أقلام الثبات
هذا كلام للخبير الإستراتيجي الإيراني ابراهيم متّقي للتلفزيون الايراني. والذي كشف فيه انّ كلّ المعطيات تشير الى انّ "اسرائيل" ستهاجم ايران من جديد هذا الأسبوع كحدّ اقصى بدعم من الولايات المتحدة. ونبّه متّقي مسؤولي البلاد بألا يأخذوا وقف اطلاق النار على محمل الجدّ. وقال " إنّ اسرائيل ستقوم بخطوات خاطفة في المرحلة الأولى، وإجراءات تخريبيّة في المرحلة الثانية".. ويأتي تحذيره في وقت بدأت وسائل اعلام عبريّة التصويب على " الجولة التالية من الحرب مع ايران"، وكان لافتا ما ذكرته صحيفة "يديعوت احرونوت" امس ومفاده" انّ اسرائيل تستعدّ لمهاجمة ايران مجدّدا، وتطوّر انواعا من القنابل والأسلحة الهجومية والدفاعيّة استعدادا للمعركة".
هذا تزامنا مع ما كشفته مواقع اخبارية عبريّة، عن وصول 821 طنّا من.. !الأسلحة الى "اسرائيل" خلال اسبوع واحد، من اميركا، بريطانيا والمانيا..
انتهت الجولة الاولى من "المنازلة" بين "اسرائيل" وايران بنتيجة خيّبت آمال بنيامين نتنياهو، الذي خطّط لإسقاط نظامها من الضربة الأولى. بل هاله الردّ الايراني الصادم وغير المتوقع الذي الحق ذاك الدمار الهائل في " درّة" الكيان تل ابيب، في سابقة هي الاولى منذ إنشائه، عدا تدمير قواعد عسكرية ومنشآت حيوية من اقصى شماله الى اقصى جنوبه، ما شكّل مفاجأة "مدويّة" لإسرائيل، والتي لم تكن تتوقّع ان تستعيد ايران زمام الامور بعيد ساعات فقط على ضربة الفجر الغادرة. وما اخفته الرقابة العسكرية عن اهداف وحصيلة الضربات الصاروخية الايرانية اكبر بكثير مما اُعلن على الملأ!.
فبينما أقرّت إذاعة الجيش "الاسرائيلي" بأنّ العملية العسكرية ضدّ ايران، هي الأكثر تعقيدا في تاريخ الجيش "الاسرائيلي، اعترفت صحيفة "معاريف" العبريّة بأنّ ايران خرجت اقوى من هذه الحرب، وكشفت عن "اعداد غير مسبوقة من القتلى والمصابين جرّاء الصواريخ الايرانية، وعن ارتفاع في اعداد الطلبات من مصابي الصّدمات النفسيّة الى الحدّ الأقصى خلال الحرب مع ايران"..قبل ان تصوّب صحيفة "يديعوت احرونوت" على حصيلة الضربات الصاروخية الايرانية
"الكارثيّة" على اسرائيل، كاشفة عن " فقدان اسرائيل لمسيّرات بتكلفة مئات ملايين الدولارات اسقطتها ايران"، محذّرة من "صواريخ اكثر تطوّرا ستُظهرها ايران في الجولة التالية من الحرب، لاختراق منظومات الدفاع الجوّي الإسرائيل- وقف اشارتها.
اللواء في الاحتياط توف ساميا اقرّ بدوره، انّ ايران هي التي تحكّمت وحدّدت توقيت وقف اطلاق النار، في حين عبّر اللواء في فرع الاستخبارات بالجيش "الاسرائيلي" تامر هيمان- في مقابلة مع القناة 12 العبريّة، عن "تفاجئه وصدمته" من قدرة ايران على تعيين قادة جُدُد بشكل سريع جدا، فيما كشفت القناة 13 العبرية، "انّ هناك الكثير من القتلى والاصابات في قواعد الجيش ومنشآت استراتيجية، نتيجة الهجمات الصاروخية الايرانية، لكن لم يتمّ الاعلان عنها حتى اللحظة"!
وضعت جولة الحرب الاولى بين ايران و"اسرائيل" اوزارها مؤقتا بانتظار الجولة التالية. ومن المؤكد انّ كلا الطّرفَين يستعدّان بقوّة لجولة المنازلة القادمة. وفي مرحلة هدوء ما قبل العاصفة المرتقبة، فإنّ "اسرائيل" تستعدّ لتنفيذ ضربات امنيّة في ايران واليمن- وفق ما يُجمع عليه محلّلون وخبراء عسكريون. وهناك معطيات لا تخفيها بعض التسريبات "الاسرائيلية"، تكشف عن "عمل امنيّ ما" تجهّز له "اسرائيل" في الداخل اليمني. وما كان تسريبات قبل ايام، ذكرته وسائل اعلام عبريّة امس الاحد على الملأ، وكشفت "انّ نتنياهو ابلغ الولايات المتحدة،"بأنّ اسرائيل تستعدّ لتحرّك واسع النطاق في اليمن، وقد يحدث قريبا جدا" واضافت " انّ القضاة قرّروا إلغاء جلسات محاكمة نتنياهو هذا الاسبوع بعد إفادات من مختلف الاجهزة الامنيّة حول تطوّرات اقليميّة محتملة!.
هذه المرّة لن يكون هجوم "اسرائيل" على ايران مفاجئا ومباغتا كما فعلت فجر 13 حزيران فأيدي الايرانيين لا زالت على الزّناد رغم وقف اطلاق النار-وفق ما اعلن اكثر من مسؤول ايراني تُوّجت اليوم بإعلان المتحدّث باسم هيئة الاركان الايرانية: " قوّاتنا المسلّحة اكثر استعدادا من ايّ وقت مضى".. بل اكثر من ذلك فإنّ طهران هي من ستفاجئ "اسرائيل" في الجولة التالية، ليس فقط بصواريخ متقدمة لم تُظهرها في جولة الحرب السابقة، بل بمقاتلات زُوّدت بها "من الجيل الجديد"..يوم الجمعة الماضي، كشفت صحيفة "اسرائيل هيوم"، "انّ اسرائيل تبدي قلقا من احتمال حصول ايران على طائرات مقاتلة صينيّة" وتساءلت" هل ستخوض اسرائيل قريبا معركة ضدّ سلاح الجوّ الايراني المُطوّر بفضل الصين"؟
وإذ توقّفت باهتمام عند زيارة وزير الدفاع الايراني عزيز ناصر زادة الى العاصمة بكين "ربطا باهتمام طهران شراء مقاتلة صينيّة متطوّرة من طراز"جي 10س"، علّقت الصحيفة العبريّة على جلوس وزير الدفاع الايراني في قمرة قيادة الطائرة المقاتلة، واعتبرت "انّ هذه المقاتلة خضعت مؤخرا لاختبار اثبت قدراتها على بعض افضل الطائرات التي يقدّمها الغرب"-وفق اشارتها.
هي مرحلة خطيرة ومفصليّة بلا شك تلفّ المنطقة.. لكنّ المؤكد انّ ايران في منازلتها الأخيرة مع "اسرائيل"، فرملت مرحليّا جموح نتنياهو صوب شرقه الاوسط الجديد الذي تغنّى به على الملأ اكثر من مرّة.. وإستنادا الى مصادر وُصفت ب "المطّلعة"، فإنّ مفاجأة عسكريّة-او امنيّة مزدوجة ايرانيّة-يمنيّة قد تشكّل الحدث الأبرز عالميا في المدى المنظور- حسبما ألمحت شخصيّة صحافيّة مخضرمة في بيروت!.