده من فلسطين السليبة.
ومنذ السابع من تشرين الأول شاهد العالم كله إجرام العصابات الصهيونية ووحشيتها المنقطعة النظير وقتلها للأطفال والنساء والمدنيين وتدمير شمالي غزة بعد عملية “طوفان الأقصى” التي كانت تهدف لاسترداد الأسرى الفلسطينيبن وفكّ الحصار عن القطاع المحاصر، وأيقن الأحرار من هذه الأمة أنّ بقاء هذا النظام الصهيوني العنصري خطر على الجميع ولا يمكن التعايش معه، ويجب استئصاله.
12 – وهنا نعود للسؤال الأساس الذي سبق وطرحناه، لماذا لا تمتلك الدولة اللبنانية وحدها قرار الحرب والسلم؟
فنكمل الإجابة بالآتي: منذ نشوء الكيان الغاصب في فلسطين، كان قرار الحرب والسلم في يدي هذا الكيان الذي يتلقى الدعم المطلق من الولايات المتحدة والغرب عموماً. فهو الذي مكنته بريطانيا التي كانت قد انتدبت نفسها على فلسطين من امتلاك قرار الحرب، فتمكنت عصاباته المجرمة من الاعتداءات المتكررة على الشعب الفلسطيني وارتكاب أفظع المجازر بحقه لتهجيره من أرضه.
وهذا الكيان الغاصب هو الذي كان يشنّ الاعتداءات على الشعب اللبناني في الجنوب منذ احتلال فلسطين ويرتكب المجازر بحق أهله، ولم تكن هناك أيّ مقاومة لا فلسطينية ولا لبنانية قد نشأت بعد، والدولة عندنا غائبة وكأنّ الجنوب ليس جزءاً من لبنان .
ونضيف: انّ الدولة اللبنانية لم تمتلك يوماً قرار الحرب والسلم لأنّ هذا القرار كان دائماً بيد “إسرائيل” التي وحدها تمتلك القوة المطلقة في هذه المنطقة، وما زال هذا القرار بيدها وحدها ومعها الولايات المتحدة الأميركية. فـ “إسرائيل” هي التي كانت تعتدي على لبنان الذي لم يكن يوماً بادئاً بأيّ حرب، والمقاومة كانت وما زالت قوة دفاع عن لبنان في وجه العدوانية الصهيونية. علماً بأنّ هذا الكيان الغاصب لفلسطين هو في وجوده عدوان مستمرّ ليس فقط على فلسطين بل على كلّ أرض عربية امتدّت يد إجرامه اليه، ولبنان كان وما يزال هدفاً لاعتداءاته المستمرة، هذا فضلاً عن أنّ العدو الصهيوني ما زال محتلاً القرى السبع اللبنانية منذ ما قبل اتفاق الهدنة عام 1949 وما بعدها كذلك مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. وهذه القرى اللبنانية السبع المحتلة هي: تربيخا، وصلحا، والمالكية، والنبي يوشع، وقدَس، وهونين، وآبل القمح) يجب استعادتها إلى السيادة اللبنانية. فأيّ من هذه القرى ليس أقلّ شأناً من أيّ قرية لبنانية. فكما أننا لا نفرّط بالنبطية أو صور أو البترون أو جبيل أو بعلبك أو غيرها، علينا ألا نفرط بهذه القرى اللبنانية التي هجّر أهلها اللبنانيون منها ويجب أن تعود إليهم. وبالتالي فإنّ أيّ عمل تقوم به المقاومة في وجه العدو “الإسرائيلي” المحتلّ لأراض لبنانية هو مبرَّر لأنه ردّ منطقي ومشروع يندرج في إطار معركة الدفاع عن النفس والأرض والممتلكات وعن الحرية والكرامة الوطنية.
انّ ما تقوم به المقاومة اليوم على حدودنا الجنوبية هو دفاع استباقي مشروع عن لبنان في وجه عدو يصرّح كلّ يوم بأنه بعد فراغه من حربه المجنونة والمجرمة على غزة، سيقوم بغزو لبنان مجدّداً واحتلاله وضمّه إلى ما احتله من فلسطين، فهو يعتبر أنّ كلّ المنطقة حقّ تاريخي له وأنّ كيانه الغاصب يمتدّ من النيل إلى الفرات والى مكة والمدينة وحيث تستطيع قواته المسلحة أن تصل، وأنّ معتقداته التوراتية تقول له إنّ الأفق المنظور وغير المنظور هو ملك لك. فماذا على المقاومة بل على اللبنانيين قاطبة أن يفعلوا أمام جنون هذا العدو واطماعه في بلادنا؟
13 – إذن، نشأت المقاومة في لبنان عندما عجزت الدولة عن حماية لبنان وشعبه، وبعدما أهمل مسؤولوها واجبهم في الدفاع عن الوطن، وعندما رفضت السلطات المتعاقبة كلّ العروض التي قدّمتها كثير من الدول مثل روسيا وإيران لتزويد الجيش اللبناني بما يلزمه من سلاح وأعتدة، وانصاعت الدولة اللبنانية لإرادة أميركا وأبقت جيشنا الباسل بلا سلاح قوي يردع العدو، علماً انّ هذا الجيش لا تنقصه الإرادة ولا الكفاءة ولا الوطنية، لأنه هو من يعلم الجميع الوطنية ببطولاته وتضحياته وتفانيه، وله ترفع التحية والاحترام.
14 – استطاعت المقاومة اللبنانية بكلّ فصائلها، مدعومة من سورية وإيران، بالتصدي للعدو الإسرائيلي المحتلّ، وهزمته وأجبرته على الخروج مندحراً من لبنان. ولذلك فرض الحصار على إيران عقاباً لها على دعمها شعب فلسطين والشعب اللبناني وشعوب المنطقة، وشُنَّت حرب ضروس على سورية من خلال خلق أميركا لمنظمات إرهابية كداعش والنصرة لإضعاف هذا البلد العربي المقاوم.
15 – وهنا نسأل أتباع أميركا في لبنان: لماذا لم تكونوا إلى جانب المقاومة في الدفاع عن لبنان وتحرير أرضه من المحتلّ الصهيوني؟ أتريدون المزايدة في لبنانيتكم على من بذل الدم لتحرير أرض لبنانية فيما أنتم عن الدفاع عن لبنان متخاذلون ومع أعدائه متواطئون؟!
ألم تكونوا في المقلب الآخر بحجة التخلص من المقاومة الفلسطينية التي هي نتاج حتمي لاحتلال فلسطين؟ أليس هذا العدو هو من هجرهم الى لبنان؟ فلماذا لم تطالبوه بإرجاعهم الى وطنهم فلسطين بدل الانخراط في حرب أهلية دفع اللبنانيون فيها التضحيات الجسام من الشهداء والمفقودين؟ ونحن لا نبرّر أبداً الأخطاء التي ارتكبها بعض الفلسطينيين في لبنان والتي لا نؤيدها.
واخيراً نقول: نحن نعلم أنّ حالة بعض اللبنانيين المضللين لا تختلف عن حالة أمثالهم في دول أخرى. ففي فرنسا كان هناك من وقف مع الألمان النازيين ضدّ أبناء وطنهم من المقاومة الفرنسية. وفي فيتنام كان هناك جماعة شاركت الأميركان الموقف والقتال في حربها ضدّ أبناء بلدهم، وكذلك في الجزائر كان هناك من عمل لصالح الاستعمار الفرنسي.
والنتيجة كانت أن تحرّرت كلّ هذه البلدان، أما من وقف مع المحتلين والمستعمرين فقد خسر خسراناً مبيناً، فمنهم من خرج معهم ولم يعد الى بلده، ومنهم من تعلق بعجلات الطائرات المغادرة إلى غير رجعة فسقط دون أن يتمكن من الهرب .
اما من يقول نريد أن نعيش من دون حروب، فهو محق، لأن ليس من إنسان واحد سوي يحب الحرب من أجل الحرب. فالكل يحب الحياة ويريدها لكن ماذا تفعل عندما يفرض العدو الغاصب المجرم الحرب عليك لتحقيق أطماعه في بلدك؟
هناك فرق بين أن تعيش عيشة بيولوجية أو أن تحيا بكرامة إنسانية. هناك فرق بين حب العيش وحب الحياة .
كثيرون عندنا يفضلون العيش، لكنهم، لا يعرفون معنى الحياة، لأنّ الحياة هي العيش بكرامة، ولا كرامة لأيّ مواطن في ظلّ الاحتلال أو بالتبعية. لا حياة لمن لا يمتلك قراره الحر. والدولة الحرة السيدة المستقلة هي التي تمتلك قرارها الحر ولا تخضع لإملاءات القوى العظمى ولا ترهن حياة أبنائها ومستقبل أوطانها لا لأميركا ولا لغيرها من الدول مهما بلغت هذه الدول من الظلم والجبروت.
د. عدنان نجيب الدين ـ البناء
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الثبات وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً